واشنطن - رولا عيسى
يعتبر روبرت كورنويل، شخصية قوية في الكتابة، وولد ليكون مراسلًا أجنبيًا، واستمر في علاقة زواجه أكثر من 40 عامًا، وقد أجاد الرجل استخدام الكلمات، والوضوح، وكذلك عُرف بحبه لأسرته، وشرح كلا من الأخ الأكبر غير الشقيق له المعروف باسم جون لو كاريه وشقيقته شارلوت، ذلك على المسرح، فروبرت، كان يتمتّع بأسلوب أنيق، وحسّ فكاهي وعقل تحليلي.
وجمال كون روبرت كورنويل، مراسلًا أجنبيًا، ومنشوراته، إلى كل من رويترز، والفايننشال تايمز، و ذي إنديبندنت، حيث عمل في باريس وروما وبون وموسكو وواشنطن، ناهيك عن الفترة الأكثر غرابة والتي قضاها في وستمنستر، الكتابة ليس فقط عن العاصمة ولكن البلد بأكمله، وهي الفترة التي لعبت دورًا هامًا في نقاط قوته، وكذلك قدراته اللغوية، فقد تعلّم الحديث باللغة الروسية بطلاقة.
ومن السحر الإضافي إلي شخصيته، أنّه كان يحب أن يقوم بالأشياء بنفسه، وقد عُرف روبرت شقيق ديفيد كورنويل، صديقًا ومُوجهًا إلى العديد ممن عملوا معه، حيث عُرف بسخاءه بوقته ومشورته وتواضعه، لكنه لم يكن مراسلًا صاخبًا، يصرخ كثيرا ويكثر الأسئلة، وكان يغطي الحروب في سترة واقية من الرصاص أو خوذة عسكرية، كان رائعًا ومتواضعًا وبصيرته ممتدة إلى ما بعد سياسة موسكو أو واشنطن وكذلك الملاكمة والباليه والبيسبول، وكان روبرت من نواح كثيرة صحافي من عصر رومانسي قديم، لكنه سيبقى مصدر إلهام إلى أجيال مرّت على الصحيفة، وسيفتقده كل من عرفوه كرجل دافئ وعظيم".
ويذكر كونور اكلري من صحيفة ايريش تايمز، أنه نادرًا ما كان يطرح الأسئلة في المؤتمرات الصحافية، وكان لديه سترة مفضله له مصممة بشكل جيد، وكانت واشنطن مناسبة كثيرًا لحياة روبرت، ليس فقط لان زوجته، سوزان كانت تعمل لدي رويترز في تغطية أخبار الكونغرس، وبالطبع كان لديه العديد من القصص الكبيرة لتغطيتها، وليس مجرد كالفي ولكن بيريسترويكا في روسيا وصعود باراك أوباما في أميركا ولكنه ادرك بداية دونالد ترامب عندما توفي، ولم يتحدّث كثيرًا عن عائلته، وبصرف النظر عن قصة واحدة جميلة عن والده، وفوجئ روبرت مثل الكثيرين بانتصار دونالد ترامب في انتخابات 2016، لكنه ألقى بنفسه في الكتابة عن إدارة ترامب بشغف وموهبة، وقد توفي في واشنطن بحضور عائلته التي شملت زوجته سوزان مراسلة رويترز التي التقى بها في بون.