القدس المحتلة ـ كمال اليازجي
تنتهي، صباح الاثنين، أخر مهلة لبقاء المجتمع في قرية خان الأحمر البدوية على بعد أميال قليلة خارج القدس، حيث تم تسليم آخر إنذار لمغادرة السكان يوم الأحد الماضي من قبل الحكومة الإسرائيلية والتي لطالما تعقبتهم منذ فترة طويلة من خلال المحاكم، وأُخبر القرويون بأن عليهم حتى 1 أكتوبر / تشرين الأول هدم منازلهم والمغادرة، في أعقاب رفض الاستئناف الأخير في المحكمة العليا في إسرائيل.
وتأسست قرية خان الأحمر لأول مرة في أوائل الخمسينات من قبل أفراد قبيلة شبه بدوية تقول الأمم المتحدة أنها نزحت من صحراء النقب، ولم يكن معترف بها من قبل إسرائيل كمنطقة سكنية بعد احتلالها للضفة الغربية خلال حرب 1967، ومنذ عام 2009، كان السكان يحاربون أوامر الهدم. ولطالما كانت قرية خان الأحمر، والتي تضم حوالي 180 شخصًا في الأراضي الفلسطينية المحتلة، منذ فترة طويلة رمزًا لمحنة البدو، سواء في الأراضي المحتلة أو في إسرائيل، كما أصبحت القرية تجسيدًا لآفاق حل الدولتين، حيث قامت حكومات الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا، بمناشدة إسرائيل مرة أخرى بعدم هدم القرية، محذرة من "احتمالات حل الدولتين ".
ومع اقتراب نهاية العملية القانونية، كان التركيز على مدرسة خان الأحمر - المعروفة باسم "مدرسة الإطارات" - التي تم بناؤها كمبنى مؤقت من أصل 2000 من إطارات السيارات المهملة والمغطاة بالطين، ولكن حتى مع تصاعد التهديدات بهدم المجتمع، استمرت عملية التعلم داخل المجتمع المهمش للغاية، حتى فيما قد يكون آخر يوم في المدرسة.
وقام المصور الصحافي كويكي كيرزينبوم، الذي كان يقدم تقاريره عن الوضع في قرية خان الأحمر لمدة عقد، بزيارة المدرسة مرات عدّة، وسط التهديد الأخير للقرية ومدرستها، ويقول "إن الأطفال على وعي شديد بالوضع". وقال بعضهم: "إنهم سيدمرون المدرسة وأن الجيش سيأتي"، وهناك الكثير من النشطاء يزورون المدرسة، بما في ذلك النشطاء الأجانب، وهم يجلسون في ملعب المدرسة، حيث كانوا يلعبون كرة القدم."
وأضاف "ولكن بمجرد دخولهم المدرسة كان الأمر يبدو طبيعيًا جدًا، فبمجرد بدء الحصص، كان الأمر يبدو وكأن شيئا لم يحدث، فبعد تغطية هذه المنطقة لمدة 10 سنوات، نشعر أن هناك دائما ضغوط وأن المحكمة يمكن أن تصدر وقفة أخرى، وأشعر أنها قد نكون بالقرب من النهاية"، و"لكن في المدرسة، الشعور هو نعم قد يحدث ذلك، لكن هذا لن يحدث اليوم لذا سنواصل الدراسة، فنحن لن نتوقف