طلاب المدارس في قطاع غزة


توجَّه الأحد أكثر من نصف مليون طالب وطالبة إلى مدارسهم في محافظات قطاع غزة، في أول يوم العام الدراسي الجديد 2014-2015، بعد أيام عصيبة واجهتهم خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة التي استمرت قرابة 51 يومًا.

وأدَّت الحرب "الإسرائيلية" على قطاع غزة، إلى استشهاد زهاء 2200 مواطناً وإصابة أكثر من عشرة آلاف بجراح، وتشريد مئات الآلاف من المناطق الحدودية إلى مراكز إيواء مؤقتة افتتحتها وكالة الغوث "الأونروا" في مدارسها، بعد تدمير مئات المنازل التي كانت تأويهم.

ويبدأ العام الجديد بمعيقات أكثر، بدءًا من تضرر المدارس والمديريات واستشهاد وإصابة المئات من الطلاب وأعضاء الأسرة التعليمية، إضافةً إلى مشكلات عدم التواصل الفعال بين الوزارتين في غزة ورام الله، خاصةً بعد إعلان حكومة التوافق في حزيران/ يونيو الماضي، الأمر الذي يؤثر على المسيرة التعليمية.

 وأنهت وزارة التربية والتعليم العالي، جميع الاستعدادات لاستقبال العام الجديد الذي يأتي مختلفًا هذا العام بسبب الحرب الإسرائيلية، حيث درَّبت الوزارة 11ألف معلم، و184مشرفًا تربويًا و405 مرشدين تربويين و397 مدير مدرسة و397 منسقا للصحة المدرسية على الأساليب الحديثة في مجالات التدخل والدعم النفسي التي نقلوها بدورهم للمعلمين ليكونوا على أهبة الاستعداد للتعامل مع الطلبة.

كما قررت الوزارة افتتاح العام الدراسي على ثلاث مراحل، حيث سيبدأ في المرحلة الأولى التركيز على الجوانب النفسية والاجتماعية للطلبة، وتنفيذ نشاطات جماعية وفردية في مجال التفريغ والإرشاد النفسي، أما المرحلة الثانية فتتمثل بالتهيئة وتوفير التجهيزات اللازمة والحاجات من خلال الإدارات المتخصصة، والمرحلة الأخيرة تختص بالدوام المدرسي والأكاديمي.

وتخصص الوزارة الأسبوع الأول من الدراسة لحصص الرسم والرياضة والألعاب كتفريغ نفسي، على أن تبدأ الدراسة بعد أسبوع ولكن بطريقة لا تسبب إرهاق الطلبة، فيما سيتم حذف بعض المواضيع التي لا تؤثر في جوهر المنهج.

كما أوضح وكيل مساعد وزارة التربية والتعليم د. زياد ثابت، تضرر حوالي 174 مدرسة خلال العدوان الإسرائيلي، منها 26 مدرسة لا تصلح على الإطلاق لبدء العام الدراسي، فيما بلغ عدد الطلاب الذين تضرروا من استهداف هذه المدارس 9100 طالب. ونظرًا لتدمير المدارس خلال الحرب سيتم نقل الطلاب إلى مدارس أخرى، والعمل على نظام فترتين بنسبة 90% من المدارس.

يُذكر أنَّ العام الدراسي كان مقررًا له في الثالث والعشرين من شهر آب/أغسطس الماضي، إلا أنَّ الحرب الإسرائيلية على غزة حالت دون البدء به في قطاع غزة، واقتصاره فقط على الضفة المحتلة.

وصرّح المستشار الإعلامي للأونروا عدنان أبو حسنة، أنَّ العملية التعليمية بدأت في جميع مدارس قطاع غزة ما عدا منطقة بيت حانون شمال قطاع غزة حيث لا زال الأهالي متواجدين في مدارس المنطقة يرفضون مغادرة مدارس الإيواء والتجمع في ثلاث مدارس حسب مقترح الأونروا.

وأضاف أبو حسنة أنَّ محاولات كثيرة جرت لإقناع الأهالي بالتجمع في مدارس محددة دون جدوى ما أدى إلى اتخاذ الأونروا قرارًا بعدم بدء العام الدراسي في بيت حانون أو توجه 9600 طالب والهيئة التدريسية إلى مدارسهم.

وأوضح أنَّ الأونروا تواصل بذل جهودها لاستئناف العملية التعليمية رغم الجهود الجبارة التي بذلت خلال الأيام والساعات الماضية.
يُذكر أنَّ الأونروا تُشغّل في بلدة بيت حانون 10 مدارس في ثمانية مبانٍ منتشرة في أماكن مختلفة.