دبي ـ جمال أبو سمرا
"تواصل العقول وصنع المستقبل"، ما إن يتردد هذا الشعار على مسامعنا حتى تتبادر إلى مخيلتنا صورة إكسبو 2020 دبي، حيث اتخذ المعرض هذا الشعار وجهة للتعريف بملامحه قبل تكوينها، وارتبط به وبشكل وثيق منذ اللحظة الأولى لإعلان فوزه في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر 2013 ذلك التاريخ الذي احتفل به العالم بأسره، وشارك دبي فرحته القريب والبعيد على حد سواء، حيث لم تأل بلاد العالم بأسره جهداً لترشيح دانة الدنيا، والتصويت لها بغية تتويجها بهذا اللقب .
لا تقتصر هذه العبارة على كونها شعاراً لإكسبو، ووصفاً يجسد ما كانت تُعرف به دبي ب "الوصل" قديماً، وذلك لما تعكسه من مكانة جغرافية مهمة كانت ولا تزال تحتلها بين الشرق والغرب، وتُبرز أيضاً روح الشراكة والتعاون، التي كانت وراء نجاح دبي في إيجاد طرق جديدة للنمو والابتكار، حيث سيلعب معرض إكسبو 2020 من خلال هذا الشعار دور المحفز، يعمل على تواصل العقول من جميع أنحاء العالم، ودفع عجلة المشاركين لمناقشة التحديات المشتركة، خلال معرض متميز بطابع دولي فريد، وبمفاهيمه الفرعية الثلاثة: التنقل والاستدامة والفرص، كما سيبقى هذا التعريف الصريح لذلك المعرض حاضراً في جميع إسهاماته طوال فترة إقامته، ومنها على سبيل الذكر لا الحصر، توفير فرص للقطاع العام والخاص للعمل معاً، والسعي المتواصل والدائم، لتقديم حدث يغير العالم من حوله، بكل شرائحه وفئاته، خاصة الشباب، التي تعد الوجه المشرق للمستقبل الواعد ولبنة بنائه الأولى، حيث سيتم التركيز على الشباب وتعريفهم بالمعرض بدءاً من هذا العام، وعلى مدى خمس سنوات مقبلة، من خلال دورة يُجريها منظمو إكسبو 2020 دبي على كافة الجامعات والكليات في الدولة، لتعريف الطلاب بالمعرض، وإعطائهم لمحة تعريفية عن تاريخه بشكل عام، وخططه، وكيف للشباب المساهمة في إنجاحه وتحقيق غاياته المنشودة .
ومن مسرح الجامعة الأميركية في دبي كانت الانطلاقة، حيث عقد فريق المنظمين لمعرض إكسبو 2020 دبي عرضاً شفوياً، شارك من خلاله الطلبة بهذا الحدث الكبير والتاريخي، والذي يقام للمرة الأولى في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجنوب آسيا، وتحظى أرض دبي بشرف استضافته الكبير، حيث يُتوقَع أن يجذب معرض إكسبو 2020 دبي 25 مليون زيارة، يأتي 70% من الزوار من خارج البلاد، و30% منهم محليين، ما يجعله الحدث الأكثر عالمية في تاريخ معارض إكسبو الدولية .
وتُعلق الطالبة ألارا دورال، مديرة مشاريع نادي ريادة الأعمال في الجامعة، قائلة إن الإحصاءات أضافت عمقاً للعرض، وكونت مجتمعة مع الحقائق التي تناولها، جزءاً معلوماتياً لم تكن تعرفه من قبل، أثناء اطلاعها الشخصي وعملية بحثها على المعرض وتفكيرها بالتقييم عليه للتطوع، أو الحصول على فرصة عمل للمساعدة فيه أثناء حدوثه، لافتة إلى أن هذا الحدث الكبير من شأنه إلهام الطلاب والشباب بشكل أشمل، إلى كيفية اتباع أسس التخطيط الناجح، فيما يخص مجال ريادة أعمالهم من الألف وحتى الياء، ويؤهلهم للصعود على سلم تحقيقها خطوة خطوة نحو تحقيق الهدف الأسمى، كما يمكنّهم المعرض، من تعلم بعض المهارات الأساسية، كالعبقرية والتميز في التفكير، والتفاني، والإخلاص، والعمل بحماس كبير في المشروع، الذي يعمل عليه الفرد، حتى ينجح ويصل إلى مراده .
وعن تاريخ معارض إكسبو الدولية، يذكر المنظمون أن الانطلاقة الأولى ل "معرض إكسبو الدولي" كانت في لندن عام 1851 تحت عنوان "المعرض العظيم لمنتجات الصناعة من دول العالم، إذ يقام "معرض إكسبو الدولي" كل 5 أعوام، مستقطباً ملايين الزوار القادمين لاستكشاف الأجنحة والفعاليات الثقافية، التي ينظمها مئات المشاركين بما في ذلك الحكومات، والمنظمات الدولية، والشركات، التي يستقبلها البلد المستضيف للمعرض .
ويُعد "معرض إكسبو الدولي" حافزاً قوياً لعملية التحول الاقتصادي والثقافي والاجتماعي، ناهيك عما ينجم عنه من نتائج قيّمة للمدينة المضيفة والبلد المضيف، فعلى سبيل المثال، ساعد "معرض إكسبو شنغهاي 2010" الذي أقيم تحت شعار "مدينة أفضل، حياة أفضل"، على تحويل منطقة الصناعات الثقيلة، التي تقع وسط مدينة شنغهاي الصينية إلى منطقة نابضة بالازدهار التجاري والثقافي . وقد استرعى هذا المعرض اهتمام نحو 73 مليون شخص في ذلك الوقت، وستقام النسخة القادمة من معرض إكسبو في مدينة ميلانو الإيطالية هذا العام، تحت شعار "تغذية الكوكب، طاقة الحياة" .