أبوظبي – صوت الإمارات
رصدت صحف وكالات أنباء عودة إعلانات الدروس الخصوصية في الصحف، وعلى الإنترنت، ومواقع التواصل الاجتماعي، إضافة إلى الملصقات على مداخل البنايات، وعلى مواقف الحافلات، وتغري الطلبة وذويهم بعروض وخصومات خاصة، وهي الظاهرة التي اعتبرها تربويون مشكلة تثقل كاهل الأسر، ومغامرة غير مأمونة الجانب، محذرين من مخاطرها.
وأكد مقرر لجنة شؤون التربية والتعليم والشباب والإعلام والثقافة في المجلس الوطني الاتحادي، حمد أحمد الرحومي، أن اللجنة تبحث إيجاد استراتيجية مناسبة، قد تشمل تقنين الدروس الخصوصية، ووضع آليات وقواعد لنشر إعلانات الدروس الخصوصية.
وبدأت إعلانات الدروس الخصوصية في العودة بقوة، حتى أنها تحتل صفحات كاملة في الجرائد الإعلانية، إضافة إلى المواقع الإعلانية على الإنترنت، ومواقع التواصل الاجتماعي، إذ كثّف معلمون ومزاولون لمهنة التدريس كعمل إضافي إعلانات عرض خدماتهم التعليمية الخاصة بالدروس الخصوصية للطلبة، في جميع المراحل الدراسية، ومختلف المناهج التربوية.
وتضمنت الإعلانات عروضاً عن جديد هذا العام لاجتذاب أكبر عدد من الطلبة، وذكر أحد الإعلانات أن الحصص الخاصة بالفترة التي تسبق الدراسة ستكون مجانية، حتى يتأكد الطالب من مستوى المعلم، ومدى استيعابه لطريقة الشرح، إضافة إلى تأكد المعلم نفسه من جدية الطالب والتزامه.
وأوضح إعلان آخر إمكانية تدريس المعلم جميع أفراد الأسرة، مع اختلاف صفوفهم الدراسية، بحيث يكون معلم الأسرة الخصوصي براتب شهري، شاملاً جميع المهام التدريسية التي ستوكل إليه، فيما ذكرت صاحبة أحد الإعلانات أن الدروس الخصوصية للفتيات يومي الجمعة والسبت فقط قبل السابعة مساءً.
وحذر معلمون في مدارس حكومية وخاصة من خطورة لجوء ذوي الطلبة إلى إعلانات الصحف للحصول على معلم لمساعدة ذويهم، مشيرين إلى أن معظم أصحاب هذه الإعلانات لا يعملون بمهنة التدريس أساساً، وبعضهم مخالف لشروط الإقامة في الدولة، ويتخذون من هذه الإعلانات وسيلة لزيادة دخلهم، والحصول على أموال من ذوي الطلبة.
وذكر المعلمون: سامح نصر، ومحمد فوزي، وعلاء سلامة، وأحمد حسن، إن الدروس الخصوصية أصبحت أحد أساسيات التعلم عند كثير من الأسر، لذلك يجب وضع إطار قانوني وأخلاقي لها، لضمان أن يكون مردودها إيجابياً وليس عكسياً.
وطالبوا بضرورة القضاء على الفوضى الخاصة بإعلانات الدروس الخصوصية، لما لها من مردود سلبي على صورة المعلم ومكانته الاجتماعية، إضافة إلى ما تسببه من تدني قيمته في المجتمع، نتيجة للمخالفات والسلوكيات الخاطئة التي يرتكبها دخلاء على المهنة، مشيرين إلى أن الاستعانة بمعلم من خلال إعلان يُعد مغامرة بفكر الطلبة من جانب أشخاص مجهولين.
وذكرت المعلمات: مديحة حسن، ونجلاء شاهين، وفاطمة سعد، أن معظم المعلمات لا يمارسن الدروس الخصوصية، نتيجة انشغالهن بأسرهن، مشيرات إلى أن انتشار ظاهرة الدروس الخصوصية يشوه صورة المعلم، ويدفع طلبة إلى التمرد وعدم الالتزام داخل الصفوف الدراسية.
وأكدن أن اعتماد الطلبة على المدرس الخصوصي أدى إلى إهمالهم الحصص الدراسية، وعدم الانتباه أو الإصغاء لشرح المعلم، لأنهم وجدوا بديلاً متى ما يشاؤون، وفي مكان أكثر أريحية لهم من الفصل الدراسي، لافتات إلى أن معظم المدرسين الخصوصيين يماطلون في الشرح، لزيادة الساعات الدراسية.
وطالبن بضرورة اتخاذ الجهات التعليمية خطوات جريئة لمحاربة الدروس الخصوصية، التي أصبحت ظاهرة عامة تنافس المدارس، وتحولت من وسيلة مساعدةٍ ودعمٍ للطلبة إلى تجارة ربحية، تهدف في المقام الأول إلى استنزاف مدخرات الأسر، مع ضرورة مخاطبة وسائل الإعلام بعدم نشر إعلانات الدروس الخصوصية.
وأكد عدد من ذوي الطلبة أن أبناءهم ينتظمون في الدروس الخصوصية قبل بداية الدراسة بأسبوع على الأقل، مشيرين إلى أن سعر الساعة الواحدة لطلاب الحلقة الأولى يراوح بين 150 و200 درهم، مقابل 250 إلى 300 درهم للحلقتين الثانية والثالثة.
وأكد ذوو طلبة في مراحل دراسية مختلفة: زين العابدين صقر، ونواف البلوشي، ومعتصم جمال، ومحمد شهدي، أن لجوءهم إلى الدروس الخصوصية يعود إلى رغبتهم في زيادة تحصيل ورفع مستوى أبنائهم، خصوصاً أن الدروس الخصوصية أصبحت تمثل إحدى الوسائل الأساسية للنجاح والتفوق، خصوصاً لطلاب الثانوي، بهدف تحقيق مجموع كبير، والالتحاق بالكليات العلمية.