نجاح الأسبوع الأول من العام الدراسي 2013/ 2014 في مصر

نجح الأسبوع الأول من العام الدراسي 2013/ 2014، في مصر في المرور بسلام، وأثبتت فيه وزارة التربية والتعليم المصرية قدرتها على تحدّي كل العقبات التي وضعتها جماعة "الإخوان" أمامها لتعطيل العملية التعليمية في بدايتها، من خلال دعوة طلاب الجماعة إلى التظاهر، وإثارة الفوضى في المدارس، أو رفع علامات رابعة الصفراء داخل الفصول، كتحدٍّ واضح لتعليمات وزير التربية والتعليم الدكتور محمود أبو النصر، والخاصة بمنع الحديث في السياسة داخل المدارس، أو رفع شعارات تنتمي لأي تيارات دينية أو عقائدية، فيما شهد رفع شعارات رابعة الصفراء، وتظاهرات ومسيرات طلابية في المدارس المختلفة في القاهرة والمحافظات.
وشهد الأسبوع الأول من العام الدراسي إصدار وزير التربية والتعليم الدكتور محمود أبو النصر قرارات عدة حاسمة منها "إلزام الـ27 مديرية تعليمية في خطاب رسمي بالالتزام بإنشاد النشيد الوطني "بلادي بلادي" فقط في المدارس، بالإضافة إلى تكليف قيادات تعليمية بإجراء حملات تفتيش عدة على مدارس جماعة "الإخوان"، للوقوف على حقيقة التزامها بتعليمات الوزارة من عدمه، ووضح استقرار الأمور في جميع مدارس المحافظات، عدا محافظة شمال سيناء ومدينة كرداسة في الجيزة، نظرًا إلى الأحداث التي شهدتها المنطقتين، فيما وقعت مجموعة من التظاهرات في محافظات عدة.
وجاءت في المرتبة الأولى من حيث عدد التظاهرات فيها محافظة الفيوم، حيث تجمع بعض الطلبة في مدرستي الثانوية الفنية الجديدة والثانوية الصناعية، في إدارة غرب الفيوم، أمام مدرسة المشتل الإعدادية محاولين إقناع طلاب المدرسة بالاشتراك معهم في مسيرة داعمة لـ "الإخوان"، فيما تدخلت إدارة المدرسة، وتم استدعاء الشرطة التي سيطرت على الموقف، وانتظمت الدراسة في المدرسة، وقررت الإدارة تشكيل لجنة للتوجه للمدارس الفنية لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، فيما جابت مسيرة الشوارع أمام المدرسة الزخرفية لعدد 50 طالبًا، حيث تم صرف الطلبة، وتم ضبط مواطنَين مقيمَين في قحافة في الفيوم لتحريضهما الطلاب على التظاهر وتعطيل حركة المرور.
وفي إدارة الفيوم خرج طلاب مدرسة جمال عبد الناصر الثانوية العسكرية، ومدرسة الفيوم الإعدادية بنين، وذلك لوجود مسيرة كبيرة كانت تنوي المرور من أمام المدرستين، وذلك تحسبًا لعدم إثارة الطلاب، وحرصًا عليهم، بالإضافة إلى اعتصام طالبات جماعة "الإخوان" و"التحالف الوطني" في مدرسة عين شمس الثانوية بنات داخل فناء المدرسة، ورفضن دخول الفصول، وقالوا إن اعتصامهم يأتي اعتراضًا على اعتداء أفراد من الشرطة على مسيرة سلمية لهن، الأمر الذى دفع إدارة المدرسة إلى اتخاذ قرار بفصل 28 طالبة ممن شاركن في الاعتصام.
وللسيطرة على الأمر نظمت مديرية أمن الفيوم حملة يقوم خلالها مأمورو أقسام الشرطة بزيارة طلاب المدارس وعقد لقاءات معهم، للتواصل مع الطالبات، والتأكيد على أن ما يقمن به يضر بمصلحتهن.
وأكد مدير مديرية التربية والتعليم في الفيوم محمود جودة أنه أثناء زيارته مدرسة السعدية الإعدادية المشتركة لحضور طابور الصباح تبين أن الطلاب الملتحقين بها يرددون نشيدًا مختلفًا غير النشيد الوطني، وأوضح أن وكيل المدرسة ينتمي إلى جماعة "الإخوان"، وتم تحويله إلى الشؤون القانونية، للتحقيق في الأمر، لافتًا إلى وجود مدرسة أخرى، رفض الإفصاح عن اسمها، سلكت الطريق ذاته، وتم تدارك الأمر. وفي محافظة المنيا، في إدارة بني مزار انتظمت الدراسة في كل الإدارات ما عدا مدرسة أبشاد الثانوية المشتركة، حيث تجمع طلبة من المدرسة يقدرون بحوالي 50 طالباً، فيما حضر مدير عام الإدارة وقوات الشرطة وتمت السيطرة عليهم، وانتظمت العملية التعليمية، وتم القبض على شعبان زكي حسن، معلم في المدرسة، لاشتراكه معهم في تظاهراتهم.
أما فى إدارة سمالوط التعليمية فتجمع ما يقرب من 50 طالبة في فناء مدرسة سمالوط الثانوية بنات رافعات شعار رابعة العدوية، ورفضن الصعود للفصول إلا أنه تم التواصل معهن لإقناعهن بالدخول للفصول.
وفي إدارة دير مواس تجمع بعض الطلاب في فناء مدرسة أبو زيد الثانوية رافعين شعار رابعة العدوية، والصياح بشعارات خاصة بـ"الإخوان المسلمين"، وفي إدارة المنيا التعليمية رفض أولياء أمور الطلاب في مدرسة تلة الابتدائية الخروج من فناء المدرسة لتأمين أبنائهم، وتم توجيه النصح لهم، والتنسيق مع الجهات الأمنية لتأمين خروج التلاميذ من المدرسة.
وفي إدارة أبو قرقاص التعليمية تجمع بعض الطلاب خارج مدرسة الخيارى الثانوية رافعين شعار رابعة العدوية ،كما تجمع 300 طالب من طلبة المدارس الثانوية أمام ديوان الإدارة التعليمية.
أما في إدارة سوهاج التعليمية، فقد اعتدى أحد البلطجية على أحد أمناء المعامل في مدرسة جزيرة شندويل الثانوية المشتركة، وضربه بآلة حادة أثناء منعه من الدخول للمدرسة، كما تعرضت مجموعة من طالبات مدرسة جزيرة شندويل الثانوية للتحرش من قِبل عدد من البلطجية، أثناء مرورهم أمام المدرسة على موتوسيكل، فاشتبك معهم أمن المدرسة لحماية الطالبات، فاشتبك البلطجية مع فرد الأمن بالسلاح الأبيض، وأطلقوا الرصاص أمام باب المدرسة، مما تسبب في إصابة فرد الأمن أحمد صلاح عبد الرحيم، وتم نقله لمستشفى الهلال في سوهاج.
وفي الجيزة لجأت قوات الشرطة إلى إطلاق أعيرة نارية في الهواء لفض اشتباكات بين "الإخوان" وعدد من الطلاب في مدرسة أبو النمرس الثانوية، الأمر الذي دفع الشرطة لإطلاق الغاز المسيل للدموع لتفريق الطلاب والسيطرة على الموقف.
وفي سياق متصل، حرّض مدرس فيزياء يدعى عادل فرج في مدرسة سليمان عبد المنعم بدوي الثانوية المشتركة، ونقيب المعلمين في محافظة الجيزة في إدارة البدرشين الطلاب والمعلمين للقيام بمسيرات، وتم التنسيق مع الجهات الأمنية لعمل اللازم، وفي إدارة العمرانية تحرش مجموعة من الشباب بطالبات مدرسة أحمد عرابي الثانوية بنات أمام باب المدرسة بعد انتهاء الفترة الصباحية، بحجة توزيع إعلانات بعض مراكز الدروس الخصوصية، وتم التنسيق مع الجهات الأمنية للسيطرة على الموقف. وفي القاهرة ألقت قوات الأمن القبض على طالبين حاولا غلق إدارة المطرية التعليمية في القاهرة، عقب دعوتهما الطلاب إلى تنظيم وقفة احتجاجية أمام المدرسة، ورفع علامات رابعة.
وفي إدارة شبرا، تجمع بعض الشباب أمام مدرسة النصر الإعدادية بنات، وقاموا بمعاكسة الطالبات أثناء خروجهن من المدرسة، وتم التنسيق مع الجهات الأمنية لاتخاذ اللازم.
وفي إدارة السلام التعليمية رفض أولياء أمور الطلاب السماح لأبنائهم بالذهاب لمدرسة الحميدات الابتدائية ومدرسة دندرة للتعليم الأساسي لوجود خصومات ثأرية بين العائلات، وأشار إلى أنه تم التنسيق مع قوات الشرطة للسيطرة على الموقف، وتأمين محيط المدرسة.
وشهدت مدرسة ميت عساس الثانوية قيام مدرس ينتمي لجماعة "الإخوان" المحظورة بترديد "يسقط حكم العسكر" في ميكرفون المدرسة، الأمر الذي أثار غضب الطلاب وقاموا بضربه، وانتقلت على الفور قوة من مباحث مركز سمنود، وتمكن المدرس من الهرب قبل وصول القوة، وقال المتحدث الإعلامي للمجلس الوطني للتعليم في الغربية عبد الفتاح عوكل "إن هناك حالة من الغضب بين الأهالي والطلاب في مدن ومراكز المحافظة لعدم تشغيل أغنية تسلم الأيادي في طابور الصباح، والتي اعتبروها رمزًا للوطنية، وتقديرًا لجيش مصر العظيم".
وروج بعض الداعين إلى التظاهرات مجموعة من الشائعات التي تهدف إلى إثارة الفتن بين الطلاب، وجميع طوائف المجتمع المصري، حيث أطلقوا شائعة تؤكد استبدال النشيد الوطني في المدارس بأغنية "تسلم الأيادي"، الأمر الذي دفع أبو النصر إلى التأكيد على أنه لا بديل عن السلام الوطني والنشيد "بلادي بلادي" وتحية العلم في الطابور الصباحي في مدارس الجمهورية كافة، وقال الوزير "أجبرت المدارس الدولية على أداء تحية العلم، وتأكدت من ذلك بنفسي في زيارات مفاجئة"، مؤكدًا دور النشيد الوطني في غرس قيم الانتماء والهوية، وأوضح أن سماع أغنية "تسلم الأيادي" أثناء افتتاحه مدارس رابعة العدوية كان ضمن احتفالات أجرتها إدارة المدرسة بعد تحية العلم والنشيد الوطني، احتفالاً بالقوات المسلحة التي شاركت في حفل الافتتاح.
أما الشائعة الثانية، فكانت شائعة أطلقتها سيدة منتقبة وقفت في منتصف سوق الخضروات الأسبوعى، في منطقة المنوات، في الجيزة، وصرخت بصوت عالٍ "الحقوا المدارس بتتحرق"، وبمجرد أن سمع الأهالي ما قالته السيدة هرولوا نحو المدارس والجميع يصرخ ويردد الكلمات ذاتها التي قالتها السيدة من دون التحقق من هويتها أو معرفة من هي، وسادت حالة من الارتباك والتوتر داخل عشر مدارس في قرية المنوات في محافظة الجيزة، إثر إطلاق تلك الشائعة عن هجوم أفراد من جماعة "الإخوان المسلمين" على المدارس وإحراقها، وشائعة أخرى عن مقتل طفل صغير نتيجة لاشتباكات بين مؤيدي الرئيس السابق ومعارضيه، الأمر الذي دفع أهالي القرية للتوجه إلى المدارس العشر لإخراج أبنائهم وإنقاذهم من الموت المزعوم. وفوجئ الأهالي في حوالي الساعة الحادية عشرة صباحًا بعد انتظام أول يوم في الدراسة، وسير العملية التعليمية بشكل منضبط ببعض الأشخاص يسيرون في الشوارع ويصرخون بصوت عالٍ "الحقوا المدارس بتتحرق"، الأمر الذي دفع أولياء الأمور للتوجه مباشرة للمدارس، ووصل الأمر إلى اعتداء البعض على المدرسين الرافضين لإخراج التلاميذ والطلاب قبل انتهاء اليوم الدراسي، نظرًا إلى عدم وجود ما يمنع ذلك وسير الدراسة بشكل طبيعي.
وفي السويس، في إدارة شمال، تم نقل طلاب كل من مدرسة أحمد رمضان الابتدائية إلى مدرسة أحمد عرابي فترة مسائية، ومدرسة الأنصاري الابتدائية إلى مدرسة الخليلية الابتدائية فترة مسائية، وذلك لارتفاع منسوب مياه الصرف الصحي في المدرستين.
فيما شهدت إدارة ملوي وفاة الطالبة هريني عادل زكي جرجس في الصف الثاني في مدرسة ملوي الثانوية بنات، حيث سقطت الطالبة على الأرض أثناء طابور الصباح، واستدعى مدير المدرسة الإسعاف، وتم نقلها إلى المستشفى ملوي العام، وفور وصلها تُوفِّيت لتعرُّضها لهبوط حادّ في الدورة الدموية، حيث إنها مريضة بالصرع.
وقام تلميذ في الصف الخامس الابتدائي، في مدرسة كفر سليمان الابتدائية مركز بسيون، ويعاني من مرض نفسي، بإشعال النيران في فصله في المدرسة انتقامًا من المدرسين وزملائه لقيامهم بضربه والاستهزاء به، وتحرر المحضر رقم 13709 جنايات مركز بسيون، وباشرت النيابة العامة التحقيقات.