السويس - سيد محمد
أطلقت عليهم المخابرات المصرية لقب "منظمة سيناء"، وأطلقت عليهم المخابرات الإسرائيلية "الموساد" لقب "الاشباح 1100"، إنهم أبطال منسيون نتذكر البعض منهم في "أعياد أكتوبر" لنلتقط معه الصور التذكارية، ونقص إحدى رواياته، ثم يعود إلى طي النسيان مرة أخرى، ونتابع
حياتنا حتى نتذكره العام المقبل في "انتصارات أكتوبر" لنجدهم أقل عددًا في كل عام بعد أن ينال منهم الزمن ما لم تستطع قوى العدو النيل منهم فيه، حيث أصبح غالبهم في ذمة الله الأشباح" يُطلق هذا اللقب على أرواح الموتى، أو القتلى الذين يظهرون للانتقام في شكل أشباح تبدو شاحبة غير واضحة يمكن أن تعبر الأشياء الصلبة مثل الأبواب والجدران وتتخللها، وهي تظهر وتختفي وقتما شاءت، ولا تستطيع اللحاق بها أو متابعتها، هذا ما قاله الإسرائيليون عن أبطال "منظمة سيناء العربية" التي أطلقوا عليها "الأشباح 1100".
وفي أعقاب نكسة حزيران/ يونيو 1967 تعاظم الإجرام الصهيوني، وظهرت بلطجته وأخذ جنوده يُظهرون استهانتهم بكل ما هو عربي، فقامت المخابرات المصرية بالاستعانة بقرابة 1100 بطل مدني غالبهم من محافظة السويس وبدو سيناء وبورسعيد والإسماعيلية، وتم تدعيمهم بأفراد من الجيش لتدريبهم على استخدام الألغام والمتفجرات والقنابل وأعمال الهجوم ضد إسرائيل، هؤلاء الأبطال الذين أطلقت عليهم إسرائيل لقب "الأشباح"، كبدوا إسرائيل خسائر كبيرة في الجنود وفي المعدات، وأسروا عددًا كبيرًا من الجنود، واستولوا على عدد كبير من المعدات، وتسببت هذه الخسائر في تحطيم معنويات العدو المغرور، وكسر غروره الذي كان واضحا عقب النكسة، وكانت جبهة شرق القناة وشبه جزيرة سيناء هي مسرح عمليات المنظمة، وقد تعدت عملياتها أكثر من مائتي عملية فدائية، وكبدت العدو خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات، كما كانت عينًا متقدمة للقوات المسلحة المصرية، فكانت تقوم باستطلاع مواقع العدو وترسل المعلومات المهمة للقيادة المصرية، وكانت أعمال المنظمة مقدمة لـ "انتصار أكتوبر"، كما أنهم أول من قاموا برفع علم مصر على أرض سيناء، خلال أول عملية انتحارية قاموا بها على أرض سيناء.
لكنهم أشباح مجهولون، أبطال وضعوا الوطن مكان قلوبهم، حملوا رايته في أحلك الظروف، تركوا أولادهم الصغار وأسرهم وهم يدركون أن الموت قريب منهم في كل عملية يقومون بها في الضفة الشرقية لقناة السويس، أبطال أقسموا على تحرير أرضهم، وهم لا يدركون أنه سيأتي اليوم الذي تتنكر فيه الحكومة لنضالهم الوطني الكبير، ودورهم الرئيسي في قيادة حرب الاستنزاف، ومهاجمة قواعد العدو ومخازن ذخيرته وقواته في سيناء، وهو الدور الذى ساهم في الانتصار الكبير. إنهم أبطال "منظمة سيناء العربية" من محافظات القناة وسيناء، منهم من حصل على نوط نجمة سيناء ومنهم من عبر قناة السويس أكثر من 150 مرة، ومنهم من توغل في عمق إسرائيل، ومنهم من تعرض للأسر لسنوات طويلة، وفي النهاية لم يلق "الأشباح" التكريم اللائق، ومعظمهم يتقاضون معاشات شهرية تتراوح من 45 إلى 100 جنيه مصري فقط.
جعلت "منظمة سيناء" اليهود الصهاينة يعيشون في خوف ووجل، فقد كانوا الفرقة الوحيدة التي سمح لها الرئيس جمال عبد الناصر بكسر اتفاقية روغرز لوقف إطلاق النار عندما تم تغيير اسم الفرقة التي كانت قائمة على التدريب من "المجموعة 39 قتال" إلى "منظمة سيناء العربية"، وسمح لهم بضم مدنيين وتدريبهم على العمليات الفدائية، وتم تجريدهم من شاراتهم ورتبهم العسكرية ليمارسوا مهماتهم بحرية خلف خطوط العدو، كما أن أفرادها هم أول من ألفوا نشيد الفدائيين المعروف، واستردوا شاراتهم ورتبهم العسكرية، واسمهم القديم "المجموعة 39 قتال"، صباح الخامس من تشرين الأول/ أكتوبر 73 عندما تم إسقاطهم خلف خطوط العدو لتنفيذ مهمات خاصة، والاستطلاع تمهيدا للتحرير، وأطلق عليهم الجيش الإسرائيلي في تحقيقاته في ما بعد مجموعة "الأشباح".
وظلت هذه المجموعة تقاتل على أرض سيناء منذ لحظة اندلاع العمليات في السادس من تشرين الأول/ أكتوبر وحتى تشرين الثاني/ نوفمبر ضاربين في كل اتجاه وظاهرين في كل مكان من رأس شيطاني حتي العريش ومن شرم الشيخ حتى رأس نصراني وفي سانت كاترين وممرات متلا بواقع ضربتين إلى ثلاثة في اليوم بإيقاع أذهل مراقبي الاستخبارات الإسرائيلية لسرعته، وعدم افتقادهم للقوة أو العزيمة رغم ضغوط العمليات.
وهاجمت مجموعة "الأشباح" محطة بترول بلاعيم صباح السادس من تشرين الأول/ أكتوبر لتكون أول طلقة مصريه في عمق إسرائيل تنطلق من مدافعهم، تلتها غملية مطار شرم الشيخ صباح ومساء السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، ثم رأس محمد وشرم الشيخ ذاتها طوال الثامن من تشرين الأول/ أكتوبر، ثم شرم الشيخ لثالث مرة في التاسع من تشرين الأول/ أكتوبر، ثم مطار الطور الإسرائيلي في العاشر من أكتوبر والذي أدي إلي قتل كل الطيارين الإسرائيليين في المطار، ثم عادوا ليدكوا مطار الطور في 14 تشرين الأول/ أكتوبر، ثم آبار بترول الطور في 15 و16 تشرين الأول/ أكتوبر، وكانت للهجمات على آبار البترول أثر قوي في تشتيت دقه تصوير طائرات التجسس والأقمار الصناعية الأميركية
قائمة لوحة الشرف لأبطال "منظمة سيناء"
الشهيد/مصطفى أبو هاشم استشهد في 8/2/1970، أحد قادة المنظمة ومدربيها، استشهد أثناء غارات حرب الاستنزاف، وهو من مواليد السويس 1930، وكان من أبطال الرياضة.
الشهيد/ ســـعيد البشتلي استشهد في 31/3/1970 أثناء اشتباكات حرب الاستنزاف، وتولى القيادة عقب استشهاد الشهيد/مصطفى أبو هاشم وكان من أبطال الملاكمة استشهد في يوم 31/3/1970 وهو واقف يصلي بين يدي الله.
الشهيد/ إبراهيـم سليمــان استشهد في 24/ تشرين الأول/ أكتوبر /1973 كان يعمل في شركة السويس لتصنيع البترول في السويس، ولد في حى زرب في السويس العام 1941، وكان السن 32 سنة عند الاستشــــــهاد، وكان من أبطال الجمباز.
الشهيد/ فايز حافظ أمــين استشهد في 24/ تشرين الأول/ أكتوبر /1973 كان يعمل موظفًا في سيناء للمنجنيز، السن 26 سنة.
الشهيد/ أشرف عبد الدايم استشهد في 24/ تشرين الأول/ أكتوبر /1973 كان يعمل موظفًا في شركة البحر الأحمر للمقاولات في مهنة كهربائي سيارات، من مواليد 1947 في حي الأربعين في السويس.
الشهيد/ السيد احمد أبو هاشـــم استشهد في 24/ تشرين الأول/ أكتوبر /1973 وكان يعمل موظفًا في شركة السويس للتصنيع البترول في السويس رئيس قسم المبيعات في الشـــــــركة وهو شقيق الشهيد / مصطفى أبو هاشم.
الفدائي / غريب محمد غريب توفي يوم 25 تموز/ يوليو 1989( رحمه الله مات ودفن في مكة المكرمة، وهو من حدد هذه الأسماء لموقع المجموعة 73 مؤرخين)، كان يعمل رئيس قسم الأمن في شركة النصر البترول في السويس، مواليد السويس حي الأربعين.
الفدائي / عبد المنعــــــم حسن خالد (الفهد)، موظف في شركة السويس لتصنيع البترول في السويس مواليد السويس حي زرب العام 1943.
الفدائي / محمود عــــــــــواد، من قادة المنظمة، موظف في شركة السويس لتصنيع البترول في السويس مواليد السويس حي زرب العام 1940
الفدائي / عبد المنعم قنـــــاوي، العمل أعمال حرة في السويس، مواليد السويس حي كفر احمد عبده يوم 21 شباط/ فبراير 1945.
الفدائي / أحمد عطيـــــــــفي، موظف في شركة السويس لتصنيع البترول في السويس،
مواليد السويس حي الأربعين 11 أيلول/ سبتمبر 1945 من أبطال المصارعة.
الفدائي/ محمود طــــــــــــــه موظف في شركة السويس لتصنيع البترول في السويس مواليد السويس حي كفر احمد عبده العام 1947.
الفدائي/ محمد سرحــــــــــان والشهرة ميمي سرحان، موظف في شركة السويس لتصنيع البترول في السويس مواليد السويس حي زربمن مواليد 14 تموز/ يوليو 1938.
الفدائي / فتحي عوض اللــــــه، موظف في شركة عمر افندي مواليد الإسماعيلية يوم 8 آذار/ مارس 1937.
الفدائي/ حلمي شحــــــــــــاتة توفي يوم 24 تشرين الأول/ أكتوبر 1983، موظف في شركة السويس لتصنيع البترول في السويس مواليد السويس 1943.
ومن أبطال المنظمة من أبناء سيناء: الفدائى الشيخ سالم الهرش شيخ مشايخ قبائل سيناء، وهو الذي رفض تدويل سيناء، وفضح اليهود والأميركان أمام وسائل الإعلام الغربية في مؤتمر الحسنة، الذي عُقد العام 1969، والذي كانت تطلب فيه إسرائيل فصل سيناء عن مصر، واعتبارها منطقة مستقلة.
الفدائي نصر المسعودي يقيم من قرية جلبانة، أحد شباب المنطقة عبر قناة السويس 150 مرة، وحصل على نوط الشجاعة من الرئيس عبد الناصر، ونوط الامتياز من الرئيس السادات.
الفدائي عودة المسعودي تم أسره في منطقة ممرات متلا العام 1968، وتم الإفراج عنه مع الأسرى في 1974، قال إنه كان يوصل تحركات إسرائيل لمصر عبر جهاز لا سلكي، وكان في النهار يختبئ في بئر صغيرة، وظل أشهرًا عدة على هذا الوضع يرصد التحركات ويبلغها، ويساعد "منظمة سيناء" في تنفيذ التفجيرات، خاصة مطار المليز ومطار العريش.
الفدائي محمد حسين مسلم ابن أول شهيد مصري للمنظمة الذي استشهد خلال تنفيذ المنظمة لعملية في سيناء، حيث تصدى وحده لجنود العدو ليمكن الآخرين من تنفيذ العملية، وتفجير مستودعات الذخيرة في أبو عروق .
الفدائي السيد عبد الكريم لافي ابن البطل عبد الكريم لافي الذي اشتهر بلقب الدكتور.
الفدائي عمران سالم عمران المعروف بلقب "ديب سينا"، نفذ العديد من العمليات الكبيرة مع أصحابه، ودمروا دفاعات العدو في رمانة وبالوظة ومطار العريش وقطعوا خطوط الإمداد، وقاموا بنسف مستعمرة "نحال سيناي" التي كانت مقر قوات الهليكوبتر التي أغارت على جزيرة شدوان، علاوة على تدمير مستعمرة الشيخ زويد بصواريخ الكاتيوشا وتدمير محطة رادار، وبلغت عملياته الجهادية قرابة 150 عملية.