الدقهلية ـ رامي القناوي
انتابت حالة من الذعر أهالي مدينة المنصورة عقب الانفجار المُروّع الذي وقع، مساء الثلاثاء، أمام مبنى مديرية أمن الدقهلية وقسم أول المنصورة، مما تسبّب في استشهاد مجند في قوات الأمن المركزي وإصابة 17 شخصًا ما بين مجنَّدين ومدنيِّين إثر قيام مجهولين بإلقاء عبوتين ناسفتين. وبدأت الواقعة بعدما سمع أهالي منطقة العباسي وشارع بورسعيد والسكة الجديدة وعدد من المناطق المجاروة دوي انفجار هائل بالفرب من مبنى المديرية، الأمر الذى تسبّب في استشهاد مجند وإصابة 17 شخصًا ما بين مجندين ومدنيين، وتحطم 6 سيارات تابعة لقوات الشرطة، والتي كانت متمركزة في محيط مبنى المديرية. وقامت قوات الأمن بتطويق المنطقة، وهُرِعَت سيارات من قوات الدفاع المدني بقيادة مدير إدارة الحماية المدنية العميد أسامة شعبان لتمشيط المنطقة بعد الاستعانة بعدد من الكلاب البوليسية لكشف وجود أي متفجرات في المنطقة، فضلاً عن قيام قوات من العمليات الخاصة بالوصول إلى المنطقة، بعدما ردّد عدد من الأهالي عند وجود من ألقى بعبوتين داخل مبنى مهجور بالقرب من مديرية الأمن. الأمر الذى اضطَرَّ القوات إلى إطلاق الغازات المسيلة للدموع على المبنى، واقتحامة بواسطة القوات الخاصة، ولم يتم ضبط أيّ من الجناة. وقام رجال البحث الجنائى وخبراء المفرقعات بجمع شظايا العبوتين واستخدام أجهزة لتتبع المعادن المتناثرة لتحليل المواد المستخدمة في التفجير، وتحديد نوعية العبوات المستخدمة. وأكد أحد شهود العيان أن "مجموعة من الأشخاص قامت بإلقاء العبوتين بالقرب من مبنى قسم أول المنصورة، والواقع في مبنى مديرية الأمن، ومضوا مسرعين من دون أن تتمكن القوات من إلقاء القبض عليهم، نظرًا إلى حالة الذعر التي أصيب بها أهالي المنطقة جرّاء الانفجار. واحتشد الآلاف من الأهالي في محيط مبنى المديرية لإعلان مساندتهم لقوات الشرطة، وسط ترديد هتافات "الشرطة والشعب إيد واحدة، مش هنخاف مش هنطاطي ثورتنا هتفضل سلمية". وعززت قوات الأمن من وجودها بجانب المنشآت الحيوية والشرطية تحسبًا لوقوع أي هجمات أخرى، فضلاً عن إغلاق مداخل ومخارج مدينة المنصورة وطلخا، وتفتيش السيارات المارة تحسبًا لضبط أي سيارات داخلها متفجرات، أو من قام بارتكاب الواقعه. من ناحية اخرى، أكد مصدر طبي أن المصابين الذين دخلوا مستشفى الطوارئ في المنصورة وصلوا إلى 17 مصابًا من بينهم مجند لفظ أنفاسة الأخيرة بعد وصوله، أما المصابون فهم المجند أحمد محمد وعباس محمد عباس وحسان سامي أنور وأحمد المتولي سمرة وأحمد عادل إبراهيم وثروت عبد السميع محمد ومحمود محمد أحمد ومحمد سعد عبد الرؤوف ومحمد رضا عبد المقصود وحسين حامد حسين أعمارهم من 21 عامًا الى 22 عامًا مجندين في قسم أول المنصورة، وكذلك إصابة المواطنين محمد السيد محمد وأحمد نبيل أحمد مجهول الهوية، وبين المصابين 2 حروق من الدرجة الأولى، وتم إدخالهم الى العناية الفائقة في المستشفى، وتراوحت الإصابات الأخرى بين حروق من الدرجة الأولى والدرجة الثالثة. واضاف أنه تم نقل 12 مصابًا عن طريق سيارات الإسعاف إلى مستشفى الطوارئ، بينما تم نقل 6 مصابين عن طريق السيارات الخاصة، والإصابات عبارة عن حروق من درجات مختلفة، واثنان منهم حالتهما حرجة، وداخل غرفة الإفاقة في مستشفى الطوارئ في المنصورة. من ناحية أخرى، دانت القوى السياسية والوطنية بمحافظة الدقهلية الانفجار ووصفتة بالعمل الارهابى وتنفيذًا لتهديدات قادة جماعة الاخوان المسلمين وقال المتحدث الإعلامي لحزب "التحالف الشعبي" في الدقهلية سمير الأمير "إن التفجير يأتي في إطار خطة إشاعة الفوضى ونشر مشاهد العنف، ويهدف إلى تدمير الدولة المصرية، والإيحاء بأن (ثورة 30 يونيو) هي التي تسببت في تلك الفوضى". وأضاف أن تلك الأعمال الإجرامية متزامنة مع ما يحدت في سيناء وتنفيذًا لتهديدات قادة "الإخوان". وأعرب الأمير أن حزب التحالف يستشعر حالة الغضب العارمة من تردد الحكومة الجديدة، مشيرًا إلى أن الأولوية الآن يجب أن تكون في الإجراءات الحاسمة ضد الإرهاب الذي تمارسه وترعاه جماعة "الإخوان" وليس في الحديث عن المصالحة الذي يتسم بالرعونة، ويشجع الخونة على المُضيّ قُدمًا في مخططهم لتدمير مصر.