لندن - ماريا طبراني
كشف أستاذ الموسيقى في جامعة "نورث"، ستيفن ديموريست عبر موقع "HE CONVERSATION" عن أن الجميع يملك موهبة الغناء، وان التعليقات السلبية هي التي تقتل هذه الموهبة. وقد حاز فيلم مجري بعنوان "سينغ" على جائزة الأوسكار لأفضل فيلم قصير. ويحكي الفيلم قصة فتاة صغيرة تدعى "صوفي" انضّمت الى المدرسة الابتدائية لكورال للأطفال، حيث الجميع مرحب به.
وطلبت المعلمة "إريكا" من صوفي بعد انضمامها بوقت قصير ألا تغني، وأن تحرك فمها فقط أثناء الغناء. التزمت صوفي بأمر معلمتها، ولكنَّ غضبها وألمها فيما بعد أصبحا واضحين، عندما أخبرت صديقتها المقربة بما حدث. ونكتشف بعد ذلك من خلال أحداث الفيلم أن "صوفي" ليست عضو الكورال الوحيد، الذي تتلقى تلك التعليمات الجارحة. وكانت حجة المعلمة، أنه إذا استطاع الجميع الغناء، فلن يكون هناك الأفضل.
واكد ستيفن ديموريست " انه من واقع خبرة دامت 28 عامًا في تعليم الموسيقى، أن قصة معلمة تمنع الطلاب من الغناء، هي للأسف اعتيادية، وأنه قد سمع بها العديد من المرات. فقد كشفت الأبحاث، أن عددًا كبيرا من البالغين، الذين لا يرون في أنفسهم موهبة غنائية، أخبروا من قبل، من معلميهم أو أهليهم، أنهم يجب أن يتوقفوا عن الغناء، على الرغم من أن الأطفال موسيقيون بطبعهم، وعندهم استعداد دائم للغناء والرقص وعزف الموسيقي، منذ نعومة أظافرهم.
ويقول البروفيور ديموريست، إن الناس يتساءلون طوال الوقت إذا ما كان لدى أبنائهم موهبة موسيقية، ودائمًا أوكد لهم أن الأطفال بلا شك لديهم قدرة موسيقية يمكن تطويرها، عن طريق علاقة قوية وجيدة تنمو بين الطفل والموسيقي. ولكنهم بمجرد أن يكبروا قليلا في السن حتى يبدأ أقرانهم أو أفراد عائلاتهم أو حتى معلمو الموسيقي بإخبارهم أنهم ليسوا موسيقيين ولا يملكون الموهبة.
ويروِّج برنامج مثل "أميركان أيدول" فكرة أن الغناء قدرة نادرة، يملكها قلة من أصحاب المواهب، وأن أولئك الذين لا يمتلكون تلك الموهبة، لا يستطيعون تسليتنا إلا بأداء سخيف يتم إقصاؤهم بسببه. ويتعارض مفهوم الموهبة مع ما يسميه الأخصائي النفسي كارلو دويك بمفهوم النمو، الذي يمكن اعتباره أسلوبًا جيدا للنقد في التعليم، حيث يستطيع الأطفال، الذين يتمكنون من النجاح، بسبب عملهم الجاد، من تجاوز التحديات، بينما يستسلم أولئك الذين يعتقدون أن نجاحهم كان بناءً على موهبتهم الفطرية.
وكشف ديموريست انه توصل من خلال دراسته الى "أن الأطفال الذين لا يؤمنون بقدرتهم الموسيقية، لا يستطيعون المشاركة في أي نوع من الموسيقى". ويتحول فيما بعد هذا الاعتقاد إلي نبوءة محققة. فيفقدون قدرتهم على الغناء، كما أن هذا يؤدي إلى القضاء على العديد من الفرص للاختلاط الاجتماعي الذي يكون من فوائد التشارك في الأحداث الموسيقية.
وتقع مهمة إيصال فكرة أن الموسيقى هي للجميع، على عاتق المدرسة والبيت. فيمكن للوالد مثلا أن يغني أغنية يحبها الطفل منذ الصغر ولا يأبه إذا ما كان يمتلك صوتًا جيدا أم لا. فقد يكون لهذا تأثير قوي على الأطفال. ويجب على معلمي الموسيقى دائما أن يشجعوا جميع الأطفال على الغناء في الصف وفي المدرسة و التجمعات، وفي كل وقت وكل فرصة، فعندما لا نشجع الأطفال على الغناء، يمكن لهذا أن يكون ضربة قاتلة تهدم من ثقة الطفل بنفسه.