برنامـج "إي دوره"

يُعد التعليم الذكي بالاعتماد على تكنولوجيا العصر من الأمور التي توصل المعلومة الى الطالب بطريقة أسهل، كما أنه يخفف عنه عبء الكتب الكثيرة، ولكن ما يميز برنامج "إي دوره"، أنه يقدم المعلومات الأساسية التي يحتاجها الطلاب من خلال ربطهم مع الأساتذة طوال اليوم، اذ يتيح للطالب دخول دروس الأساتذة، والتمرن على الامتحانات والقيام بالمشروعات الجماعية، من خلال البرنامج الذي يدخله عبر اللوح الرقمي الذكي أو الكمبيوتر أو الهاتف. وقد شرح لنا كل من سعيد المازمي وسهيل بن شيخ اللذان يعملان على البرنامج كيفية عمله، والفوائد التي تعود على الطلاب منه.

وقدم سعيد المازمي، وهو رجل أعمال، كيفية تبلور فكرة البرنامج، وقال: "انطلقت فكرته من خلال مجموعة من الشباب يعيشون بين كندا وأميركا والأردن، فيما نعمل نحن من الخليج على تقديم المعلومات التي يحتاجونها، وبالتالي يتساند الفريق عبر البلدان، كما لدينا فريق معلوماتي كبير، يعمل على البرمجة، وكل المعلومات التي تغذي البرنامج تتم عبر مايكروسوفت، ويتم تخزين المعلومات فيه".

ولفت الى أنهم قدموا البرنامج لـ"الأونروا"، وهي منظمة خيرية تعليمية، مشيرًا إلى أنهم وقعوا عقدًا مع الأخيرة من أجل توصيل التعليم للطلبة حول العالم وفي البلدان التي فيها مشكلات، وهذا الأمر يمنح عملهما الجانب الخيري، كونه يقدم برسوم رمزية لهذه الجهة. أما البلدان التي تم تشغيل البرنامج فيها، وتستفيد من مزاياه، فهي لبنان وغزة في فلسطين والاردن وسورية، حيث أوضح المازمي أنهم يغذون البرنامج بالمعلومات والمناهج التي تعود للبلد، فالهدف الأساسي منه دعم التعليم، وهو نظام يتوافق مع حاجة المعلم والطالب.

ولفت سهيل بن شيخ، وهو موظف في جمارك دبي، ومحامٍ متدرب، الى أن فكرة البرنامج تهدف الى نقل التوجه من الكتاب الورقي الى الكتاب الرقمي، لأن البرنامج يتم تغذيته بأي منهج، مشيرًا الى أنهم درسوا احتياجات المدارس في الدول التي قدم اليها البرنامج، ثم تم تأمينها لهم، وقد استغرق العمل سنوات طويلة من الأخذ والرد، الى أن أصبحت الفكرة مشروعًا فعالًا وناجحًا. وشدد بن شيخ على أن الهدف الرئيس يكمن في التغلب على الفجوة بين المدرس والطالب، لاسيما أن هذه العلاقة تنتهي بعد انتهاء الدوام، ويصبح الطالب في معزل عن الأستاذ، لذا نحاول أن نبقي على العلاقة في المنزل، كي يتمكن الطالب من الاستفادة الى أقصى الحدود.

وحول ميزة البرنامج الأساسية، شدد المازمي على أنها تكمن في كونه يعمل من خلال طريقتين، إما من خلال الحاسوب، أو لوح "التابليت"، وهو يعمل على البرامج الموجودة في السوق، وكل شخص يدخله، عليه أن يفتح حسابًا، إما كمدرس أو كطالب، ويكون لكل منهم خصائص ومزايا، بحيث يكون مسؤولًا عن حسابه. أما عملية التشغيل والاستخدام والتسهيلات، فهي تشبه الموجودة في برامج التواصل الاجتماعي، وتتمتع بالسهولة ذاتها، وكذلك بالخصائص المشابهة لجهة التعريف بما يرده أو الرسائل أو حتى وجود الخصوصية. ولفت المازمي الى أن الأساتذة يقومون بتحميل الدروس، ويمكن أن يراها الطالب، كما يمكن أن توضع الامتحانات والمشروعات التي تتطلب عملًا جماعيًا، وتتم دعوة الطلاب الى درس جماعي من خلال المجموعة.

وحول تطبيق المناهج المتباينة في البرنامج، شدد بن شيخ على أن البرنامج يصمم بشكل خاص لكل دولة، مشددًا على أنه ليس بديلًا عن الاستاذ، وانما يستخدم لتسهيل أدوات الدراسة، ولجعل الدراسة أسهل وأخف، خصوصًا أن الطالب يتوجه لهذه اللوحات التقنية. ووصف بن شيخ الجيل الجديد، بكونه الجيل التقني، لذا تم وضع المناهج عبر برنامج ممتع ومسلٍّ، مع مراعاة الفئات العمرية المختلفة، ويمكن استخدامه من قبل الطلاب من عمر سبع سنوات وما فوق.

وتم اختيار أميركا كي تكون المصدر الأساسي للبرنامج، حيث يتم استنساخه الى الدول الأخرى، ولفت بن شيخ الى أن اختيارهم للولايات المتحدة الأميركية كمركز، يعود الى عملهم وبشكل رئيس مع الأمم المتحدة و"الأونروا"، وهي لا تتواجد في الإمارات.

وأكد المازمي أنهم يسعون إلى ادخال البرنامج في نظام التعليم في الإمارات، ويطمحون الى نيل موافقة وزارة التربية والتعليم العالي، على هذا البرنامج، منوهًا بقيادة الدولة الرشيدة التي تدعم التعليم حول العالم، ويأتي البرنامج محاكيًا لهذه السياسة، خصوصًا أننا نقدمه لجهات خيرية وبرمز بسيط، الأمر الذي يسهل عملهم ويخفف عليهم المصروفات وتكاليف التعليم. ولفت الى ان إدخال التقنية وتوظيفها في التعليم من أجل التعليم الذكي من الأمور الأساسية بالنسبة لهم، بينما أشار بن شيخ الى أنهم شاركوا في مسابقات من شأنها أن تعزز انتشار البرنامج في الدولة.

وعلى الرغم من كون المازمي وبن شيخ يقدمان البرنامج برسوم رمزية، الا أن المازمي أكد ان الاستثمار الاساسي فيه كان كبيرًا، موضحًا وجود فريق عمل في أميركا، وفريق عمل آخر في الأردن، وهذا الاستثمار صعب وكبير.