ملتقى الفجيرة الإعلامي

اختتمت فعاليات الدورة الخامسة من "ملتقى الفجيرة الإعلامي" الذي تنظمه هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام، أمس الثلاثاء، في فندق كونكورد الفجيرة لمناقشة "المرأة والإعلام.. والصورة الأخرى"، واشتمل الملتقى في يومه الختامي على ثلاث جلسات، حيث أدارت أولها الإعلامية من الإذاعة اللبنانية سوزان هيكل تحت عنوان "الإعلام النسوي في مواقع القرار.. خبرات وآفاق" شارك فيها نخبة من الإعلاميين هم رئيسة تحرير جريدة الغد الأردنية اليومية جمانة غنيمات من الأردن، ومدير العلاقات الدولية في تلفزيون ZDF دوغمار سكوباليك من ألمانيا ومديرة نادي دبي للصحافة منى أبو سمرة  والمتخصص في الإعلام النسوي الدكتور طلال طعمة من لبنان.
كما طرحت الجلسة الثانية تجارب من الميدان لواقع المرأة في المجال الإعلامي، أدارها وزير الإعلام الكويتي الأسبق الدكتور أنس الرشيد بمشاركة رئيس تحرير مجلة ناشيونال جيوغرافيك العربية السعد المنهالي، بورقة عمل عن تجربة الإماراتيات في الميدان الإعلامي، وطرحت كاتبة ومحللة صحفية نبيلة رمضاني من بريطانيا ورقة عن الفرص المتاحة والمغلقة للإعلاميات في الميدان، وتحدثت إعلامية في مونت كارلو فايزة مصطفى من الجزائر عن دور الإعلاميات العربيات في الوسائل الغربية، ولفتت الكاتبة الإماراتية عائشة سلطان في ورقتها إلى الإعلاميات بين التنظير الأكاديمي والحياة العملية وأخيرًا أوجدت أستاذة الإعلام في جامعة عجمان الدكتورة ماجدة خلف الله العبيد دور المرأة الإعلامي على الصعيد الأكاديمي والمهني.
وناقشت الجلسة الأخيرة نماذج إعلامية نسائية رائدة ومميزة يتحدثن عن تجربتهن في هذا المجال وهن الإعلامية آمال مختار من تونس، ونوال بخش من السعودية ورندة حبيب من فرنسا وليلى الأطرش من الأردن وجيزيل خوري من لبنان.
فيما أثار المشاركون في الجلسة الثانية المنعقدة في ختام اليوم الأول من الملتقى جدلًا واسعًا حول القيود التي تواجه المرأة في مجال الإعلام تحت شعار "تحديات العمل الإعلامي للمرأة" شارك فيها كل من عميد معهد الإعلام الأردني الدكتور باسم الطويسي، وأدارها عميد كلية الإعلام بجامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا، الدكتور ياس البياتي، حيث أعرب الدكتور باسم عن وجود ضعف واضح في حضور المرأة في الحقل الإعلامي وفي نقابة الصحفيين، حيث يعادل ما يقارب 20% فيما يمثل حضورها في السوق الاقتصادي ما يقارب أي أنَّ المرأة حققت إنجازات في مجال الصحافة أكبر من الانجازات في القطاعات الأخرى في السوق وذلك على الرغم من جود تنافس قوي بين الرجل والمرأة في المجال، مبررًا ذلك بالقيود الاجتماعية أحيانًا وتفضيل المرأة لبعض المهن الأخرى.
بينما يرى الدكتور أبوبكر عبد الحميد في ورقته التي جاءت بعنوان (الإعلاميات والتغيرات الاجتماعية والسياسية) "بأنَّ وضع المرأة في الإعلام تأثر بالنظام الاجتماعي والسياسي ما أحدث الكثير من التغيرات في هذا المجال، لأنَّ بعض المجتمعات والأنظمة السياسية تفرض قيودًا على عمل المرأة في الإعلام، وهذا يعني أنَّ أي تغير في هذه الأنظمة يؤثر بالمقابل على وضع المرأة في الإعلام".
 كما وصفت الأكاديمية والباحثة في مجال الإعلام، الدكتورة صباح المحمودي، المؤسسة الإعلامية بالذكورية وأنَّ الرجل يُعتبر هو الأول في هذا المجال، مشيرة إلى ضعف المستوى المهني للمرأة، لكنها قادرة على أن تخطو خطوات واثقة إذا أتيحت لها الفرصة، كما ناقشت التحديات التي تواجه المرأة في الأقطار العربية وتطور حضور المرأة في الإعلام والذي كان لسببين رئيسيين هما التطور الدولي عن طريق تشجيع المؤتمرات والأمم المتحدة على تكافؤ الفرص بين الرجل والمرأة، والتطور الوطني الذي يختلف من دولة لأخرى، مؤكدة بأنَّ الإعلام العربي تطوَّر في شكله ولم يتطور عمومًا في مضمونه.
وأوضح عميد كلية الإعلام في جامعة الوسيلة للعلوم والتكنولوجيا، الدكتور عوض إبراهيم عوض، بأنَّ المرأة العاملة مازالت تعاني من النظرة الدونية لها خصوصًا المرأة العاملة في مجال الإعلام، فرجال الدين المتطرفون على سبيل المثال يقللون من شأن المرأة وأهليتها للقيام بهذا الدور، إلى جانب صراعاتها الخاصة مع الأسرة التي تساهم بشكل كبير في نجاحها أو فشلها كالانتقادات الأسرية التي تواجهها حول الظهور أمام شاشات التلفاز وتأخرها خارج المنزل لساعات طوال، كما تحدث عن أجزاء الإعلام من صحافة وتلفزيون وإذاعة وإنترنت وأنها تتطور بشكل كبير، وتحدث عن نظرة المجتمع للمرأة قديمًا وحديثا وما تواجهه من تحد إثبات.
اختتمت جلسات اليوم الأول من ملتقى الفجيرة الخامس للإعلام بأمسية شعرية أقيمت في فندق السيجي في الفجيرة حضرها ضيوف ومشاركو الملتقى وقدمتها الإعلامية بروين حبيب، حيث انتقى الشاعر المصري فاروق جويدة باقة من أجمل أعماله الشعرية من محطة كفر الشيخ إلى محطة البحيرة، من كلية الآداب قسم الصحافة إلى الحياة العملية في جريدة الأهرام، ورحلة عمر ورحلة شاعر مازال في قلبه بقايا أمنية، وهو شاعر قدير قدم للمكتبة العربية 20 كتابًا من بينها 13 مجموعة شعرية.