ابوظبي - جواد الريسي
أرجعت شُرطة أبوظبي سبب وفاة الطفلة الطالبة "نزيهة" لال أحمد "أربع سنوات"، داخل حافلة مدرسيّة في إحدى المدارس الخاصة في أبوظبي إلى الإهمال السافر، وعدم الالتزام بتعليمات ومعايير النقل المدرسي واشتراطات الحفاظ على سلامة الأطفال، وكشفت أنَّ الحافلة غير مُخصّصة للنقل المدرسي من الأساس؛ فهي "من فئة النقل العام"، وسائقها ليس بحوزته تصريح قيادة حافلة مدرسية أيضًا.
كما كشفت الشُرطة أنَّ عاملة النظافة في المدرسة تتولى مهمة الإشراف في الحافلة، فيما لا تزال التحقيقات جاريّة من قِبل الجهات المعنيّة؛ للوقوف على الملابسات كافة.
وأعرب مدير إدارة التحريّات والمباحث الجنائيّة في شرطة أبوظبي، العقيد الدكتور راشد بورشيد، عن بالغ استيائه لهذا الاستهتار الذي راحت ضحيته طفلة لا ذنب لها سوى الارتكان إلى العمالة غير المُرخصة، وغياب الحسّ بالمسؤولية للمتورطين في الحادث.
ولفت إلى أنَّ سبب وفاة الطفلة، حسب تقرير الطبيب الشرعي الأولي، نجم عن توقف القلب والتنفس نتيجة للإنهاك الحراري، في ما تمّ توقيف السائق وعاملة النظافة للاشتباه في التسبّب بالوفاة، مشيرًا إلى أنه تمّ استجواب عاملة النظافة وتُدعى " ف. ا. م " آسيويّة الجنسية، وأدلت بإفادتها بأنها تعمل مشرفة في الحافلة بتكليف من إدارة المدرسة، مؤكدة أنها رفضت هذا العمل لعدم استطاعتها بسبب المرض، في ما أفاد السائق ويُدعى "ع. ش. ل" بعثوره على الطفلة مُمدّدة داخل الحافلة، وإبلاغ إدارة المدرسة وتبليغ الشرطة بالحادث.
ولفت إلى عدم إرسال إدارة المدرسة رسالة "أس. أم. أس" إلى أسرة الطفلة تفيد بغيابها عن المدرسة، وهو مؤشر على الإهمال وعدم الاهتمام الذي أدّى إلى هذه الفاجعة بوفاة الطالبة، مؤكدًا أنَّ الهدف من وراء نشر ما توصلت إليه الشرطة للجمهور يأتي ضمن نهج التوعية، وحثّ الجميع على الاحتراز لعدم تكرار هذه المأساة مستقبلاً.
وأعرب عن خيبة أمله بعدم التزام المدرسة بشروط وتعليمات النقل المدرسي؛ والحفاظ على سلامة الأطفال وتجاوزها القوانين، واستخدام واسطة نقل غير مُخصّصة للطلبة؛ تفتقر لشروط ومعايير السلامة العامة، موضحًا أنَّ المدرسة تستخدم هذه الحافلة باستئجارها من إحدى شركات النقل التي تعاقدت مع طرف آخر لتوفيرها، مؤكدًا رفض شرطة أبوظبي لمثل هذه التصرفات المُشينة.