بكين - مازن الأسدي
يُلحق الآباء في الصين أطفالهم الذين لا تتجاوز أعمارهم الثلاث سنوات في دورات ادارة الشركات من أجل أن يمتاز أبنائهم على أقرانهم من الشباب حيث يصبح الصغار مؤهلين لتحديد الصداقات الحقيقية والوهمية وتقنيات التعامل مع النزاعات بين الأصدقاء.
يتعلم الأطفال الصغار، الذين تتراوح أعمارهم من ثلاثة إلى ستة اعوام، كيفية تحقيق الأحلام البسيطة وذلك من خلال الدورة التي تستمر لمدة عامين وتبلغ قيمتها 30,000 يوان (3400 جنيه استرليني) سنوياً.
وقال أحد الموظفين في المدرسة التي تدرب الأطفال ومقرها بكين: "اننا نعلم الأطفال كيف يمكن للقادة أن يتصرفوا في ظروف معينة"، ويمكن للوالدين في مدينة غوانزو جنوب البلاد إلحاق أطفالهم في دورة ادارة الشركات في مدرسة "Leederedu" والتي تصل قيمتها 50,000 يوان (5,700 جنيه استرليني) سنوياً. ووضح موقع المدرسة على الانترنت أن الدورة تساعد على تطوير القدرات القيادية والتنافسية عند الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ثلاثة وثمانية اعوام.
ويحظى التعليم اللامنهجي بشعبية كبيرة في الصين، لا سيما خلال العطلة الصيفية المدرسية حيث انها تستمر لمدة شهرين تقريباً. عادة، يرسل الآباء في الصين أطفالهم للدورات المرتبطة بالرياضة أو الفنون أو مواضيع التعليم التقليدية، ومع ذلك انتشر التعليم اللامنهجي في السنوات الأخيرة من أجل تدريب الأطفال على تطوير المهارات المرتبطة بالبالغين، وقال تشانغ هاو الذي الحق ابنته البالغة من العمر ثلاث اعوام في احدى الدورات في يونيو الماضي: "أنا لست متأكداً حقاً عن المحتوى الذي يدرسونه، ولكنهم وعدوني أنه بعد التدريب ستصبح ابنتي أكثر ثقة ومركز الاهتمام بين أصدقائها"، واضاف: "أنا لا أرى أي علامات أنها قد تغيرت باستثناء أنها اصبحت أقل خجلاً، أنا أشك في أنهم يمكنهم تعليم الأطفال كيف يكونوا قادة المستقبل لأنهم مازالوا صغار للغاية. ماذا تتوقع أن يحدث لطفل عمره ثلاث سنوات؟ ابنتي لا تعرف أن ترتدي حذائها بنفسها حتى الآن"
اصبحت المدارس الأكثر شعبية في الصين هي تلك التي تعزز المهارات التي تعتبر أكثر غربية أو نخبوية مثل مدرسة "سيتون" حيث انها تقوم بتدريب الأطفال الألعاب الرياضية مثل ركوب الخيل أو الغولف. ووصف مؤسس المدرسة، جيمس سيتون دورة ادارة الشركات بأنها "حيلة تسويقية" تهدف إلى جذب الانتباه، مشيراً إلى أن التعليم يجب أن يكون متعة للأطفال.