القاهرة - محمد إمام
كشف أستاذ الإعلام الدكتور محمود خليل، أنّ انتشار البرامج المصريّة المُستنسخة سببه قلّة وانعدام الأفكار الجديدة والمُبتكرة لبرامج مصريّة فريدة من نوعها.وأوضح خليل لـ"مصر اليوم"، "أصبحنا نعتمد كليًا على تمصير البرامج الأجنبيّة واستنساخها ولم يعد هناك أفكار جديدة لبرامج مصريّة خالصة، وهذا يبرر انعدام المبدعين في المجال الإعلامي". واستطرد "فمعظم الأفكار التي يقترحها البعض تكون أفكار سطحية ومكررة وليس بها أي جديد، لذا يقوم البعض بمشاهدة العديد من البرامج الأجنبيّة والأوربية وتحويلها إلى النسخة المصريّة، ولعل أكبر دليل على ذلك برامج المسابقات التي انتشرت في الآونة الأخيرة، مثل برنامج "ستار أكاديمي"، وبرنامج "أحلى صوت"، والعديد من البرامج الأخرى".وأكدّ "وليس هذا فحسب، فالبرامج الترفيهيّة والتي تعرض على العديد من القنوات، مثل برنامج "لعبة الحياة" وغيرها، برامج مستنسخة، وبرامج المقالب أيضًا برامج مستنسخة وغيرها".وأشار إلى أنّ "المشكلة تكمن في أننا أصبحنا نعتمد عليها بشكل أساسي ورئيسي، ولم يعد هناك أي محاولات للإبداع وطرح أفكار فريدة من نوعها".وأكدّ أستاذ الإعلام الدكتور عدلي رضا "أن استنساخ البرامج الإعلاميّة لم يعد يقتصر على التلفزيون فقط، بل الأمر امتد للإذاعة أيضًا، فمعظم البرامج الإذاعيّة برامج مستنسخة في الأصل".وأوضح أنّه "لا مانع من استنساخ البرامج ولكن الاعتماد على هذا الأمر بشكل كلي أصبح يشكل مشكلة خطيرة على المنظومة الإعلامية بشكل كامل، لأن هذا يعد مؤشر على انعدام الأفكار المصرية وغيابها كليًا".وأشار إلى أنّه "لابد من أنّ تكون هناك برامج أفكارها نابعة من اختصاصيين وتكون أفكار ليست مستنسخة، حتى نحاول أن نعيد الأفكار الجيدة ونقدمها للمشاهد المصري، لأن استنساخ البرامج يعد تزييفًا بلا شك، وخداعًا يقع فيه المشاهد".ويؤكدّ أستاذ الإعلام الدكتور محمود علم الدين، أنّ "الاستنساخ أصبح ثمة من سمات المجتمع المصري، فليس الإعلام وحده خاضع لهذا الأمر، بل كل شئ الفن والثقافة والتجارة وغيرها".وأوضح "أصبحنا نفكر بعقول غيرنا للأسف، فليس هناك إبداع في مصر، فكل شئ أصبح مستنسخ ولا يوجد مبدعين حقيقيين، وإذا تحدثنا عن الإعلام، نجد كثيرون يقومون بتحويل البرامج الأوربية والأجنبية إلى مصريّة، ويعتبر نفسه صاحب الفكرة، فأين الإبداع والفكرة التي قام بها؟".وأشار "نحن نحتاج إلى وقف هذا الأمر، وليس تشجيعه، ولكن نجد أن معظم البرامج التي يتم تسويقها على القنوات الخاصة هي برامج مستنسخة غير مصريّة، ولكن إذا تعاوننا من أجل إيقاف هذا الأمر ستولد الأفكار وسيولد كثير من المبدعين، ولكن ألان أصبح من يقدم فكرة برنامج يقوم بتمصير برامج أجنبية لأنه يعلم جيدًا أن تلك النوعية من البرامج ستلقى قبولاً وتسويقًا ومنتجين لها، لذا فالخطأ ليس خطأ المستنسخ نفسه بالقدر ما هو خطأ كثيرين في مصر وفي العديد من القنوات، ممن يساعدون على انتشار تلك البرامج المستنسخة".