دراسة تشير إلى آثار استخدام الأجهزة التكنولوجية في الفصول الدراسية

كشفت دراسة أجريت في الأكاديمية العسكرية للولايات المتحدة "USMA" أن الطلاب الذين يُسمح لهم باستخدام أجهزة اللابتوب أو التابلت في الفصول الدراسية يكون أدائهم أكثر سوءًا عن هؤلا الذين لا يستخدمون هذه الأجهزة في الفصول، وأن الطلاب الذين يحظون بمعدل تراكمي عالي هم الأكثر تأثرا، وفي حين يرى البعض أن أجهزة اللابتوب تساعد الطلاب في تدوين الملاحظات والفهم يقول الكثيرون أنها تمثل شكل أخر من أشكال الإلهاء، وفحص الباحثون تأثير أجهزة الكمبيوتر المحمولة والتابلت على أداء الطلاب في دورة الاقتصاد التمهيدية في الأكاديمية العسكرية في الولايات المتحدة والمعروفة باسم "ويست بوينت".
وركز البحث على إعدادات الفصول الدراسية حيث يسمح للطلاب باستخدام الأجهزة اللوحية لتدوين الملاحظات ولكن لا يتم استخدامها عمدا في التدريس في الفصول الدراسية، وفي هذه الدراسة بقيادة سوزان باين كارتر، وكايل غرينبرغ، ومايكل س. ووكر خصص الباحثون مجموعة ضابطة من الطلاب الذين لا يستخدمون الأدوات التكنولوجية، ولم يُسمح لهم باستخدام اللابتوب أو الجهاز اللوحي في مكاتبهم، وتم تقسيم الفصل إلى مجموعتين عشوائيتين باسم "مجموعات العلاج"، وسُمح للمجموعة الأولى باستخدام اللابتوب والجهاز اللوحي لأغراض تتعلق بالدراسة، وفي حالة تعرض الطالب للتشتيت أو الإلهاء يتدخل البروفيسور ويمنعه من استخدام الجهاز، أما المجموعة الثانية سُمح لهم باستخدام الجهاز اللوحي فقط وكان عليهم وضع الجهاز على المكتب بحيث تكون الشاشة مرئية للبروفيسور بسهولة.
ومثلت المجموعة الأولى فئة طلاب الجامعة العادية الذين يستخدمون التكنولوجيا برغبتهم أما المجموعة الثانية فمثلت الاستخدام المقصود لهذه التكنولوجيا، وعندما حان وقت نتائج الامتحان وجد الباحثون أن المجموعة التي استخدم اللابتوب أو الجهاز اللوحي في الفصول الدراسية عانت من انخفاض عام في النتيجة يقدر بالخمس تقريبا، وكانت نتائج المجموعتين متطابقة تقريبا، حيث شهدت المجموعة الأولى المسموح لها باستخدام هذه الأجهزة بشكل غير مقيد انخفاض بمعدل 0.18% في حين انخفضت نتائج المجموعة التي استخدمت الجهاز اللوحي استخدام مشروك بمقدار 0.17%، وهو ما يعادل انخفاض بمقدار 1.7 نقطة على مقياس 100 نقطة.
ولوحظ زيادة الآثار السلبية بكثرة على الطلاب الذكور والطلاب أصحاب المعدل التراكمي المرتفع، وكتب الباحثون " الآثار التقديرية لدينا على المجموعتين متطابقة تقريبا، ما يشير إلى أن السماح للطلاب باستخدام الأجهزة اللوحية تحت إشراف الأساتذة كان له آثار ضارة على الأداء في الفصول الدراسية"، وأوضح الباحثون أن الاستخدام الحر والاستخدام المشروط لهذه الأجهزة يؤثر على الطلاب بعدة طرق، ويمكن أن يؤدي إلى بعض الانحرافات حيث يراجع الطلاب وسائل التواصل الاجتماعية أو حتى ربما يفعلون الواجبات الخاصة بفصل دراسي أخر فضلا عن أنها ربما تقلل من قدرات الطلاب على تدوين الملاحظات شكل فعال.
وبيّن الباحثون أن الأساتذة ربما يغيرون سلوكهم وطريقة تفاعلهم مع الطلبة استجابة لاستخدام الطلاب لهذه الأجهزة، وأضاف الباحثون " بغض النظر عن الآلية تشير النتائج إلى أن أداء الطلاب كان أسوء عند إتاحة استخدام تكنولوجيا الحوسبة الشخصية".