معهد مصدر

يعكف طلبة إماراتيون، ضمن برنامج ماجستير العلوم الهندسية، في مجال نظم وتقنيات الفضاء في معهد مصدر، على صنع قمر صناعي مكعب صغير الحجم "ماي سات-1"، ليكون الجسر الذي يوصلهم إلى تنفيذ مشاريع أقمار صناعية كبيرة في المستقبل، محققين بذلك طموحاتهم في أن يكون لهم دور ريادي وفعال في تطور قطاع الفضاء الإماراتي، وتعزيز مكانته عالميًا.

وتم إطلاق تخصص "نظم وتقنيات الفضاء" في معهد مصدر في إطار شراكة مع "الياه سات" و"أوربيتال أي تي كي"، الشركتان الرائدتان في قطاع الفضاء واللتان تعملان حاليًا على بناء القمر الصناعي "الياه 3".

ويتضمن التخصص تنفيذ قمر "ماي سات-1" المخطط إطلاقه بحلول العام 2018.

وبدأ برنامج معهد مصدر لبناء القمر الصناعي "ماي سات-1"، مع أول دفعة من طلبة برنامج نظم وتقنيات الفضاء في معهد مصدر الذي أطلق في أيلول/سبتمبر 2015. وسيتم بناء القمر الصناعي "ماي سات-1"، كمجسم واحد مكعب الشكل (أبعاده 10×10×10 سم)، وذلك بهدف تدريب الطلبة على كل مناحي تصميم وبناء الأقمار الصناعية المكعبة.

وسيشمل القمر الصناعي كاميرا لالتقاط صور للأرض، وبطارية صممت وطورت في "معهد مصدر".

وقالت، بشرى عمر النقبي، ماجستير هندسة وإدارة النظم، تخصص هندسة وتكنولوجيا الفضاء، "هناك مبادرة طيبة أتاحت لطلبة معهد مصدر فرصة عظيمة، حيث دعمت طلاب إماراتيون من مختلف التخصصات في تصنيع قمر صناعي مكعب، ولكن نطمح في المستقبل أن نشارك في تصميم قمر صناعي يشبه (الياه 3)".

وفي مجال العمل على أبحاث علمية متقدمة ومختلفة ستسهم في تطور قطاع الأقمار الصناعية في الدولة بشكل عام وأبوظبي بشكل خاص، وتأثيرها على الصعيد الدولي، قال النقبي "بدعم من إدارة معهد مصدر وروح الفريق المشارك في تصميم القمر الصناعي (ماي سات-1)، لاقى المشروع إعجابا من الشركات الداعمة ما يمنح خريجي المعهد فرصة للعمل في مجال الفضاء، ويسهم في تطور القطاع في الدولة بشكل عام لا سيما أبوظبي".

وأضافت النقبي أن "المشروع يدعم رؤية أبوظبي 2030 من خلال تقديم حلول الاتصالات الفضائية العالية التقنية التي تغطي المنطقة، وذلك بهدف دعم نمو وتطور قطاع تقنية المعلومات والاتصالات وخلق فرص العمل وتمكين شباب اليوم ليكونوا رواد المستقبل على الصعيد الدولي، إذ تعتبر الإمارات من أوائل الدول العربية المساهمة في نهوض قطاع القضاء".

وعن طموحها في أن يكون لها دور في المنظومة الفضائية في الدولة، قالت النقبي "أطمح لأن أكون جزءاً من مسبار المريخ الذي يعد أول مهمة عربية إماراتية لاستكشاف كوكب المريخ، بحيث أساهم في ترسيخ ريادة الإمارات في قطاع الفضاء و الصناعات المرتبطة به".

 وأعلنت أن "من خلال مشاركتي في تصميم (ماي سات-1) واكتسابي الخبرة والمعرفة في مجال علوم الفضاء، إضافة إلى حب الاستطلاع لدي، أطمح للمساهمة في تطوير وازدهار الإمارات في قطاع الفضاء". وعن وصول رسالة من القمر الصناعي نايف إلى مختبر الياه سات في مصدر، تؤكد النقبي "تأثرت إيجابا في زيادة الحماس وروح المنافسة لدى فريق ماي سات-1، ونحن سعداء بالتقاط إشارة من القمر الصناعي (نايف) بوساطة المحطة الأرضية الموجودة في مختبرنا في معهد مصدر الذي يعتبر أيضا مشروعاً إماراتياً، حيث هدفنا الأساسي هو تعزيز دور الإمارات في قطاع الفضاء". وقال عبد الله عيسى الشريف، ماجستير هندسة وإدارة النظم - تخصص هندسة وتكنولوجيا الفضاء، "تم إنشاء هذا البرنامج بالشراكة بين معهد مصدر والياه سات واوربيتال اي تي كي، حيث يهدف إلى بناء كوادر إماراتية قادرة على تصميم وبناء أقمار صناعية صغيرة، إضافة إلى عمل أبحاث تطويرية متعلقة بهندسة وتكنولوجيا الفضاء".
وواصل "هناك حاليًا 19 طالب ماجستير مشاركًا، في البرنامج من مختلف التخصصات الهندسية، ولفت الشريف إلى أنه يحمل أيضا بكالوريوس هندسة ميكانيكية في الجامعة الأميركية في الشارقة، ما دفعني للانضمام لقطاع هندسة الفضاء هو حلم الطفولة، إذ أطمح منذ صغري لأن أكون مهندساً وعالماً في مجال الفضاء، وبفضل جهود القيادة الرشيدة تمت إتاحة هذه الفرصة الذهبية لنا". وعن طموحه المستقبلي للقطاع الفضائي في الإمارات، يقول الشريف "طموحي أن أمارس دورًا قياديًا وفعالًا في دفع عجلة التطور في مجال هندسة أنظمة وتكنولوجيا الفضاء، وأيضاً داعماً للأبحاث والتطوير التي من شأنها إعطاء دولة الإمارات أفضلية في منافسة الدول المتقدمة".

وفيما يتعلق بتأثير دراسته وأبحاثه نحو تطور قطاع الفضاء في دولة الإمارات، أكد الشريف "الدراسات والأبحاث التي نقوم بها ضرورية لدفع عجلة التقدم والتطور في هذا القطاع وإضافة بصمة دولة الإمارات المميزة في مجال الفضاء". وبشأن وصول رسالة من القمر الصناعي نايف إلى مختبر الياه سات للفضاء، يشير الشريف "كجزء من اختبار جاهزية المحطة الأرضية في مختبر الياه سات في معهد مصدر، تم التواصل مع القمر الصناعي (نايف 1) بنجاح واستقبال الرسائل والبيانات.

كنّا سعداء بهذا الإنجاز ويشرفنا استقبال رسالة باللغة العربية تقول "أنا ثمرة استثمار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في مجموعة صغيرة من أبناء وبنات الإمارات قبل أكثر من عشر سنوات. والآن أصبحت جامعات الإمارات قادرة على بناء أقمار اصطناعية". وقال أحمد الحمادي، الذي يدرس ماجستير هندسة وإدارة النظم - تخصص هندسة وتكنولوجيا الفضاء، إن شركة "الياه سات"، تهتم بشكل كبير بطلبة معهد مصدر ويهمها، تزويد الطلبة بكل ما يسهم في جاهزيتهم للعمل في مجال تصنيع الأقمار الصناعية.

ويرى الحمادي أن طلبة برنامج الفضاء مؤهلون للعمل في هذا المجال، بعد حصولهم على التأهيل المناسب لأي مشروع فضائي، خصوصًا وأنهم يقومون حاليًا في إدارة وتنفيذ مشروع فعلي وهو تصنيع قمر صغير الحجم ماي سات 1، والذي سيطلق في العام 2018، وهو ما أعطى الطلبة فرصة حقيقية لمحاكاة المشاريع الكبيرة.

وأعلن الحمادي أن "برنامج الفضاء في معهد مصدر ساهم على تشجيع الشباب، وحثهم على القيام بأبحاث علمية جامعية تساهم في تزويد القطاع الفضائي في الدولة بآخر المستجدات، في صناعة الفضاء والابتكارات العلمية الخاصة بذلك، حيث يقوم كل طالب ببحث علمي مختلف عن بحث زملائه، وذلك لتنويع الخبرات الموجودة لدى الطلبة، وعدم حصر الأبحاث في مجال واحد فقط، ومن ثم يقوم الزملاء بمشاركة الخبرات التي اكتسبوها مع زملائهم و توثيقها للدفعات الطلابية اللاحقة".

وأضاف "تتميز هذه الأبحاث بأنها تقدم إضافة للبحوث التي أجريت في الجامعات العالمية وتبنى على الجهود السابقة للباحثين في مجال الأقمار الصناعية، وهو ما يعطي الفرصة لتبادل الخبرات مع الباحثين من الدول الأخرى ونأمل أن تتحول بعض الأبحاث إلى منتجات صناعية يتم تسويقها عالميا".

وعن طموحه المستقبلي، يقول الحمادي "أتطلع أنا و زملائي لأن نكون من المساهمين في دعم تطور قطاع الفضاء في الدولة، من خلال المشاركة الفعالة في تأسيس قطاع صناعي متكامل في الإمارات، يوفر جميع الحلول التقنية المطلوبة لنجاح مسبار المريخ، ونود أن نكون من المساهمين في تعليم الأجيال القادمة أهمية هذا القطاع للدولة للمضي قدما في تعزيز مكانة الإمارات على خريطة الصناعة العالمية". وفيما يتعلق برسالة من القمر الصناعي نايف إلى مختبر الياه سات في مصدر، يوضح الحمادي "كانت دقائق دخول القمر الصناعي نايف 1 في مجال الاتصال للمحطة الأرضية في معهد مصدر مشجعة ومحفزة لنا على مواصلة العمل، كانت دقائق ولكنها تختصر شهورا طويلة من العمل الجاد وأعطتنا مثالا ناجحا و تحقيقا للمثل القائل من سار على الدرب وصل".

وبشأن شركة الياه سات، يؤكد الحمادي أن الخدمات التي تقدمها شركة الياه سات تدعم جهود الاستدامة والمحافظة على البيئة مع الحفاظ على مستوى الرفاهية، التي تحتاجها المجتمعات خاصة وأن تأمين الاتصالات الفضائية يوفر ميزانيات ضخمة، قد تصرف لتأسيس بنية أرضية للاتصالات وما يتبع ذلك من تأثير على البيئة و الموارد الطبيعية".

وأشار الحمادي إلى أن شركة الياه سات، تتميز بمقدرتها على تغطية منطقة جغرافية كبيرة جدا، في أغلب قارات العالم وهو ما تحتاجه المجتمعات المعاصرة، خصوصًا المجتمعات البعيدة عن الخدمات الأرضية، وذلك ما يساعد المؤسسات الخدمية في إيصال خدماتها للمناطق البعيدة، عنها بشكل فعال، مثل خدمات التعليم والعناية الصحية والإغاثة إن لزم الأمر.

وقالت عزة البكر التي تدرس هندسة النظم الدقيقة، تخصص هندسة وتكنولوجيا الفضاء، إن الياه سات تعد أول شركه مشغلة لخدمات الأقمار الصناعية في دولة الإمارات، وخلال سنوات قليلة منذ تأسيسها استطاعت شركة الياه سات تطوير حلول الاتصالات عبر الأقمار الصناعية، في دول الشرق الأوسط، أفريقيا، وأوروبا، ووسط وجنوب غرب آسيا".

وأضافت كمهندسين في هذا المجال نشعر بالفخر بوصول شركة إماراتية إلى هذه المراتب العالمية في هذا القطاع الرائد، ونعمل على تصنيع قمر صناعي نانومتري يحمل اسم ماي سات 1، بالتعاون مع شركه الياه سات، وحاليا نعمل على إنجاز أوراق العمل لمراجعة التصميم Critical Design Review الذي سيعقد في يونيو/حزيران.

وعن الأبحاث العلمية التي تعمل عليها في مجال دراستها، قالت البكر "أعمل على تطوير كفاءة خلايا شمسية عضوية، التي لديها مزايا كونها منخفضة التكلفة، مرنة و خفيفة الوزن. كما أعمل على دراسة احتمالية استخدام هذه الخلايا في تطبيقات فضائية مثل الأقمار الصناعية من خلال دراسة تحلل هذه الخلايا و اختبارها في بيئة الفضاء".

وبشأن طموحها المستقبلي، أكدت "نطمح إلى تحقيق النجاح في هذا المجال لرفع اسم دولة الإمارات من خلال تطبيق المعرفة التي اكتسبناها من دراستنا و بحثنا في مجال علوم تكنولوجيا الفضاء في معهد مصدر و العمل على القمر الصناعي ماي سات 1".

 وفيما يتعلق بوصول رسالة من القمر الصناعي نايف إلى مختبر الياه سات في مصدر، تؤكد البكر "شعرنا بالفخر عند وصول رسالة من القمر الصناعي نايف، وهذا حافز كبير لنا لمواصلة تطوير هذا المجال و إطلاق ماي سات 1 بنجاح".