محمد ساموني

استخدم أحد أئمة أكبر المساجد في جنوب الكاميرون في الوقت الذي تستمر فيه الحملة العسكرية للقضاء على بوكو حرام  في الشمال، باستخدام سلاح من نوع آخر لضمان عدم انتشار التطرف في تلك الأماكن ألا وهو تعليم الفتيات, وأوضح محمد ساموني، إمام مسجد في أحد البلدات الفقيرة ذات الأغلبية المسلمة أن توفير تعليم مجاني للفتيات بنهاية كل أسبوع سيقضي على خطر التطرف الديني، لأن الفتيات أكثر عرضة وتأثرًا بالتطرف من البنين حيث تحركهّن غرائز الحب أو المال.

 

وكان مسلحو بوكو حرام بدأوا في الظهور منذ ثلاثة أعوام في شمال الحدود النيجيرية، وتسير الجماعة بشكل أكبر نحو المناطق الشمالية تزامنًا مع ارتكاب الأعمال الإرهابية وحملات التجنيد التي يقومون بها، ما دفع أئمة المساجد إلى استخدام هذا السلاح لوقف تمددهم في الشمال.

وأشار الدكتور سولى ماني أستاذ جامعي وإمام جامع، إلى أن التعليم هو السلاح الأكثر أهمية في حرب الأفكار، حيث توجد في الكاميرون مشكلة انخفاض أعداد المتعلمات، لكن المشكلة الأكبر تكمن في عدم وعي آبائهن بأهمية التعليم، وأضاف: "من الأهمية بمكان دراسة العلوم الغربية جنبًا إلى جنب مع العلوم الإسلامية، لكن لا أحد من المسلمين هنا يود دراسة العلوم أو التكنولوجيا التي تساهم في نهضة البلاد، القيم الغربية والإسلامية متشابهة بصورة كبيرة، حيث أقتبس مقولة صادق خان، أول عمدة مسلم للندن: "بأنني لو كنت ضد الغرب لما استعملت الحاسوب ولا الهاتف النقال".

وفي سياق متصل، يدرس الفتيات في مسجد سامينو علوم الحاسب الآلي جنبًا إلى جنب مع حفظ القرآن الكريم وتعلم الحياكة. والجدير بالذكر، انتشار النزعة الحديثة على مدارس العاصمة الكاميرونية ياوندي، حيث تنتشر مدارس اللغات التي تدرس اللغات العربية والفرنسية والإنكليزية، فتتشكل الفصول في تلك المدارس حسب نوع الجنس بغرض الحصول على أفضل نتائج تعليمية ممكنة.

ويشير حسن محمد، أحد رجال التربية إلى: " يقفل تفوق البنات على البنين أكاديميًا الطريق أمام المتطرفين من جماعة بوكو حرام لتجنيد المزيد منهم، فإذا وضع الفرد التعليم في المرتبة الأولى، سيكون فهمه للدين في المرتبة الثانية في البلد التي تقدر عدد المسلمين بها نحو 20 في المائة وعدد المسحيين نحو 70 في المائة، فنجد من دلائل هذا الفهم أن رجال الأمن الذين يحمون المسلمين عند صلاة الجمعة هم من المسيحين".

وجاء في أحد الكتب التي نشرت في الكاميرون عن خطر تهديد جماعة بوكو حرام، إشارة إلى التعاون الأمني مع قوات الأمن الكاميرونية بانه أمر مهم وحيوي لمراقبة ما يحدث في المساجد، وعلى الرغم من التهديدات بوقوع اعتداءات من قبل بوكو حرام إلا أن العاصمة الكاميرونية بمنأى عن هذه الاعتداءات، حيث قال سولى ماني، أستاذ جامعي وإمام جامع:" قد تغير الوضع بشكل رائع، فلم تعد تحدث تفجيرات في المساجد، كما أن الوضع في الشمال يشهد مزيدًا من التحسن" .