دبي – صوت الإمارات
أطلقت "دبي العطاء" برنامجين تعليميين مبتكرين لتنمية الطفولة المبكرة في تنزانيا وزنجبار، يستهدفان 54 ألفًا و400 مستفيد، خلال أربع سنوات، بكلفة نحو سبعة ملايين و260 ألفًا و223 دولارًا، بقيمة 26 مليونًا و670 ألفًا و430 درهمًا، فيما أكد مسؤولو التعليم في حكومتي تنزانيا وزنجبار أن المعلمين الذين خضعوا لبرامج "دبي العطاء" التدريبية تفوقوا على أساتذة في الجامعات المحلية.
وأفاد الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي العطاء، إحدى مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، طارق القرق، بأن البرنامج الذي تطبقه المؤسسة في تنزانيا، تحت مسمى "فرصة كوا واتوتو" باللغة السواحلية، وتعني باللغة العربية "فرص للأطفال"، يهدف إلى تحسين جودة التعليم في مرحلة ما قبل التعليم الأساسي، لافتًا إلى أن البرنامج ينفذ بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم والعلوم والتكنولوجيا والتدريب المهني في تنزانيا، ومؤسسة "الأطفال تحت القصف"، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، وجامعة الآغا خان، وبحوث سياسات الرياضيات.
وتابع القرق أن برنامج "فرص للأطفال" يستهدف 29 ألفًا و400 مستفيد بصورة مباشرة، فيما يتوقع أن يصل عدد المستفيدين بطريقة غير مباشرة لنحو مليون و600 ألف مستفيد، وذلك من خلال الخبرات والبيانات التي ستلعب دورًا مهمًا في دعم خطط التوسع في التعليم لمرحلة ما قبل التعليم الأساسي على مستوى الدولة.
وأكد أن "دبي العطاء" تركز اهتمامها على جودة تجهيزات المدارس في مرحلة ما قبل التعليم الأساسي، وتعمل على تذليل التحديات التي تواجه هذه المرحلة التعليمية الحساسة، أهمها نقص المعلمين المؤهلين، وتوفير المواد والخامات التعليمية المناسبة.
وتتمحور مهمة برنامج "فرص للأطفال" في تحسين وتجويد التعليم لدى الطلاب في مرحلة ما قبل التعليم الأساسي، خصوصًا الأطفال الذين يعيشون في المجتمعات النائية أو المهمشة في البر الرئيس بتنزانيا، وتعمل "دبي العطاء" على زيادة القدرة المؤسسية لبرامج تنمية الطفولة المبكرة، من خلال منهاج واضح ومحدد، واستراتيجيات تمويل قابلة للتحقيق، ويتم تخصيص ذلك بشكل مناسب من قبل المناطق التعليمية واللجان الإدارية، بما يساعد على التوسع بهذه البرامج على صعيد الدولة ككل.
وتتضمن أنشطة البرنامج في تنزانيا تصميم واختبار حزم من البرامج لتعزيز مرحلة التعليم ما قبل الأساسي، الهادفة إلى تحسين الجودة والمشاركة المدرسية للأطفال، وذلك من خلال تنظيم صفوف ما قبل مرحلة التعليم الأساسي الملحقة بالمدارس الأساسية الموجودة.
وفي ما يتعلق بالأطفال الذين يعيشون في المناطق النائية، فسيتم تطوير مراكز مجتمعية فرعية تتبع المدارس الأساسية لتنمية قدراتهم ومهاراتهم، بما يؤهلهم إلى الالتحاق بمرحلة التعليم الأساسي، كما سيتم إجراء تقييم متواصل لقياس مدى نجاح حزم التطوير والتدريب، الأولى تشمل مخرجات التعلم لدى الأطفال عند دخولهم مرحلة التعليم الأساسي، ومرة أخرى في نهاية مرحلة السنة الثانية من التعليم الابتدائي.
وذكر رئيس مؤسسة "الأطفال تحت القصف"، كريج فيرلا، خلال مؤتمر صحافي عقد في تنزانيا، إن برنامج "فرص للأطفال" يعد مبادرة مثيرة وفريدة من نوعها في مرحلة ما قبل التعليم الأساسي في تنزانيا، حيث يوفر فرصة الحصول على التعليم السليم في مرحلة ما قبل التعليم الأساسي، بالإضافة إلى توفير نماذج تهدف إلى تحسين مخرجات التعليم لدى الأطفال، مع منح الفرص أمام الجهات الحكومية وشركاء التنمية للاستثمار فيه، كما يساعد البرنامج على تحقيق رؤية السياسة العامة للتعليم والتدريب في تنزانيا لبناء مجتمع متعلم ولديه المعرفة والمهارات اللازمة للمساهمة في مسيرة التنمية الوطنية.
وبين القرق، خلال مؤتمر صحافي عقد في زنجبار، لعرض البرنامج الخاص بها، الذي يحمل اسم "واتوتو كاونزا"، ويعني باللغة العربية "الأطفال أولًا"، إن "الظروف الاجتماعية والاقتصادية حرمت العديد من الأطفال الحصول على بداية سليمة لتعليمهم، خصوصًا في المناطق النائية، حيث توجد أعداد قليلة من المعلمين المؤهلين لمرحلة ما قبل التعليم الأساسي، لذا ستعمل دبي العطاء، بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم والتدريب المهني في زنجبار، وبرنامج مدرسة للطفولة المبكرة في زنجبار، ومؤسسة الآغا خان لزيادة فرص الأطفال للحصول على تعليم أساسي سليم للأطفال في عمر أربع وخمس سنوات".
وتعد زنجبار جزءًا من تنزانيا، وتتمتع بحكم شبه ذاتي، ويشكل التعليم ما قبل الأساسي عائقًا في ظل وجود أعداد محدودة من الأطفال الذين يدرسون في المدارس الحكومية، كما تفتقر زنجبار إلى دورات تدريبية لمرحلة ما قبل التعليم الأساسي، المخصصة للمعلمين في مراكز التدريب، بمعدل معلم واحد مقابل 115 طالبًا، كما أن أغلب الأطفال الذين يدخلون مرحلة التعليم الأساسي غير مهيأين للالتحاق بهذه المرحلة.
ويستفيد من برنامج "الأطفال أولًا" 25 ألف طفل من خلال توفير مناهج لمرحلة ما قبل التعليم الأساسي، وتشمل ثلاثة عناصر رئيسة، هي التطوير المهني للمعلمين، وخلق بيئات تعلم وتعليم بناءة، وتعزيز أنظمة المدرسة والمجتمع المحلي والدعم الحكومي، ويستهدف البرنامج 100 مدرسة، وتدريب 900 معلم من القطاع العام والمجتمع لمرحلة الطفولة المبكرة.
وأفاد سفير دولة الإمارات لدى تنزانيا، عبدالله إبراهيم غانم السويدي، بأن قيادة دولة الإمارات تحرص على نشر التعليم والمعرفة، خصوصًا في المناطق النائية، عبر إطلاق مثل هذه المبادرات التي توفر الأساس الجيد للوصول لشباب فاعل في المجتمعات في كل أنحاء العالم.
وأكد ممثلو وزارة التربية والتعليم في حكومتي تنزانيا وزنجبار أن المعلمين الذين خضعوا لبرامج تدريبية وتأهيلية، ضمن مبادرة دبي العطاء، تطور مستواهم العلمي والأكاديمي، ليتفوقوا على أساتذة عاملين في جامعات محلية، الأمر الذي دفع هذه الجامعات لإخضاع مدرسيها للبرامج نفسها التي حصل عليها معلمو "دبي العطاء".