سوق الإعلام الرقمي

يصل حجم سوق الإعلام الرقمي في المنطقة إلى نحو 500 مليون دولار من حجم سوق الإعلان التقليدي البالغ حجمه 3,5 مليار دولار، بحسب مؤسس شبكة «ديوان فيديوز»، التي تتخذ من دبي مقرًا، أسامة يوسف

وأوضح يوسف، أنَّ قطاع الإعلام الرقمي آخذ بالنمو بتسارع لافت، فيما لا تزال حصته من سوق الإعلان التقليدي ضعيفة، مشيراً إلى أن الإعلام الرقمي ينمو بمعدلات سريعة تصل إلى 25% سنوياً. وأضاف أن على وسائل الإعلام التقليدية التعامل مع الإعلام الرقمي الجديد وبذل المزيد من الابتكار والتطور.

أشار يوسف إلى أن حقوق الملكية الفكرية تمثل أكبر عقبة تواجه صناعة الإعلام الرقمي في الوطن العربي، حيث تعاني المنطقة العربية من فوضى في هذا المجال عبر سرقة المحتوى بشكل ممنهج ولا سيما على الإنترنت، واليوتيوب برغم وجود أداة تقنية لمكافحة هذه القضية، فيما تشكل مسألة توجه المعلن إلى القنوات التلفزيونية العقبة الثانية في وجه الإعلام الرقمي، حيث لايزال المعلن ووكالات الإعلانات في العالم العربي تخصص أكبر نسبة من ميزانياتها لمصلحة التلفزيون.

وقال: إن ثقافة الإنتاج منخفض التكلفة الموجه إلى الاستهلاك على الإنترنت هي السائدة إذ لانزال ننتج بنفس طواقم العمل التي تعمل في الإنتاج التلفزيوني وعليه فتكلفة الإنتاج في الإنترنت عالية جداً ولا يقابلها دخل مناسب ما يؤدي إلى فجوة بين التكلفة والعوائد.

أضاف يوسف أن المملكة العربية السعودية تحقق أعلى نسبة مشاهدات مقارنة بعدد السكان، فيما توجد فجوة هائلة عربياً بين الاستهلاك «المشاهدات» والإعلانات ما يعني أننا أمام تحد وفرصة حقيقية لنمو هذه الصناعة «صناعة الإعلام الرقمي» بشكل أكبر بكثير من الوضع الحالي.

وقال إن الإعلام الرقمي أصبح طاغياً على الحياة، ففي 2015، وصل مرتادو شبكة الإنترنت إلى 3 مليارات شخص، و بالتالي يطلع على المنتج الرقمي ملايين الأشخاص في نفس اللحظة، وهو ما يضع وسائل الإعلام التقليدية في سباق محموم معها.

وأشار يوسف إلى أن وسائل الإعلام الرقمية باتت المظلة التي تجمع وسائل الإعلام الأخرى، ويجب على التقليدية منها أن تتكيف مع هذا الوضع، وأن تغير من لغتها وطريقة صياغتها وأسلوب التسويق والإعلان.

وعن كيفية اختيار البرامج التي تضيفها الشبكة إلى قائمة مجموعتها قال يوسف: لدينا أدوات عديدة نستطيع من خلالها فهم رغبات الجمهور ومن بينها نسب المشاهدة والتفاعل والإعجاب أو عدم الإعجاب وهي أدوات واضحة تظهر المحتوى الذي يحبه الجمهور أكثر من غيره، كما تأتينا من وقت لآخر طلبات من وكالات الإعلانات تبحث عن مشاهير عالم الإنترنت لتصوير مواد إعلانية لعلامات تجارية معينة.

وأشار مؤسس شبكة «ديوان فيديوز» إلى أن حجم الإنفاق على تطوير الإعلام الرقمي في الوطن العربي ضئيل حيث يتم الإنتاج بنفس طواقم العمل التي تعمل في الإنتاج التلفزيوني وعليه فتكلفة الإنتاج للإنترنت عالية جداً ولا يقابلها دخل مناسب ويتوقع أن تسيطر على فئة الشباب من الشريحة العمرية الألفية على الإعلام الرقمي حيث تعد الفئة الأكثر مشاهدة للمحتوى الرقمي ليس فقط في الشرق الأوسط بل على مستوى العالم، باعتبارهم صناع نجوم الترفيه الرقمي، لافتاً إلى أن هذا الجيل هو من سيجبر المعلن على تغيير سياسة الإنفاق وتخصيص ميزانية أكبر بكثير إلى الإعلام الرقمي خلال سنتين على الأكثر.

وكشف يوسف عن خطة طموحة يتم تنفيذها في 2015 تستهدف الأسواق العالمية بمحتوى غير عربي وهذه نقلة نوعية في أداء «ديوان» عبر شراكة استراتيجية مع شركة غوغل من خلال موقع يوتيوب وهو أكبر موقع لمشاهدة المرئيات/ الصوتيات على مستوى العالم حيث توفر يوتيوب تقنية عالية للغاية تسمح بتحميل مقاطع طويلة وذات جودة عالية كما تسمح بخاصية البث المباشر، إضافة إلى إمكانية التواصل مع الجمهور، كما قامت «ديوان» أيضاً بالتعاقد مع شركة ديلي موشن وتأتي من حيث الشهرة عالمياً بعد يوتيوب، وتمثل الشراكة معها أهمية استراتيجية لحماية حقوق الملكية الفكرية لعملاء ديوان خارج يوتيوب، وتعاقدت مؤخراً مع «فيو كليب» وهي منصة مشاهدة مرئيات عالمية على الهواتف المحمولة تتيح لمحتوى ديوان الوصول إلى شريحة أكبر من المستخدمين.

وقال يوسف إن «ديوان فيديوز» لاتزال تحتل موقع الصدارة من حيث عدد المشاهدات المتحققة على الشبكة حيث تخطت 300 مليون مشاهدة شهرياً أما المنافسة العالمية فقوية للغاية ويشهد هذا العام اهتماماً متزايداً من الشبكات العالمية بمنطقة الشرق الأوسط.

وأوضح أن الشبكات متعددة القنوات أصبحت موضع اهتمام المستثمرين مؤخراً نظراً للأرباح القوية ولأنها تمثل مستقبل الترفيه مقارنة بالتلفزيون، إذ كفة الميزان تتجه بقوة إلى الترفيه الرقمي، مشيراً إلى أنه تم إبرام صفقات استحواذ على بعض الشبكات العالمية ومنها على سبيل المثال استحواذ شركة «ديزني» العملاقة على «ميكر» وهي إحدى أكبر الشبكات العالمية بقيمة بلغت 500 مليون دولار، أما من حيث القنوات العالمية فبعض القنوات ذات نسبة المشاهدة العالية تدر دخلاً يقدر بنحو 9 ملايين دولار سنوياً وأما في المنطقة العربية فبعض القنوات تخطى حاجز إيرادات يتخطى المليوني دولار سنوياً، منوهاً بأن معدلات الاستهلاك للمحتوى الرقمي في العالم العربي تعد الأعلى عالمياً لكن الإيرادات تعد من أقل المناطق عالمياً وهذه الفجوة تتطلب المزيد من الاستثمار والجهد والوقت ليصل هذا القطاع إلى الأرقام العالمية.

وتظهر الأرقام أن عدد مستخدمي شبكة الإنترنت في السعودية 12.8 مليون مستخدم العام الماضي، وفي الإمارات 6.2 مليون، أما مستخدمو الهواتف الذكية في الإمارات فبلغوا 91% والسعودية 79% وفي الكويت 86%. وتشير الإحصاءات إلى أن نسبة المشاهدين الذين يستخدمون هواتفهم الذكية أثناء مشاهدة التلفزيون بلغت 80% في الإمارات و77% في السعودية و74% في الكويت، ما يشير إلى تنامي اهتمام المستخدم العربي بهذا القطاع.

وقال أسامة يوسف إن الفكرة تبلورت لإنشاء هذه «الشبكة» نهاية 2009 في مصر كشركة متخصصة في الإنتاج الإعلامي وكان باكورة إنتاجاتها برنامج «البرنامج» لباسم يوسف، وهنا تأسست شركة «ديوان» للتخصص في تقديم خدمة إدارة ونشر المحتوى الرقمي ولتصبح فيما بعد أكبر شبكات يوتيوب من حيث المشاهدات في منطقة الشرق الأوسط حتى الآن وإحدى أكبر 50 شبكة على مستوى العالم.