برلين _جورج كرم
كشفت مجلة "دير شبيغل" الأسبوعية الألمانية أن وكالة الاستخبارات الخارجية الألمانية ""BND، كانت تتجسس على مراسلي هيئة الإذاعة البريطانية "بي.بي.سي"، وصحيفة "نيويورك تايمز"، ووكالة "رويترز"، وغيرها من وسائلا الإعلام الأجنبية.
ووفقًا لما نشرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، انتقدت منظمة مراسلون بلا حدود، المعنية بشؤون الصحافيين، تجسس الاستخبارات البريطانية، واصفة إياه بأنه "اعتداءً صارخًا على حرية الصحافة"، معربة عن قلقها إزاء تواصل عمليات التجسس على الصحافيين من جانب الوكالة، وقالت إنها بصدد اتخاذ تدابير قانونية ضد الوكالة.
وكانت "دير شبيغل" قد نقلت هذه الأنباء عن "وثائق" كانت قد اطلعت عليها؛ إذ كانت تعمل على نطاق واسع مع ضابط الاستخبارات الأميركية السابق والهارب، إدوارد سنودن، ونشرت تقارير كثيرة عن فضائح تجسس للولايات المتحدة وألمانيا على حد سواء، فيما قالت المجلة الألمانية إن وكالة "BND" رفضت التعليق على التقرير، وذلك في مقتطفات من التقرير الذي سينشر السبت.
ووفقًا للتقرير، أدخلت الاستخبارات الخارجية الألمانية 50 رقم هاتف وفاكس وبريد إلكتروني على الأقل لصحافيين أو إدارات تحريرية في قائمة الأهداف التي تجسست عليها، وذلك منذ العام 1999، وشملت هذه اللائحة أكثر من عشرة روابط اتصال لهيئة الإذاعة البريطانية في أفغانستان ومقرها الرئيسي في العاصمة لندن، بالإضافة إلى إدارات تحرير الخدمة الدولية للهيئة البريطانية، كما تضمنت اللائحة روابط اتصال بصحيفة "نيويورك تايمز" في أفغانستان، فضلاً عن روابط اتصال لهواتف أقمار صناعية ومحمولة لوكالة "رويترز" في أفغانستان وباكستان ونيجيريا.
من جانبه أكد متحدث باسم "بي.بي.سي": "شعرنا بالخيبة بعد الاطلاع على تلك المعلومات، فهدف الهيئة البريطانية يكمن في نشر أخبار ومعلومات صحيحة ودقيقة وعرضها على الناس حول العالم"، وتابع: "يجب أن يكون لدى صحفيينا القدرة على العمل بحرية وأمان، مع الحماية الكاملة لمصادرهم، نناشد الحكومات جميعًا احترام عمل الصحافة الحرة".
وفي الوقت نفسه، اقرت المستشارة الألمانية، في وقت سابق من هذا الشهر، أنها لا تعرف مدى نجاح "جواسيس ألمانيا" في التعاون مع نظرائهم الأميركيين حتى عام 2015، وبعد الضجة التي حدثت بعد تقارير تزعم أن الولايات المتحدة كانت تتنصت على هاتفها الشخصي، في حين لم يتم الكشف عن أسماء الصحافيين الذين تجسست عليهم الوكالة الألمانية، بينما تأتي هذه الأنباء في ذروة تحقيق استمر ثلاث سنوات من جانب البرلمان الألماني انتهى بأن قامت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بالإدلاء بشهادتها في 16 فبراير/ شباط الماضي، فيما كشفت "دير شبيغل" في أواخر 2015 أيضًا عن تجسس هذا الجهاز على وزارات الخارجية الأميركية والبولندية والنمساوية والدنماركية والكرواتية.