بات تعزيز دور الثقافة الأمنية في حماية النشء من السلوكيات السلبية، واكتشاف حالات الانحراف السلوكي لدى الطلاب، خاصة حالات تعاطي المخدرات أو الجنوح نحو التطرف والعنف والانسياق وراء الأفكار الدخيلة على مجتمعنا، من الأهداف الهامة للقيادة العامة لشرطة الشارقة بعد تلقيها توجيهات مباشرة من عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي بضرورة العمل على حماية النشء وتحصينهم.

ولاشك في أن جهاز الشرطة بحكم طبيعة وظيفته يعد الأقرب إلى فهم وتحليل أبعاد المشكلات والظواهر الاجتماعية المختلفة، ورؤية الواقع بتفاصيله السلبية والإيجابية من خلال المعلومات التي تتوفر لديه عن طريق الشكاوى والبلاغات التي ترد من أفراد الجمهور.

وكان لزامًا على أجهزة الشرطة أن تأخذ بزمام المبادرة لوضع مؤسسات المجتمع وهيئاته المعنية كافة في صورة الواقع الأمني، والتحديات التي يواجهها، والسعي لإقامة منظومة مجتمعية متكاملة تعمل على تحصين المجتمع وبناء القيم التي تحول دون وقوع الجريمة، وخلق بيئة اجتماعية سليمة تتضافر فيها كل الجهود من أجل حماية المجتمع، وتحصين أفراده ضد الانحراف .

وخلال لقاء حضره مدير إدارة الإعلام والعلاقات العامة في شرطة الشارقة عضو اللجنة العليا لبرنامج الثقافة الأمنية العقيد سلطان عبدالله الخيال ورئيس مجلس الشارقة للتعليم سعيد مصبح الكعبي ورئيس مجلس أولياء أمور الطلبة والطالبات في الشارقة، الدكتور خالد صقر المري ومدير معهد تدريب الشرطة عضو اللجنة العليا رئيس اللجنة العلمية في برنامج الثقافة الأمنية، المقدم الدكتور خالد الحمادي للتعرف على آخر المستجدات في برنامج الثقافة الأمنية . 

وأكد العقيد الخيال أهمية البرنامج كمشروع حيوي نابع من رؤية القيادة الرشيدة وولاة الأمر ورغبتهم في تحصين المجتمع وأبنائه ضد الانحراف والسلوكيات الضارة وإبعادهم عن الأفكار الهدامة الدخيلة على مجتمع الإمارات المتماسك، وتعزيز انتمائهم للوطن بعيدًا عن المؤثرات السلبية التي تهدد أمن المجتمع ومستقبل أجياله.

وأشار إلى أن القيادة العامة لشرطة الشارقة اعتمدت خططًا لتدريب المعلمين على اكتشاف حالات الانحراف السلوكي والميول السلبية لدى الطلاب من خلال تقديم ورش عمل مكثفة وبرامج تدريبية متخصصة للهيئة التدريسية، والأخصائيين الاجتماعيين في مدارس منطقة الشارقة التعليمية، وتزويدهم بالمهارات والخبرات العلمية والميدانية ضمن برنامج متخصص تم إعداده وفق نهج استراتيجي مدروس.

ويشمل البرنامج دورات تدريبية وورش عمل في مجال التربية والثقافة الأمنية بمشاركة معلمي المرحلتين الإعدادية والثانوية للبنين والبنات في مدارس منطقة الشارقة التعليمية بالإضافة إلى البرامج والورش التدريبية الخاصة بالوقاية من حالات التحرش الجنسي والعنف المدرسي .

وأوضح العقيد سلطان الخيال أن اللجنة العليا لبرنامج الثقافة الأمنية برئاسة قائد عام شرطة الشارقة اللواء حميد محمد الهديدي اتخذت عددًا من القرارات الهامة المتعلقة بالبدء مباشرةً وفق الخطط الموضوعة بإدراج مادة الخدمة الوطنية ضمن محاضرات البرنامج وشرح مفهومها وأهدافها وآليتها للحلقة الثانية والتعليم الثانوي.

وأفاد العقيد الخيال أن البرنامج يقوم بتدريب الكوادر التعليمية المكلفة بالاضطلاع بمهام التربية الأمنية والتوجيه السلوكي للطلاب والتي سوف يتم المباشرة في تنفيذها على الفور بالتعاون بين القيادة العامة لشرطة الشارقة، ومنطقة الشارقة التعليمية ومجلس الشارقة للتعليم، كأحد البرامج المهمة في المجال الوقائي.

ويغطي البرنامج جميع المدارس الحكومية في إمارة الشارقة إضافة إلى عدد كبير من المدارس الخاصة.

ووجه قائد عام شرطة الشارقة بتوسيع البرنامج خلال العام الدراسي المقبل لمضاعفة عدد المدارس الخاصة حتى يكتمل تنفيذ البرنامج في جميع المدارس الحكومية والخاصة على مستوى إمارة الشارقة، وتأهيل وتدريب عدد أكبر من محاضري الثقافة الأمنية وفق الخطط الاستراتيجية المعدة لذلك.

ويأتي ذلك لاستيعاب المدارس المدرجة في عملية التوسعة الشاملة، والحرص على تطوير محتوى البرنامج من خلال مواكبة الظواهر السلبية والمتغيرات التي تطرأ على سلوك الأحداث والمراهقين والتي تمتد بتأثيرها إلى طلبة المدارس والاستفادة من المعطيات ونتائج التحليل الإحصائي، والمؤشرات المستخلصة من تطبيق البرامج في كافة مراحل تنفيذه .