الطلاب المسلمين في أميركا

تصاعدت نبرة العنف ضد المجتمع الإسلامي في الولايات المتحدة الأميركية، بعد الهجمات المتطرفة الأخيرة التي شنها تنظيم "داعش" في مختلف أنحاء العالم، وبعد دعوة المرشح الرئاسي المحتمل دونالد ترامب منع دخول المسلمين إلى الأراضي الأميركية، وأصبح الخوف هو الشعور السائد لديهم داخل المجتمع الذي يفخر باستيعابه للتعددية واختلاف الثقافات، وهو ما يؤثر على حياتهم وتربية أطفالهم، إذ صاروا يتوقعون الاعتداء من كل جانب.

وطالت أحداث العنف أطفالًا مسلمين وبالغين وشباب بسبب التحيز والسياسة، معظمها كان مجرد تلاعب عبر وسائل الإعلام الاجتماعي، وبدأ الآباء والأمهات والمستشارون يشعرون بالقلق إزاء عدد الضحايا الذي يرتفع.

ويقدر عدد سكان العالم الإسلامي بنحو 1.6 مليار شخص عبر القارات والثقافات، يتحدون التعميم الذي يطالهم ويصفهم جميعًا بالمتطرفين، وكذلك الحال بالنسبة لتجارب الأميركيين المسلمين التي عاشوها منذ 11 أيلول.

وحتى في خضم التنوع في نيويورك، التي تضم نحو 600 ألف على الأقل من السكان المسلمين، أصبح التحرش بهم من الشواهد اليومية لاسيما بعد 11 أيلول، كما يقول المسلمون.

وألقت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية الضوء على المعاناة التي يتعرض لها المسلمون في الولايات المتحدة، حيث ذكرت فتاة (15 عامًا) أن الشهرين الماضيين كانا الأصعب في حياتها، وأنها لم تعد تشعر بالترحيب في بلدها، أما السيدة جمال فهي جزء من جيل الأميركيين المسلمين الذين نشأوا في ظل مكافحة التطرف في أميركا، إذ اشتدت إجراءات الأمن ضد المسلمين على نحو تاريخي، وتتذكر الاعتداءات الدقيقة التي واجهت والدتها؛ لأنها كانت ترتدي الحجاب.

بينما أضافت يانسن ريحان (17 عامًا) وهي طالبة في تاونسند هاريس في مدرسة ثانوية في كوينز، أنها ترتدي وشاح على الرأس منذ كانت أصغر سنًا، وهذا ما أشعرها بعدم الراحة نتيجة المعاملة الغريبة.

واضطر الأميركيون المسلمون الشباب للتعامل مع أسئلة عميقة عن الهوية والمجتمع والسياسة والإيمان في هذا البلد الذي كان له دومًا علاقة متناقضة مع الإسلام، إذ تسببت التعقيدات والضغوط على الكثير من الشباب المسلمين في الشعور بالعزلة والاغتراب في مجتمعهم.

وذكرت فرحة عباسي، أستاذ مساعد في الطب النفسي في جامعة ولاية ميتشيغان وخبير في مجال الصحة النفسية للمسلمين، أنه منذ هجمات 11 أيلول/ سبتمبر، ويتعامل الشباب المسلمون في الولايات المتحدة مع "الصدمة المزمنة" من الضغط المستمر من المشاعر المعادية للمسلمين.

ويقول معظم المسلمين الذين يعيشون في الولايات المتحدة أنهم توقفوا عن ارتداء الحجاب أو الصلاة في الأماكن العامة أو حتى التحدث بلغة أجنبية، حتى يتجنبوا الشجار أو حتى الأسئلة، وتقول أحدهم إنها عندما تسأل عن جنسيتها أو أصولها تفضل أن تقول البحر المتوسط، وإذا ظن السائل أنها إيطالية أو يونانية لا تصحح له المعلومة.

واختتم طالب مسلم بقوله: منذ أحداث باريس والأطفال في الصف يتحدثون عن التخلص من الإسلام، وهذا ما جعله يخشى التصريح بأنه عربي مسلم.