عمان- إيمان يوسف
اقتحمت المرأة الأردنية المجالات المختلفة ومن ضمن المجالات دخولها إلى عالم الإسعاف الميداني ضمن فريق مسعفات أنشأه الدفاع المدني الأردني. ويعتبر الإسعاف من الخدمات الحيوية والأساسية التي تحرص الدول على تأمينها وتقديمها إلى مواطنيها حفاظا على أرواحهم وحماية لمنجزات التنمية التي يعد الإنسان إحدى ركائزها إن لم يكن هو أهمها على الإطلاق، لا سيما أن المخاطر المحيطة بالإنسان واحتمالية تعرضه للإصابات المختلفة في تزايد مستمر إثر التطور العلمي والتكنولوجي.
وتعمل 226 فتاة أردنية كمسعفة ميدانية ضمن فريق تم تأسسيه مؤخرا للعمل جنبا إلى جنب مع المسعفين الذكور وتقديم الخدمات إلى محتاجينها من خلال سيارات الإسعاف التي تلبي حاجة أي مريض أو محتاج إلى مساعدة.
وتؤكد المسعفات لـ"صوت الإمارات" أنهن يثبتن قدرتهن وكفاءتهن لكل الإجراءات التي يقوم به زميلهن الرجل المسعف، موضحات أن بعض الحالات تتطلب وجود عنصر نسائي كالولادة.
وتشير المسعفات إلى أن عمل المرأة في جهاز الدفاع المدني اتخذ أشكالا وصورا عديدة، حيث أسهمت مساهمة واضحة في مجال الإعلام والتثقيف الوقائي وذلك لرفع مستوى الوعي الوقائي من شتى الأخطار لدى كل فئات المجتمع والعمل على ترسيخ مفهوم الدفاع المدني الشامل، كما عملت من خلال إدارة التدريب على تدريب المواطنين على أعمال الدفاع المدني من إسعاف وإنقاذ وإطفاء، بالإضافة إلى تقديم المحاضرات المختلفة في هذا المجال.
ودرست مسعفات الدفاع المدني في كلية الدفاع المدني بعد التنسيق ما بين المديرية العامة للدفاع المدني وجامعة البلقاء التطبيقية بتدريس برنامج تخصص دبلوم الإسعاف لعام 2006/2007 حيث تم قبول 111 طالبا وفتاتين وهي المرة الأول التي تنخرط فيه الفتاة الأردنية للعمل في مهنة الإسعاف، أما طلاب السنة الثانية لعام 2007/2008م، فكان عدد الإناث 55 طالبة و79 طالبا وحصولهم على هذه الشهادة تخولهم للعمل في ميدان وأقسام الطوارئ في المستشفيات بكل كفاءة واقتدار وتنطبق عليهم جميع الشروط الصادرة عن وزارة التعليم العالي بما يتضمن التجسير والمتابعة الدارسية الجامعية لمن يرغب في ذلك.
ويتم تصنيف المسعفين إلى مسعف متوسط ومسعف متقدم وبالنسبة إلى الصنف الأول يقوم الدفاع المدني بتجنيد مجموعة من المجندين الحاصلين على شهادة الثانوية العامة وبعد انتهائهم من الدورة يتم تصنيفهم حسب شروط معينة إلى إسعاف وإطفاء وإنقاذ وغيرها، ويتم بعد ذلك إخضاع المسعفين لدورات متخصصة في مجال الإسعاف تبدأ بدورة الإسعاف التأسيسية ودورة الإسعاف المتوسطة وغيرهما من الدورات المتقدمة، أما الصنف الثاني فهو حاصل على درجة الدبلوم في الإسعاف الطبي أو درجة البكالوريوس مثل خريجي كلية الدفاع المدني أو أكاديمية الأمير الحسين بن عبدالله الثاني للحماية المدنية.
وتم تأهيل مسعفات الدفاع المدني بنفس الطريقة التي تم تأهيل المسعفين الذكور فيها وبالتالي فهي قادرة على التعامل مع كل الحالات سواء كانت مرضية أو إصابات إلا أن المسعفة تعمل أكثر مع حالات الولادة الطارئة وذلك كون مجتمعنا يعدّ من المجتمعات المحافظة حيث إن حالات الولادة الطارئة لها درجة من الخصوصية أعلى من الحالات الأخرى فوجود عنصر نسائي داخل السيارة بجانب العنصر الذكري له دور واضح وفعال في التخفيف من توتر المرأة الحامل داخل السيارة.