نيودلهي - عدنان الشامي
يحتفل الهندوس في أنحاء العالم بمهرجان "ديوالي" على نطاق واسع من خلال الأطعمة وتجمع العائلات والألعاب النارية، إلا أنه في هذا العام أوضحت فيشفا سماني، والتي أنجبت أخيرًا أن النساء هن المكون الرئيسي للمهرجان.
وأضافت فيشفا "هذا أول مهرجان يمر علي بصفتي أمًا ولم أستعد له، كنت أعتمد دائمًا على والدتي في تنظيف المنزل وعمل المساحيق الملونة والزخارف الجميلة والحلوى واستضافة الأسرة، ولكن عندما بدأت تكبر وأصل أنا إلى مرحلة الثلاثينات شعرت أنني في حاجة إلى تحمل المسؤولية".
ويعد "ديوالي" من أكثر المهرجنات شعبية لدى الهندوس ويعتبر يوما للأسرة والولائم والألعاب النارية، وفي إطار الرموز الدينية تمثل الإضاءة من مصابيح الزيت والشموع انتصارا للفضائل النبيلة على القوى السلبية، وفي هذا اليوم يتم استدعاء الرمز الإلهاي "لاكشمي" في شكل صلاة للعبادة، وتحظى آلهة الثورة بشعبية كبيرة لدى الكثير من الأسر. وصرّح عم فيشفا أثناء وضع الخطط لاحتفال الأسرة "مرحبا بها في بيتي إذا كانت ستجلب الكثير من المال".
وتابعت فيشفا "يدرك القليل منا أنها غيرة موجودة في آلهة الهندوس باعتبارها رمزا للشراء السريع لكنها رمزا للثراء في القيم الروحية، ويشار إليها بالأم لاكشمي، وترمز إلى كل الأشياء التي تستطيع المرأة فعلها فقط حينما تصبح أمًا، وتصل مكانة الأم في التقاليد الهندوسية إلى درجة العبادة، لأنها هي من تستطيع جمع العائلة معا حتى إن لم يكن الأمر سهلا، وهنا أذكر أمي عندما كانت تجهز المنزل للاحتفال بالمهرجان".
وبيّنت فيشفا "غرس الآمال المعلقة على الأم الهندوسية من خلال ثقافتنا في الأجيال المقبلة، ومنذ لحظة الحمل تقع المسؤولية على عاتق المرأة للمحافظة على الأفكار النبيلة طوال فترة الحمل من أجل صحة الجنين".
واعتبرت أنّ "التوقعات المسلم بها تعد ضبابية قليلا حيث أصبحت الأمهات الحديثة أكثر انشغالا ومن النادر العثور على أب يمكنه تحضير بعض الأطعمة، كما أنهم غالبا لا يدخلون المطبخ، وبالتالى تنتقل هذه العادات إلى الأولاد، وحاليا في ظل عمل المرأة وأطفالها تعاني حياة المرأة الهندوسية من الفوضى، ونحن بالكاد نستطيع الحفاظ على التقاليد، وتساعد بعض المواقع في تقديم حيل للمطبخ للضيوف غير المدعوين، وتقدم بعض المقالات وصفات للحلوى في 10 دقائق".
وأفادت فيشفا "نصحت أخت زوجي وعمرها 35 عامًا وتعمل وزيرة في الحكومة بمحاولة طهي الطعام الهندى التقليدي لمدة ثلاثة أيام في الأسبوع فضلا عن اللعب مع ابنها وعمره 3 سنوات في الأيام المتبقية"، وأوضحت أنها تعطي الأولوية لمهرجان "ديوالي" في استخدام نمط الحياة السريع.
وأبرزت فيشفا "هناك أمر مهم في مهرجان ديوالي، وأنا شابة صغيرة كانت أمي تهتم بالتجهيز له قبل أشهر، وكان احتفالا مهمًا خلال العام، وفي ظل وجود الآباء نحن نلقي المسؤولية عليهم ولم نتعلم كيف أو ماذا نفعل من أجل أطفالنا".
وذكرت فيشفا "اعترفت لى إحدى صديقاتي أنه من المؤسف لها أن تتذكر احتفالات الطفولة الشيقة، وأخبرتنى أنها تأمل في فعل أشياء كثيرة عندما يكون لديها عائلة، ويبدو أن الأمومة هي الرابط الأساسي في هذه المناسبة برمتها، وتكمن فكرة استخدام المصابيح المضاءة بالزيت في إبراز فكرة أن الأمر المتواضع يمكن أن يسبب جمالا وفرحا وينتشر بشكل كبير ويبدد الظلام".
وتابعت فيشفا "مصباحي حاليًا مُضاء بشكل خافت لكنه يعكس التفكير في الجهد والأهمية التي سأبذلها من أجل مهرجان ديوالي في الأعوام المقبلة، وبمرور الوقت أعتقد أن التقدير ذاته سيصل إلى ابنتي في نهاية المطاف من خلال المهرجان الهندوسي والثقافة والتراث على مدار حياتها، وعندما يصبح لديها عائلة يمكنها تمرير هذه العادات والتقاليد".