لندن ـ ماريا طبراني
مُنح المعلمين في المملكة المتحدة السلطة الكاملة لحذف الصور الجنسية الخاصة بالتلاميذ على هواتفهم المحمولة، والتي تنتشر بشكل واسع النطاق في المدارس وعلى الإنترنت.
وصرّحت وزير الثقافة البريطانية السابقة، ماريا ميلر، إنه يجب تعليم الأطفال أنَّ مشاركة الصور الفاضحة يعد جريمة جنسية، بل أسوأ أنواع الجرائم.
وتعترف الحكومة أنها لا تجمع بيانات عن عدد الحوادث الجنسية عبر الرسائل في المدارس، أو عدد الحالات التي تشير إليها الشرطة أو النيابة العامة.
وتبادل الصور الجنسية في سن أقل من الـ18 عامًا يعد جريمة واضحة، ولذلك تم إدخال صلاحيات التفتيش لمساعدة المدارس في فرض الانضباط، بإعطاء المعلمين القدرة على البحث عن الصور الغير اللائقة على هواتف التلاميذ وحذفها.
وهناك مخاوف بشأن حذف المدارس للصور من على الهاتف ومعاقبة التلاميذ سرًا، دون التحقيق في كيفية انتشار الصور، وهناك اقتراح بأنَّ العصابات الإجرامية من الممكن أنَّ تتسلّل إلى شبكات المدارس للحصول على صور الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 16 عامًا.
وحذرت ميلر من أنَّ حذف تلك الصور من على الكاميرا التي التقطت الصورة يتجاهل المشكلة الحقيقية والتي تنتشر على نطاق واسع.
واقترحت بعض الجمعيات الخيرية أنَّ تبادل الرسائل الجنسية ليس جزءًا طبيعيًا للحياة المدرسية بين المراهقين، فيما تصر ميلر على إنَّ فكرة إرسال صورة جنسية غير قانونية ليس جزء من حياة المراهقين في المدارس، ولكن غالبًا ما تحدث في بداية تشكيل العلاقة العاطفية.
ورفعت ميلر حجم المشكلة والمخاوف من عدم معالجة المعلمين للمشكلة الحقيقية، وذكرت: "لا يوجد واجب قانوني للمدارس للإبلاغ عن الرسائل الجنسية، ولكن واجبهم هو الإبلاغ عن الجرائم الجنائية، ولكن يبدو أنَّ وزارة الداخلية لا تمتلك سجلات تحدد عدد الجرائم التي تم الإبلاغ عنها".
وأظهرت دراسة حديثة أنَّ 60% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم من سن 13 إلى 18 عامًا، أكدوا أنه طلب منهم صور جنسية أو فيديوهات خاصة بهم، كما أنَّ أربعة من بين عشرة أشخاص التقطوا الصور وأرسلوها إلى أشخاص آخرين.
وذكر وزير المدارس، نيك جيب: "إدارة التعليم لا تجمع البيانات عن حوادث الرسائل الجنسية بين التلاميذ، ولكنها من الممكن أنَّ تساعد في احتواء البلطجة على الإنترنت والخاصة بالرسائل الجنسية خلال اليوم الدراسي من خلال حظر أو الحدّ من استخدام الهواتف المحمولة أو الأجهزة الإلكترونية الأخرى".
ومن جانبها، أوضحت رئيس جمعية سلامة الأطفال على الإنترنت، كلير ليللي: "أظهرت الأبحاث أنَّ الرسائل الجنسية عبر الهاتف تلعب دورًا غادرًا على نحو متزايد في العلاقات بين الشباب، قد يأخذ الأطفال هذه الصور لإرضاء الصديق أو الصديقة، ولكن الأمور يمكن أنَّ تخرج بسرعة عن نطاق السيطرة، فالعلاقات تنكسر في لحظة ويمكن تقاسم الصور على نطاق واسع".