نادي دبي للصحافة

أكد متخصّصون في الشأن الثقافي والإعلامي المحلي أنَّ العمل الإعلامي في دولة الإمارات العربية المتحدة شهد منذ تأسيس الاتحاد في 2 من كانون الأول/ ديسمبر 1971 قفزة نوعية في جميع المجالات؛ سواء على المستوى المحلي أو الاتحادي.

كما شهدت العقود الثلاثة الأخيرة تطورًا كبيرًا في صناعة الإعلام مع إصدار عدد 5 صحف بلغات مختلفة، وإنشاء محطات إذاعية وتلفزيونية فضائية عدة.

وفي ضوء ذلك يمكن اعتبار دولة الإمارات العربية المتحدة تمتلك أفضل بنية تحتية لصناعة الإعلام في المنطقة، بالمقارنة مع الدول المتقدمة في الشرق الأوسط أو العالم العربي، وهو ما كان له أبرز الأثر في نوعية المادة الإعلامية المنتجة في الدولة.

 وجاء ذلك لدى محاضرة "الإعلام الثقافي في دولة الإمارات العربية المتحدة" التي ألقتها الأستاذ المساعد في كلية المعلومات والإعلام والعلوم الإنسانية في جامعة عجمان للعلوم والتكنلوجيا، الدكتورة أمل نبيل بدر، وأدارها الإعلامي محمد مهدي، ضمن فعّاليات المقهى الثقافي لمعرض الشارقة الدولي للكتاب، الذي ينعقد في دورته الراهنة للفترة بين 5-15 من تشرين الثاني/ نوفمبر الحالي 2014.

 وأكدت بدر أنًّ الإعلام يمثل أداة مهمة للاتصال بين الشعوب والمؤسسات على حد سواء، وقد شهد تطورًا تكنولوجيًا كبيرًا في مجال الاتصال، مما مكّن العديد من البلدان أخيرًا من التعريف بالمقومات السياحية لبلدانهم وزيادة الإقبال عليها، مستغلين بذلك القفزة الكبيرة والمتنوعة التي شهدتها وسائل الإعلام، مؤكدين أن ثورة الاتصالات وميل الحياة إلى التخصُّص والتعمُّق في المجالات الجزئية أدى إلى تشعب مدلولات الثقافة، وأصبح الإعلام بمفهومه التخصّصي هو السلطة الأقوى في رسم معالم الحياة بأشكالها كافة.
 
واستعرضت بدر الواقع الصحافي والإعلامي في الإمارات منذ ستينات القرن الماضي؛ حيث بدأت تظهر بعض الصحف آنذاك في إمارات الساحل مع إصدار بلدية دبي لصحيفة أخبار دبي لصحيفة أخبار دبي الأسبوعية، وإنشاء وكالة أنباء الإمارات "وام" العام 1971، والتي تولت تغطية وبث الأخبار الرسمية وأنشطة رئيس الدولة وحكام الإمارات وأنشطة الوزارات، ثم بدأ تأسيس العديد من المؤسسات الصحافية في الدولة، ومنها مؤسسة البيان للصحافة والنشر في 15 آيار/ مايو 1980، وفي 6 آب/ أغسطس 1973 أصدرت مؤسسة الوحدة للطباعة والنشر صحيفة الوحدة، وأشارت الى عدد من أبرز الصحف الصادرة آنذاك.

 كما تحدثت عن نشأة وتطور الإذاعة في دولة الإمارات العربية المتحدة  منذ إذاعة الإمارات بثها الأول في 25 شباط/ فبراير 1969 باسم إذاعة أبوظبي وبعد تأسيس الاتحاد أصبح مقار الإذاعة "صوت الإمارات العربية المتحدة من أبوظبي" وسعي الحكومة الاتحادية إلى إنشاء محطات أخرى في الشارقة والفجيرة في أول أيلول/ سبتمبر 1972، ومع بداية تسعينات القرن العشرين بدأت صحافة الإمارات تدخل المرحلة الثالثة من تطورها، مع زيادة الاهتمام بتوظيف تقنيات المعلومات في الصحافة، ومع زيادة مجالات الانفتاح الإعلامي في الدولة وقدوم عدد كبير من الجنسيات من مختلف الخلفيات الثقافية وإنشاء مدينة دبي للإعلام في كانون الثاني/ يناير 2001 التي أتاحت الفرصة لرؤوس الأموال للدخول في مشاريع إعلامية وافتتاح مؤسسات إعلامية رائدة لأفرع إقليمية لها في الدولة.

 وبيّنت أنَّ الفترة من 2000 وحتى 2007 شهدت العديد من القرارات الإعلامية وتأسيس العديد من المدن والمؤسسات حيث شهدت إنشاء مدينة دبي للإعلام وإلغاء وزارة الإعلام وتأسيس المجلس الوطني للإعلام 2006، وتأسيس مجموع الفجيرة للإعلام 2007، وقد تزامن هذا التحول في الخريطة الإعلامية مع حدوث تحولات على المستوى السياسي والاقتصادي لعل أهمها القرار التاريخي للقيادة السياسية في الإمارات بإجراء أول انتخابات برلمانية ومنح المرأة حق التمثيل في السلطة التنفيذية والمجلس الوطني الاتحادي.

 واستعرضت بدر تجربة حضور المرأة في الإعلام الإماراتي، مؤكدة أنها كانت حاضرة فيه حتى قبل تأسيس دولة الاتحاد، على خلاف ما قد يعتقد البعض من أنَّ حضور المرأة الإماراتية في الإعلام يعود إلى فترة حديثة، ترتبط بالطفرة التي شهدتها دولة الإمارات في مختلف المجالات، واستطاعت المرأة أنَّ تكون حاضرة في مختلف مجالات التنمية والتطور، وقدمت إحصائية بعدد الصحافيات الإماراتيات المسجّلات في جمعية الصحافيين في الإمارات، حيث يبلغ 163 صحافية، بينما يصعب حصر العاملات في مجال الإذاعة والتلفزيون بهذه الدقة.

 واختتمت أمل بدر حديثها بمجموعة من التوصيات أبرزها: وجوب توجه الثقافة التي تناسب الجميع، والارتقاء بواقع المرأة الثقافي في دولة الإمارات العربية المتحدة، ووجوب الاهتمام بالأقلام الجديدة في ظلّ التغير الحاصل في وسائل الاعلام وتطور الإعلام الجديد، وطالبت الإعلام بترتيب الأولويات، وأهمية تحقيق شراكة بين وسائل الإعلام والمؤسسات الثقافيه لتكاملية دورها في المجتمع من أجل تقديم أفضل محتوى إعلامي متميز ومنافس.