الجزائر ـ سميرة عوام
كشف ممثل عن فدرالية أولياء التلاميذ بالجزائر أن الصحة المدرسية مريضة و بحاجة إلى تكفل حقيقي من خلال استحداث خريطة صحية و تعزيز إستراتيجية فعالة لإنقاذ الوضع المتدهور، وهذا ما يفسره الانتشار الواسع للأمراض داخل المدارس مثل الحساسية و التهاب الكبد الفيروسي، بالإضافة إلى ظهور حالات الإصابة بمرض الملاريا.وأوضحت وحدات الكشف و المتابعة و التي تهتم بالصحة المدرسية لتلاميذ الجزائر أن 80بالمائة منهم في الأطوار
الثلاثة يعانون مشكل تسوس الأسنان وهذا ما يفسر العجز الكبير في المتابعة الصحية الدورية للتلاميذ و الذين يتم تحويلهم إلى العلاج في المستشفيات و العيادات الخاصة في ظل نقص مراكز صحية داخل المؤسسات التربوية.و يكشف المصدر ذاته عن أن 100ألف تلميذ مصاب بأمراض مزمنة تأتي في مقدمتها الإعاقة الجسدية التي تعرف تزايدا سريعا مما يستدعي وضع خطة جديدة للتكفل الجيد بهذا المرض ،خاصة أن نسبة 20بالمائة من التلاميذ يغادرون الدراسة بسبب حالتهم المستعصية، و يتم تصنيفهم من طرف الوزارة الوصية كراسبين دون وضع برنامج خاص بهم لمعرفة أمراضهم و الأسباب الكامنة من وراء هذا التسرب الدراسي الكبير في الجزائرمن جهته ممثل عن فدرالية أولياء التلاميذ أكد أن المطاعم المدرسية تتسبب هي الأخرى في إصابة تلاميذ المدارس بأمراض مختلفة وخطيرة خاصة عند استغلال مياه الصهاريج غير النظيفة و البعيدة عن مراقبة حفظ الصحة الأمر الذي يصيب التلاميذ بالكوليرا و الحساسية و حالة الإصابة بمرض الجرب لنقص النظافة .إلى جانب هذا تم تسجيل إصابات متعددة في صفوف تلاميذ الأطوار الثلاثة فيما يتعلق بمرض السكري حيث تم خلال سنة 2013تسجيل 400ألف حالة من أصل ثلاثة ملايين مصاب في الجزائر، إلى جانب المصابين بأمراض مزمنة و التي تقتضي حالتهم متابعة دورية لتجنب مضاعفات المرض التي حرمت مئات التلاميذ من مزاولة الدراسة بعد إصابتهم بالعمى و بتر الأعضاء.
وفي سياق آخر يعتبر تسوس الأسنان و أمراض الفم الأكثر انتشارا وسط التلاميذ في الجزائر خاصة منهم الطور الابتدائي، فهناك حوالي 14ألف حالة تسوس سجلت خلال سنتي 2012و2013يحدث هذا في وقت تتوفر فيه الجزائر على نسبة 40بالمائة من المختصين في جراحة الأسنان ، وعلى مستوى وحدة الكشف يوجد 15بالمائة.
كما تعرف وحدات الكشف و المتابعة و التي تهتم بقطاع الصحة المدرسية في الجزائر نقصا فادحا في عدد الأخصائيين النفسانيين بسبب محدودية التوظيف ،بالإضافة إلى تراجع نسبة التكفل بالمصابين بأمراض العيون و الجراحة العامة و ذلك بسبب تسجيل ضعف في عدد الأخصائيين في هذه الأمراض.