إعلاميون يؤكدون أن الحرفية تظل الشرط الأول لإنتاج مادة مميزة

أكد المتحدثون الرئيسون في جلسة "توظيف الابتكار في الإعلام وصناعة الأفلام" التي جاءت ضمن فعاليات اليوم الثالث لقمة المعرفة التي اختتمت أعمالها في دبي الأربعاء، أن المهارة والحرفية المهنية في نقل القصة الصحافية وصناعة الفيلم الروائي أو الوثائقي ستبقى الشرط الأول المطلوب لإنتاج مادة إعلامية نوعية، وذلك بغض النظر عن الأدوات التقنية المتطورة التي استخدمت في عملية الإنتاج، مؤكدين أن "التطور التقني قادر على أن يصنع فيديوهات ومواد إعلامية خلال ثوانٍ، لكنه لا يضمن لها الارتقاء الى المستوى الإبداعي والمهني المطلوب".

وعرض خلال الجلسة عدد من البارزين في مجال الإعلام وصناعة الأفلام تجربتهم المهنية ما بين الماضي والحاضر، في ظل التقدم والتطور الكبير الذي طرأ على وسائل وأدوات نقل المحتوى الإعلامي. وشارك في الجلسة، التي أدارها مقدم الأخبار والبرامج السياسية في قناة سكاي نيوز العربية، مهند الخطيب، كل من المذيع التلفزيوني جورج قرداحي، والمذيع التلفزيوني ريز خان، ومدير التطوير في قناة ناشيونال جيوغرافيك، ديفيد بينت، والمخرج والمنتج وصانع الأفلام، علي مصطفى، وكاتبة السناريو والمخرجة والمنتجة، نايلة الخاجة.

وعاد قرداحي بأذهان الجمهور الى فترة السبعينات من القرن الماضي، حين بدأ عمله في صحيفة لسان الحال في بيروت، فذكرهم بطباعة المقالات التي كانت ترص داخل الصفحة التي كانت تعرف آنذاك بـ "الملزمة" بسبب تحديدها بإطار معدني للتمكن من صف أحرف كلمات المقالات المكونة من الرصاص داخلها، ومن ثم تغطية الملزمة بورقة من الحبر يتم المسح فوقها بمحدلة لتبرز الأحرف مطبوعة على الصفحة.
وأكد أن التطور التكنولوجي لم يتمكن من دثر التلفزيون، الذي تمكن من اقتحام عالم التواصل الرقمي والالكتروني، وملأ المكان الذي خلق أمامه، فطور من أدواته وأساليبه في نقل الأخبار والصورة، مستفيدًا من علاقة تفاعلية بينه وبين وسائل التواصل الاجتماعي وعالم التواصل الرقمي.

وأبان خان إن التطور لم يطل الأدوات والتقنيات الإعلامية، بل أثر وغير في مستوى ونوع المحتوى الإعلامي نتيجة أسباب عدة، من بينها فرض الأدوات التكنولوجية الحديثة إيقاعًا إنتاجيًا شديد السرعة، أثر بدوره في المحتوى من كل النواحي، سلبًا وإيجابًا.

وعدد خان خمسة عوامل تتحكم في مستوى المادة الإعلامية المنتجة، الخبرية وغير الخبرية، تتضمن الفكرة أو الموضوع المطروح، والشخص الذي يعدها، وكيفية الترويج أو التسويق لها.

وذكر بينت أن التقنيات الحديثة لعبت دورًا كبيرًا في تعزيز جودة المحتوى الإعلامي والمعرفي، وسرعة إعداده، ونشره، ومكنت القناة من الوصول الى عوالم لم تكن تتخيل أنه يمكنها الوصول إليها، وذلك بكلفة إنتاج لا تزيد أحيانًا على كاميرا يقدر سعرها بـ 4000 درهم، مقارنة بأجهزة كانت تستخدم في الماضي تقدر قيمتها بملايين الدولارات.

وجزمت الخاجة بأن الانتشار الواسع لتقنيات التصوير وإنتاج الأفلام التي تتيح لأي شخص إنتاج فيلمه على طريقته الخاصة، لا يمكن أن يعوض وجود مهارات حرفية ومهنية هي الأساس في الصناعة، مشيرة إلى أن تلك المهارات لها كلفتها العالمية، ما يحتم ضرورة أن تكون صناعة السينما ضمن قطاعات الاقتصاد المدعوم من القطاعين العام والخاص.

وذكر مصطفى  إنه على الرغم من دراسته صناعة الأفلام في لندن، على الطريقة التقليدية، إلا أنه وجد نفسه يستخدم التقنيات الحديثة التي لم تكن موجودة قبل 10 أعوام خلال دراسته. وتابع أن تطور التقنيات ليس محصورًا في دولة ما، أو مجال محدد، بل أصبح الأمر متاحًا بكل سهولة لمن يرغب في إنجاز إبداعات جديدة.