الإمارات تستعين بشركات عالمية لتوفير تطبيقات وأدوات ووسائط التعليم الرقمي

بات التعليم الرقمي أو الإلكتروني اليوم معيارًا لجودة خدمات التعليم، وقد أدركت دولة الإمارات العربية المتحدة ذلك، فعملت على الانتقال بالمؤسسات التعليمية المختلفة من التعليم التقليدي المعتمد على الأوراق إلى التعليم الرقمي، الذي يتبنى استخدام التكنولوجيا الحديثة، للإرتقاء بالمنظومة التعليمية الوطنية، بما يلبي التطلعات في الوصول إلى الاقتصاد المعرفي.

وشهدت الإمارات في عام 2012 اطلاق نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم،"برنامج محمد بن راشد للتعلم الذكي"، الذي شمل العديد من المدارس ومؤسسات التعليم العالي الحكومية، بينها "جامعة الإمارات العربية المتحدة" و"جامعة زايد" وكليات التقنية العليا في الدولة.

وقد نالت المبادرة الإشادة والتقدير من جهات إقليمية ودولية مرموقة، مثل "القمة العالمية لمجتمع المعلومات" التي عُقدت في جنيف، كما أشادت "المنظمة العربية لضمان الجودة في التعليم"، بقيادة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بعملية التحول إلى مجتمع المعرفة في الدولة المعتمد على التقنيات، لافتةً النظر إلى أنه بحلول عام 2020 ستتحول 10% من جامعات الإمارات إلى التعليم الرقمي، الأمر الذي يؤكد دعم القيادة الرشيدة لهذا التوجه.

وقد وضعت دولة الإمارات العربية آلية عمل استراتيجية لتطبيق التعليم الرقمي، بدأتها بتوفير البنية التحتية للتعليم الرقمي، فاستعانت بأبرز الشركات العالمية لتوفير تطبيقات وأدوات ووسائط التعليم الرقمي، فعملت على تطوير المدارس الذكية عبر تزويدها بالحاسبات الآلية والأجهزة اللوحية والتطبيقات الإلكترونية الحديثة، كما تطوتر المناهج الدراسية، لتتناسب مع طبيعة المرحلة التي تغلب عليها التحولات والتطورات التكنولوجية المتسارعة، وأهلت الدولة المدرسين عبر تطوير مهاراتهم في التعامل مع التكنولوجيا، وعملت الدولة كذلك على إدخال التعليم الإلكتروني إلى مؤسسات التعليم العالي.

إنّ اعتماد التعليم الذكي في دولة الإمارات العربية المتحدة يحقق أهداف رؤية الإمارات 2021، الرامية إلى الارتقاء بالمنظومة التعليمية، من أجل إعداد أجيال وقيادات شابة متمكنة من استخدام أدوات التكنولوجيا الحديثة، وقادرة على منافسة قرنائها في الدول المتقدمة، ويتوافق تطبيق التعليم الذكي أيضًا مع أهداف الدولة الرامية إلى تبني مفهوم التعليم المستمر أو مدى الحياة، الذي ينسجم مع متطلبات الحياة الحديثة، كونه يحقق التوازن بين مسؤوليات الفرد كطالب، ومسؤولياته العملية أيضًا في حال كان منتميًا إلى أي مؤسسة آخرى كموظف، وهو ما يساعد على تحقيق استمرارية تطوير مهارات الكوادر الوظيفية في الدولة، إضافةً إلى ذلك فإن هذا التوجه يعزز عملية التواصل والتفاعل بين المعلمين وأولياء الأمور، من أجل متابعة المستوى الدراسي للطلبة.

 كما أنه لا يمكن تجاهل أهداف التخصيص الأمثل للموارد التي تتحقق من وراء تطبيق التعليم الذكي، فهذا النموذج المتطور للتعليم يساعد على تخفيض التكلفة المالية للعملية التعليمية كلها، ويساعد كذلك على تقليص اعتمادها على الكتب المطبوعة، ومن ثم الإسهام في استدامة البيئة عبر تخفيض كميات الورق والنفايات الضارة.

يُذكر أن دولة الإمارات العربية المتحدة تحتضن واحدة من الجامعات الإلكترونية الرائدة على الصعيد الإقليمي، وهي جامعة الشيخ حمدان بن راشد الذكية، التي تضع نشر ثقافة التعليم الإلكتروني بين أهدافها، ليس على الصعيد المحلي فقط، بل على الصعيد العربي أيضًا، من أجل تجسير الفجوة الرقمية في منظومة التعليم على مستوى المنطقة، وبناء مجتمعات قائمة على المعرفة الإلكترونية، ضمن الدور العربي والإنساني للدولة.