الدكتور سلطان بن محمد القاسمي

أثنى عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي على دور المؤسسين الأوائل لجامعة القاهرة، ومن تبعهم بإدارة شؤونها وتطوير برامجها، مشيدا بجهود الجامعة في تنوير العقول وتبصيرها وطالب بأن ينقل هذا التنوير من أسوار الجامعات ليصل إلى أولئك الذين يقيمون في القرى والحواري والأزقة حتى نتمكن من بناء أجيال واعية محبة لأوطانها .

جاء ذلك في كلمة لحاكم الشارقة ألقاها، صباح أمس الاربعاء، أمام الحضور في حفل تدشين قاعة القاسمي للمؤتمرات خلال زيارته للمكتبة المركزية الجديدة بجامعة القاهرة .

وأضاف "بنيت جامعة القاهرة منذ البداية على أن تنور العقول بهمة أولئك الذين كافحوا لوضع حجر الأساس لهذا الصرح العلمي الكبير، وسارعوا في إيجاد العلوم النافعة، وما نقوم نحن به اليوم لا يقارن إطلاقا بجهدهم ولا يساويه" .

ولفت أن "مصر أصابتها فترة من الظلام دخلتها خفافيش الليل، توغلت الى عقول المصريين، فالبطون إذا جاعت أكلت الجيف كذلك العقول إذا جاعت أكلت عفونة الأفكار، وفي غفلة من الزمن وفي غفلة من ايجاد النور أصابنا ما قد أصابنا في مصر، وهذا يحتم علينا أن نعمل منذ اليوم على تنوير العقول التي تقبع خارج أسوار الجامعات، يجب علينا أن نبدأ من القرى والحواري والأزقة وكل مكان، وأعلم بأن الأمر يتطلب جهدا كبيرا، وأعلم كذلك أن هناك رجالاً يستطيعون انجاز الجهد الكبير" .

وأشار إلى أن خلال لقائه برئيس جمهورية مصر العربية عبدالفتاح السيسي تبادل معه الحديث حول مشروع فكري تنويري، حتى يحمي مصر من دخول الباطل لها من بين يديها .

وأعلن حاكم الشارقة "نحن في الجامعات نخرّج العلماء لكن بالمشروع القادم سنخرج الأم التي تربي والأب الذي يرعى ويحافظ، فنحن أمام جيل قادم يجب أن نعد له العدة بتوفير الحماية الصحية والاجتماعية والثقافية والفكرية له" .
وتوجه في كلمته إلى الأمهات والأخوات الفاضلات سيدات مصر قائلاً لهن " نتمنى من كل أم أن ترضع طفلها بجانب اللبن حب الوطن، ترضعه الانتماء لهذه الأرض والإخلاص لها، فهي الكرامة والعزة والمستقبل، وتحية أقدمها لكل أم قدمت الشهداء في هذه المعارك العبثية التي دخلت علينا في غفلة من الزمن وبفضل من الله فإن الليل ولّى والصبح قد برز" .

وكان حاكم الشارقة قد وصل إلى مبنى المكتبة المركزية يرافقه كل من  سفير الدولة لدى جمهورية مصر العربية، محمد بن نخيرة الظاهري ورئيس جامعة القاهرة الدكتور جابر جاد نصار ، و رئيس دائرة التشريفات والضيافة في الشارقة، محمد عبيد الزعابي ورئيس هيئة الشارقة للكتاب، أحمد بن ركاض العامري ونائب سفير دولة الإمارات خليفة سيف الطنيجي في جمهورية مصر العربية، ومدير أكاديمية الشارقة للبحوث الدكتور عمرو عبدالحميد ، ومدير إذاعة وتلفزيون الشارقة محمد حسن خلف ، وعدد من أعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية في جامعة القاهرة .

وتعرف من الدكتور علي رأفت إلى أقسام المكتبة المركزية الجديدة والتي تم افتتاحها في العام 2008 كمرحلة أولى وفي عام 2014 كمرحلة ثانية، وضمت المكتبة متحف كنوز جامعة القاهرة الذي يحوي نخبة من أثمن وأهم مقتنيات الجامعة طوال 100 عام، وقسم الفهرس الإلكتروني، وقاعة كبار الزوار، ومعرضا مفتوحا للفن التشكيلي المعاصر، وقاعة المكتبات الخاصة المهداة، وقاعة طه حسين، وقاعة عرض البانوراما، وقاعة المراجع، وقاعة قاعدة البيانات العالمية، ومعمل المسح الرقمي، وعدداً من الأركان الغربية، ومعامل الترميم اليدوي والآلي للوثائق والمخطوطات .

يذكر أن قاعة القاسمي للمؤتمرات والتي تقع في الدور الخامس لمبنى المكتبة المركزية، قد تكفّل صاحب السمو حاكم الشارقة بإنشائها وتجهيزها بإمكانات النقل الإذاعي والتلفزيوني ومعدات الترجمة الفورية، وأحدث أجهزة الصوت وفق أعلى المعايير، إلى جانب إلحاقها بمجموعة من القاعات الخاصة بالمعارض والندوات والاجتماعات وغيرها، وبلغ إجمالي تكاليف إنشائها أكثر من 25 مليون جنيه .

وفي ختام الزيارة تسلمه درعا تذكارية من رئيس جامعة القاهرة تثمينا وتقديرا منهم لدوره في دعم أنشطة وبرامج الجامعة المختلفة .

توجه بعدها الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي إلى كلية الهندسة في جامعة القاهرة ، لتفقد مبانيها بعد عمليات الترميم والتجديد لها، نتيجة تعرضها لحريق وتدمير لحق بالمباني خلال فض اعتصام النهضة وفي تجاوب سريع منه بادر بتقديم مليوني دولار لإعادة ترميمها .

وكان في استقباله لدى وصوله لمبنى الكلية عميد الكلية والطاقم الإداري . . وأزاحه الستار عن اللوح التذكاري للمبنى بحلته الجديدة وتوجه إلى مجلس إدارة الكلية وتعرف خلاله إلى الطاقم الإداري بالكلية مقدمين جزيل شكرهم وامتنانهم إلى حاكم الشارقة على مبادرته الكريمة وتكفله بإعادة ترميم الكلية، راجين المولى أن يمد في عمره .

وأكد دعمه المتواصل لكلية الهندسة في جامعة القاهرة، متمنيا كل التوفيق والنجاح لكافة المؤسسات العلمية والثقافية بجمهورية مصر العربية، وأن يديم على مصر وشعبها الشقيق الأمن والرخاء .

واستمع من الطاقم الإداري بالكلية إلى تفاصيل حول عمليات الترميم والإحلال الذي تعرض له مبنى الكلية، وشملت عمليات الترميم كافة المباني .

وتعد كلية الهندسة من أعرق كليات الهندسة في مصر والوطن العربي، ويعود تاريخ إنشائها إلى عام ،1908 وخرجت الكلية الآلاف من الطلبة الذين ساهموا في نهضة مصر وتقدمها .

وبذلك يختتم حاكم الشارقة زيارته الرسمية لجمهورية مصر العربية والتي استغرقت أربعة أيام التقى خلالها العديد من كبار المسؤولين المصريين وزار فيها العديد من المراكز الثقافية والاجتماعية والعلمية . وتوجه ظهر أمس الاربعاء إلى مبنى طيران رئاسة الجمهورية في مطار القاهرة الدولي عائدا إلى أرض الوطن برعاية الله وحفظه .