واشنطن ـ رولا عيسى
كشفت دراسة أميركيَّة أنَّ النساء اللواتي يفقدن حملهن يتفاقم لديهن الشعور بالذنب والخجل بسبب المفاهيم الخاطئة حول أسباب الإجهاض.
وأشارت الدراسة التي استطلعت رأي 1084 امرأة، غالبيتهن نساء تتراوح أعمارهن بين 18 و49 عامًا، إلى أنَّ ما يقرب من نصف عدد النساء اللائي يفقدن حملهن يشعرن بالذنب، وأن اثنين من بين كل خمس سيدات يشعرن بالوحدة وأنهن ارتكبن شيئاً خاطئاً.
وبيّنت الدراسة أنّ عددًا كبيرًا من النساء يجهلن الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى فقدان الحمل، وأنَّ غالبية اللاتي خضعن لاستطلاع الرأي يعتقدن أنَّ حالة الإجهاد يمكن أن تتسبب في حدوث الإجهاض، بينما يعتقد حوالي نسبة 64٪ أنَّ رفع شيء ثقيل قد يكون سببًا، وأن خمس النساء في الاستطلاع يعتقدن أنَّ استخدام وسائل منع الحمل عن طريق الفم تحفز فقدان الحمل.
وأوضحت أنّ 57٪ من النساء اللائي أجهضن، لم يفسرن سبب وقوع ذلك، وأفاد الباحثون من كلية ألبرت أينشتاين للطب في جامعة يشيفا ومركز "مونتيفيور" الطبي في نيويورك، بأن سوء فهم الأسباب التي تؤدى إلى فقدان الحمل، قد تتسبب الإحساس بمشاعر سلبية.
وأبرز مدير برنامج فقدان الحمل المبكر والمتكرر، زيف ويليامز "تشير نتائج دراستنا إلى أن المفاهيم الخاطئة السائدة المرتبطة بمدى انتشار وأسباب الإجهاض، خصوصًا وأنه شائع للغاية ولكن نادرًا ما يتم مناقشته، ويشعر الكثير من الأزواج أنهم معزولون بعد وقوع الإجهاض، ولذلك نحن في حاجة إلى توعية الناس بشأن الإجهاض، للمساهمة في الحد من الشكل الاجتماعي المرتبط بالأمر".
وتضمن استطلاع الرأي 33 سؤالا، والذي أجراه الباحثون على مدى ثلاثة أيام في عام 2013، لتقييم المفاهيم العامة المرتبطة بالإجهاض، فضلاً عن عشرة أسئلة موجهة تحديدا للنساء اللواتي عانين من تجارب الإجهاض.
وبيّنت الاستطلاع أن 15% من المشاركات عانين من الإجهاض، ويعتقد غالبية النساء في الدراسة أنَّ الإجهاض غير شائع، ولكن الحقائق تشير إلى أن حالة من كل أربع حالات حمل تعاني من المضاعفات الأكثر شيوعا وأبرزها الإجهاض.
ولفتت إلى أنّ خمس المشاركات يعتقدن أنّ العادات الخاطئة أثناء الحمل، مثل التدخين و تعاطي المخدرات والكحول تعد أحد الأسباب الأكثر شيوعا للإجهاض، مقارنة بالأسباب الوراثية إلا أن الدراسات العلمية بيّنت أنَّ نسبة 60% من حالات الإجهاض تنتج عن مشاكل وراثية.
وسلطت الدراسة الضوء على أهمية الاستماع إلى تجارب الإجهاض لدى الأخرين للتهوين من الآثار النفسية، وبيّن عدد من النساء المشاركات أنهن شعروا بوحدة أقل عندما استمعوا إلى تجارب الأصدقاء، بينما ذكر 28٪ أنَّ تجارب فقدان الحمل لدى المشاهير تخفف من شعورهن بالعزلة.
وخلص الباحثون إلى أنه "يمكن أن يستفيد المرضى الذين عانوا من الإجهاض، من الاستشارة الطبية المقدمة من قبل مقدمي الرعاية الصحية، وتحديد السبب وتجارب الأصدقاء والمشاهير". ويلعب مقدمو الرعاية الصحية دورًا مهمًا في تقييم وتثقيف المرضى الحوامل حول عوامل الخطر المعروفة قبل الولادة، مما يقلل المخاوف من مفاهيم خاطئة وسائدة، ويخفف الإفصاح عن تجارب الإجهاض، من الشعور بالذنب والعار".