أبو ظبي - صوت الإمارات
تستعد كلية الإمارات للتطوير التربوي لإطلاق مركز "التعليم وعلم الأعصاب" أحد المراكز البحثية الجديدة الذي تهدف من خلاله الى تسخير علم الأعصاب في مجال البحوث التربوية وتطوير أساليب التعلم، كما سيتم تدشين مختبر علم الأعصاب المتطور لتعزيز علم المركز بدعم كبير من القيادة الرشيدة، والذي يتضمن أحدث الأجهزة التقنية البحثية، كما بدأت الكلية استقطاب أساتذة مختصين للعمل في المركز.
واستقبلت الكلية أيضًا مع حلول العام الدراسي الجديد 500 طالب وطالبة منهم 220 من الطلبة الجدد وتم عمل إرشاد أكاديمي لهم لتعريفهم في الكلية وبرامجها وتخصصاتها الجديدة.
وفي هذا الصدد أوضح مدير كلية الإمارات للتطوير التربوي، الدكتور محمد يوسف بني ياس أن الكلية تسير في خطى تطوير وتوسع كبير سنويًا، بفضل الدعم الكبير من قبل القيادة الرشيدة والحرص على تعزيز العملية التعليمية وتشجيع المواطنين على العمل في مهنة التدريس ( كما ورد في البيان ).
وأكد بني ياس، أن خطة التطوير وإعادة الهيكلة التي نفذتها الكلية نتج عنها تأسيس ثلاثة مراكز بحثية، بحيث يختص الأول في السياسات والتطبيقات التربوية، والمركز الثاني الخاص « بالتعليم الذكي »، أما المركز الثالث فتحت مسمى التعليم وعلم الأعصاب، والذي سيكون العمل به بالتعاون مع عدة جهات منها جامعة خليفة، ويهتم بالبحث في البعد الفيسيولوجي للتعليم، مشيرًا إلى أن أبحاث هذا المركز ستدور حول التعليم من ناحية فسيولوجية ومتابعة حركة الدماغ وردة فعلها، بحيث يتم رصد التغيرات الحادثة في دماغ الإنسان خلال عملية التعلم، ومتابعة ما يكون عليه الإنسان من الناحية السيكولوجية.
وأضاف بني ياس أن الكلية تحظى بدعم كبيرة من القيادة الرشيدة لخطط التطوير وللمركز البحثي، حيث تم توفير أجهزة حديثة ومتطورة للمختبر المتخصص والملحق في المركز ومنها جهاز تخطيط الدماغ بالإضافة الى جهاز (MRI) الخاص بالتصوير بالرنين المغناطيسي، في إطار اعداد بيئة متكاملة تعزز البحوث العملية المتطورة في هذا المجال. وذكر بني ياس أنهم يعملون حاليًا على استقطاب أساتذة وباحثين مختصين في البحوث العلمية في مجالات الأعصاب والسيكولوجيا والتربية للعمل ضمن المركز الجديد وتحقيق إنجازات بحثية تدعم الارتقاء في العملية التعليمية.
وتحدث بني ياس عن ارتفاع نسبة الالتحاق بالكلية وزيادة الأعداد وكذلك وجود قائمة انتظار تضم قرابة الـ 50 طالبًا وطالبة، وذلك يعود للسمعة الطيبة التي حققتها الكلية وكذلك التخصصات التي طرحتها هذا العام، فبالإضافة الى برنامج البكالوريوس المطروح الذي يهدف لتخريج معلمي صف متخصصين في تدريس العلوم والرياضيات إضافة الى اللغة الانجليزية، تم طرح 6 مساقات جديدة هذا العام ضمن تخصص البكالوريوس، والتي سيكون للطالب حق اختيار أي مساق منها لدراسته في السنة الرابعة والنهائية من البكالوريوس بواقع (15) ساعة معتمدة، وتشمل تلك المساقات، تعليم الطفولة المبكرة والاحتياجات الخاصة والتربية الرياضية والصحية والارشاد التربوي والموسيقى والفنون وتقنيات التعليم وكلها تخصصات يحتاجها الميدان التربوي في ظل التوسع والتطوير.
وتابع بني ياس أنه على مستوى برامج الماجستير بدأت الكلية تلقى العديد من طلبات الالتحاق بها، والتي يتوقع بدء الدراسة بها مطلع تشرين الأول/أكتوبر المقبل، موضحًا أن هذه البرامج تشمل العلوم والرياضيات والعلوم الاجتماعية واللغات والقيادة التربوية وتقنيات التعليم والاحتياجات الخاصة والطفولة المبكرة، حيث سيدرس الطالب الماجستير بمعدل سنتان الأولى تركز على مبادئ التربية والثانية تركز على المواد التخصصية، مشيراً إلى أن هذه التخصصات ستتيح لطلبة البكالوريوس من الكلية وخارجها امكانية التخصص في أي منها ليكون مؤهلاً لتدريس المراحل العليا بالمدارس، كما ستتيح فرصة استقطاب كثير من الدارسين في مجالات مختلفة للعمل في مهنة التدريس.
ونوه بني ياس إلى طرحهم برنامج الدبلوم العالي في التربية والذي يعطي الفرصة للحاصلين على البكالوريوس في تخصصات مختلفة من دراسة سنة واحدة تؤهلهم للتدريس، حيث يحصلون من خلالها على الأساسيات المطلوبة للعاملين في المجال التربوي.
وتحدث مدير الكلية عن الاهتمام بتوفير بيئة تعليمية متطورة للطلبة لتعزيز التعليم الذكي، حيث تم ربط الكلية بشراكة مع شبكة «عنكبوت»، بالإضافة لتعزيز المصادر الرقمية وتحويل القاعات الدراسية الى قاعات ذكية، أيضا سيتم تفعيل مبادرة مختبر المحاكاة، مع اطلاق الكلية نهاية العام الدراسي الماضي برنامج المحاكاة وانشاء صفوف افتراضية ضمن البرنامج، حيث سيمكن البرنامج الطلبة من محاكاة دور المعلم، مما يعزز مهاراتهم في الإدارة الصفية والتعامل مع المواقف والفروق الفردية، كما يقدم فرصة التحضير المبدئي والفعال للطلبة قبل الدخول لمرحلة التدريب الميداني الفعلي في المدارس.
وتوجهت الكلية هذا العام لرفع قيمة المنح الدراسية كخطوة تشجيعية واضافة للامتيازات التي يتمتع بها الطلبة الملتحقين بها، حيث أصبحت المنحة تبدأ من 4 آلاف درهم وتصل كحد أقصى الى 6 آلاف درهم طبقا للمعدل التراكمي للطالب ، بعد أن كانت في السابق تبدأ من ألف درهم وتصل كحد اقصى الى 4 آلاف.
أوضح الدكتور محمد يوسف بني ياس أن هناك أكثر 100 طالب تم قبولهم مبدئياً في الكلية بناء على رغبتهم في الالتحاق بها، وهم حالياً يؤدون الخدمة الوطنية وأن الكلية تشجعهم على قيامهم بأداء الواجب الوطني وحرصهم عليه، وأن أماكنهم ستكون محفوظة لهم بمجرد الانتهاء من تأدية الواجب الوطني، وسيتم التواصل معهم بشكل مستمر.