كابول ـ أعظم خان
أعلنت الأمم المتحدة أن حركة"طالبان" أجبرت عشرات المدارس الإبتدائية في إقليم زابول في جنوب أفغانستان على إغلاق أبوابها لمدة شهرين، وذلك كرد فعل انتقامي على قرار المسؤولين في الإقليم حظر سير الدراجات النارية.
يذكر أن الدراجات النارية، هي وسيلة النقل المفضلة عند مقاتلي طالبان .
وعلى إثر ذلك اضطرت الحكومة إلى التراجع ورفع الحظر بعد أن رأت الأطفال
بلامدارس وعائلاتهم بلا طعام، حيث أن تلك المدارس كانت تستخدم أيضاً كمراكز لتوزيع المساعدات والمعونات الغذائية.
جاء ذلك في تقرير للأمم المتحدة يحذر من أن الصراع في أفغانستان يزداد تعقيداً وأن معدل الوفيات في أوساط المَدَنِيين في تزايد مستمر. ونُشر هذا التقرير في أعقاب هجوم انتحاري أسفر عن مقتل 17 مواطناً، كانوا على متن حافلات في القرب من المحكمة العليا، وهو أكثر الحوادث الدموية في أوساط المَدَنِيين في العاصمة كابول منذ ما يقرب من عام.
وتشير النشرة الشهرية الخاصة بالأحوال الإنسانية في أفغانستان إلى تنامي أعداد المليشيات المسلحة المحلية والجماعات المسلحة التي تستهدف المَدَنِيين من خلال أساليب التهديد والإكراه والابتزاز والإيذاء الجسدي والقتل.
ويتشابه هذا التقرير مع التحذيرات الصادرة عن اللجنة الدولية للصليب الأحمر بشأن تفتت جماعات المتمردين.
وتقول نشرة الأمم المتحدة إن بعض التهديدات يرجع مباشرة إلى الصراع الدائر في الوقت الحالي في البلاد والبعض الآخر يرجع إلى الخصومات والأحقاد المحلية والقبلية التاريخية.
وتشير صحيفة الغارديان البريطانية إلى استعداد قوات الناتو إلى مغادرة البلاد وترك القوات الأفغانية وحدها في مواجهة قوات طالبان في معظم أنحاء البلاد، وتقول إن انسحاب القوات الأجنبية على عكس ما كان يأمل البعض، لن يُخفض من معدلات العنف في البلاد.
كما أكدت الصحيفة أن معدل الحالات التي دخلت المستشفيات للعلاج من إصابات لسبب الحرب الدائرة في الوقت الحالي، قد تزايد في صورة حادة هذا العام مقارنة بالعام 2012، فقد تضاعف هذا الرقم في إقليم هيلماند حيث توجد القوات البريطانية.
ويلفت تقرير الأمم المتحدة إلى أن تلك الأرقام لا تشير فقط إلى ارتفاع معدلات العنف والمعاناة البشرية، وإنما تضع أعباء إضافية على المنشآت الصحية في المناطق الغير آمنة في أفغانستان.
كما يشير التقرير إلى تزايد أعداد المواطنين الذين فروا من مناطق العنف إلى مناطق أخرى ووصل الرقم إلى أكثر من نصف مليون.
ووصف التقرير عملية إغلاق المدارس الإبتدائية في منطقة زابول، التي تبعد 300 كلم عن العاصمة كابول بأنها حالة متطرفة من التهديدات التي أدت إلى تشرد الكثيرين واضطرارهم إلى اللجوء إلى مناطق أخرى في أفغانستان.
ويضيف التقرير أن الحكومة المحلية قد اضطرت إلى إجراء مفاوضات مع الجماعات المسلحة والتوصل معها إلى اتفاق يقضي بإعادة فتح المدارس مع بدء فترة الدراسة الصيفية، ولكن لم يعرف بعد ما إذا كانت طالبان ستلتزم بما تم الاتفاق عليه في هذا الصدد أم لا.