موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"

كشف تقرير صادر عن برنامج الحوكمة والابتكار في كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية، بالتعاون مع نادي دبي للصحافة، أنَّ استخدام وسائل التواصل الاجتماعي يشهد تزايدًا مضطردًا في العالم العربي بشكل عام وفي الدولة بوجه خاص؛ إذ تضاعف عدد مستخدمي "فيسبوك" في دولة الإمارات ثلاث مرات في غضون الأعوام الأربعة الماضية.

وارتفع عدد مستخدمي "فيسبوك" في دولة الإمارات من 1.6 مليون مستخدم في تموز/ يونيو 2010 إلى 5 ملايين مستخدم في تشرين الأول/أكتوبر 2014 بنسبة انتشار وصلت إلى 60%، وصاحب هذا النمو انخفاض نسبة مستخدمي "فيسبوك" الشباب ممن تقل أعمارهم عن 30 عامًا في العامين الماضيين من 52% إلى 48% حيث بات مستخدمو "فيسبوك" الأكبر سنًا يشكلون أغلبية طفيفة للمرة الأولى.

وكشف التقرير أنَّ دولة الإمارات تمتلك أعلى نسبة انتشار للمستخدمين من خلال النسبة لعدد السكان التي وصلت إلى 25%، كما أظهر أنَّ الإمارات وقطر من أوائل الدول المستخدمة لـ"فيسبوك" في المنطقة العربية؛ إذ يستخدم 60% من عدد سكان الدولة "فيسبوك" بينما يستخدمه 62% من سكان قطر، كاشفًا عن استخدام 78% من سكان الإمارات للصفحات الحكومية على الإعلام الاجتماعي بأشكال مختلفة منها تقديم اقتراحات أو التواصل مع مسؤولين حكوميين أو لإبداء مقترحات أو تقييمات للخدمة الحكومية.

وأكدت المدير العام للمكتب الإعلامي لحكومة دبي، رئيس النادي، منى غانم المري، "اهتمام منتدى الإعلام الإماراتي بالجانب البحثي الأكاديمي بما يوفره من رصد وإحصاءات دقيقة تساهم في تعزيز نقاشات المنتدى وتمكينه من الاضطلاع برسالته نحو دفع مسيرة تطوير الإعلام المحلي، بالارتكاز على أسس علمية مشفوعة بالحقائق والأرقام التي يمكن الاعتماد عليها كمرجعية موثوقة تساهم في وضع تصورات واضحة للمهشد الإعلامي للمعنيين بهذا القطاع سواء من المتخصصين أو الدارسين، ويسعدنا أنَّ يكون شريكنا في هذا الجهد البحثي المتكامل هو كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية بما تحمله من سمعة طيبة كإحدى الجهات البحثية الرائدة في المنطقة".

وأضافت المري: "مع تنامي أثر الإعلام الاجتماعي واتساع دائرة جمهوره في دولة الإمارات، وجدنا أنه من المهم مواصلة رصد تطورات هذا الشكل الإعلامي صوره ومنصاته كافةً؛ للوقوف على تأثيراته المختلفة على إعلامنا المحلي، ورسم صورة واضحة عن مدى الاستفادة منه في لعب دور مكمل للإعلام التقليدي، لاسيما في دعم جهود الحكومة في التواصل الفعّال مع الناس للتعرف على متطلباتهم وتسريع وتيرة تلبيتها، حيث قطعت الدولة شوطًا كبيرًا في هذا المجال ضمن سلسلة من المبادرات والخطوات التي سبقت فيها العديد من الدول الأخرى في المنطقة وخارجها".

جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي عقد الاثنين، للكشف عن التقرير في مقر النادي ويؤكد التقرير استمرار نمو استخدام الإعلام الاجتماعي وتعاظم أثره على مختلف النواحي الاجتماعية والعملية في الدولة، الذي يأتي في إطار الفعّاليات المصاحبة للدورة الثانية لمنتدى الإعلام الإماراتي الذي يعقد تحت رعاية نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.

وأوضح الرئيس التنفيذي لكلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية، الدكتور علي سباع المري: "بات الإعلام الاجتماعي يلعب دورًا فاعلاً في مختلف نواحي حياتنا، ويقدم التقرير الجديد لمحة عن الإعلام الاجتماعي في دولة الإمارات وأثره على العلاقة بين الحكومة والمواطن".

وزاد أنَّ هذا التقرير يكتسب أهمية خاصة مع إطلاقه ضمن فعّاليات منتدى الإعلام الإماراتي، فالمنتدى يطمح لإيجاد ساحة مبتكرة للحوار يكون التركيز فيها على دور الإعلام المحلي كشريك في تحقيق الرؤية الطموحة لدولة الإمارات العربية المتحدة، ويمثل الإعلام الاجتماعي جزءًا في غاية الأهمية من الإعلام الإماراتي بل وأصبح، كما يبيّن التقرير، عاملاً مؤثرًا ضمن منظومة العمل الحكومية، يبرز التقرير إدراك قيادة دولة الإمارات لأهمية وسائل التواصل الاجتماعي ويناقش توظيفها كأدوات تفاعلية لإشراك المجتمع انطلاقًا من قول  الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم إنَّ وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت قوة مؤثرة، وبرلمانًا مفتوحًا، وإعلامًا لا يمكن الالتفاف عليه.

وأشار الدكتور علي إلى أنَّ القيادة في الإمارات تعتمد نهجًا قائمًا على الابتكار في كل مضمار، ولطالما كانت سباقة في توظيف التقنية في خدمة المجتمع واعتماد مختلف السبل التي تمكنها من التواصل مع أوسع شريحة من الجمهور، وعملت من خلال توظيف التكنولوجيا الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي على تغيير النظرة التقليدية للجمهور من جهة متلقية للخدمات الحكومية وغير فاعلة إلى اعتبارها متعاملاً لدى الحكومة وشريكًا في عملية التطوير الشامل للمجتمع، ويكتسب هذا النموذج أهمية من التحول نحو المشاركة الفاعلة وتمكين الجمهور بهدف تحقيق التنمية المستدامة.

من جهتها، أكدت مدير نادي دبي للصحافة، منى بو سمرة، أنَّ تقرير "نظرة على الإعلام الاجتماعي في دولة الإمارات العربية المتحدة 2014 – تعزيز التواصل بين الحكومة والمواطن"، بما يتضمنه من دراسات ونتائج وتحليلات يأتي ليستكمل أهداف نادي دبي للصحافة كمنصة ومركز عالمي يولي اهتمامًا كبيرًا بإطلاق بحوث ودراسات إعلامية متخصصة وضمن استراتيجية يتبناها النادي في مواكبة أحدث الظواهر المؤثرة في قطاع الإعلام، مشيرة إلى أهمية إطلاق هذه الدراسة تزامنًا مع انطلاق الدورة الثانية للمنتدى باعتبار أنَّ أغلب سكان دولة الإمارات يستخدمون وسائل الإعلام الاجتماعي بكثافة، مما يحتم علينا تسليط الضوء على هذه الظاهرة لمعرفة أبعادها وسبل الاستفادة منها في إحداث تغييرات في مختلف المجالات والتي تصب في خدمة أهداف وطموح الدولة، وأضافت بو سمرة أنه سيتم توزيع نسخ من التقرير في موقع المنتدى الذي يعقد الثلاثاء المقبل بالإضافة إلى توفير نسخة الكترونية منه على الموقع الخاص بالنادي.

وبحسب نتائج التقرير فإنَّ أكثر من نصف المشاركين في الاستبيان قدموا ملاحظات للجهات الحكومية حول الخدمات، حيث ذكر أنَّ 28% منهم فعلوا ذلك عبر استمارة ملاحظات إلكترونية، وأشار نحو 10% إلى أنهم علّقوا على حساب رسمي حكومي على الإعلامي الاجتماعي، وأشار 10% غيرهم إلى أنهم قدموا ملاحظاتهم عبر البريد الإلكتروني، بينما ذكر 5% من المشاركين في الاستبيان إنهم قدموا ملاحظاتهم إلى موظفي الحكومة عبر "تويتر".

ويوضح التقرير أنَّ مواطني دولة الإمارات ينظرون بإيجابية لاستخدام الحكومة لوسائل الإعلام الاجتماعي والأثر الذي يتركه ذلك على الخدمات الحكومية، حيث أعرب 57% ممن شملتهم دراسة استطلاعية أجريت في الإمارات عن دعمهم الكبير لاستخدام الحكومة لوسائل الإعلام الاجتماعي في تصميم الخدمات العامة وتقديمها، وذكر 59% من المشاركين في الاستبيان إنهم مواظبون على زيارة الصفحات الرسمية الحكومية على الأقل مرة واحدة أسبوعيًا بينما أشار 31% منهم إلى أنهم يزورونها عدة مرات يوميًا.

واتفق أغلب المشاركين في الاستبيان على فائدة استخدام الإعلام الاجتماعي في تصميم الخدمات الحكومية وتوفيرها، ففيما يتعلق بالفوائد قصيرة المدى، أكد 85% من المشاركين في الاستبيان إنَّ زيادة فاعلية الاتصالات بين المتعاملين والحكومة، عبر وسائل الإعلام الاجتماعي، تتيح تخفيض تكاليف تصميم وتوفير هذه الخدمات، بينما اعتقد 80% منهم أنَّ قدرة الإعلام الاجتماعي على تعزيز تبادل المعلومات ستسحن جودة الخدمات، أما فيما يتعلق بالمنافع على المدى البعيد فقد احتل تحسين إدراك الحكومة لاحتياجات المتعاملين من خلال تحليل البيانات والملاحظات المأخوذة من مصادر الإعلام الاجتماعي المرتبة الأعلى، وذلك وفقًا لآراء 80% من المشاركين.

ولفتت مدير برنامج الحكومة والابتكار بالإنابة، رشا مرتضى: "تشير الدراسة إلى استعداد المتعاملين في الإمارات العربية المتحدة للتفاعل مع الحكومة عبر الاعلام الاجتماعي للاسهام في تصميم الخدمات الحكومية وتوفيرها بشكل أفضل".

وتناول تقرير برنامج الحوكمة والابتكار، تجربة العصف الذهني الإماراتي التي صاحبت الخلوة الوزارية المنعقدة في 8 و9 كانون الأول/ ديسمبر الماضي والتي مثلت إحدى أكبر تجارب العصف الذهني على مستوى العالم بمشاركة من أغلب قطاعات المجتمع وشرائحه من خلال استخدام التكنولوجيا الحديثة، كما ناقش التقرير كيفية استفادة حكومة دولة الإمارات بشكل مبتكر من وسائل الإعلام الاجتماعي لتشكيل فهم أفضل للتحديات التي يواجهها قطاع التعليم والصحة، ولحشد مصادر الأفكار وإشراك الجمهور بشكل جدي في إيجاد حلول لتطوير هذين القطاعين وتمكنت من استقطاب أكثر من 82 ألف فكرة.