دمشق - جورج الشامي
شهدت العاصمة دمشق، الأحد، انفجار سيارة مفخخة في حي جوبر تسبب في مقتل 9 قتلى من عناصر الحكومة، بينما استمر القصف على الأحياء الجنوبية في الريف، أما في حمص فاستمرت الاشتباكات في القصير لليوم 13 على التوالي، في حين قامت عدد من كتائب الثوار بفتح جبهة جديدة في الرستن (شمال
القصير) لتخفيف الضغط عن المدينة، كما شهد شرق بلدة بعلبك في سهل البقاع اللبناني اشتباكات بين مجموعة من "حزب الله" اللبناني وأخرى من الجيش السوري الحر قتل على أثرها على الأقل 15 مسلحاً، إلا أن العدد الفعلي لن يتضح إلا بعد انتشال الجثث من المنطقة الواقعة على بعد ما يقرب من 2 كيلومتر من الحدود، فيما اشتبكت القوات الأردنية في مخيم الزعتري للاجئين السوريين مع سوريين .
هذا وقد شهدت العاصمة السورية دمشق وفقاً لشبكة شام قصفًا عنيفًا براجمات الصواريخ والمدفعية على حي جوبر وقصف بقذائف الهاون على المنطقة الصناعية في حي القابون، كما استهدفت جبهة النصرة بسيارة مفخخة قوات النظام المتمركزة في مخفر شرطة حي جوبر حيث قتل 9 عناصر من القوات النظامية السورية.
وقال "المرصد السوري لحقوق" الإنسان "ارتفع عدد القتلى إلى 9من عناصر القوات النظامية الذين قضوا اثر تفجير رجل سيارة مفخخة بالقرب من قسم الشرطة في حي جوبر" في شرق العاصمة. واكتفت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" بالإشارة إلى "معلومات أولية عن انفجار سيارة مفخخة في أول مدخل جوبر"، من دون أن تعطي تفاصيل إضافية.
كما يشهد حي جوبر معارك، الأحد، بين الجيش السوري والجيش "الحر". و يذكر أنه منذ أشهر تدور اشتباكات في هذا الحي الذي يستهدف باستمرار بغارات جوية وقصف بقذائف الهاون.
وفي ريف دمشق قالت شبكة شام "إن قصف من الطيران الحربي على المناطق المجاورة لطريق المتحلق الجنوبي عنيف بالمدفعية الثقيلة على بساتين بلدة المليحة ومدن الزبداني وزملكا وحرستا وعربين وداريا ومعضمية الشام وعلى معظم مناطق الغوطة الشرقية".
أما في حمص فقالت شام "إن قصف من الطيران الحربي على مدن القصير والرستن وقرية الضبعة بريف القصير بالتزامن مع قصف براجمات الصواريخ على المنطقة وقصف عنيف بالمدفعية الثقيلة على مدن تلبيسة والحولة وبساتين تدمر وبلدة الدار الكبيرة واشتباكات في محيط مدينة وبساتين القصير بين الجيش الحر وقوات النظام المدعومة بقوات حزب الله اللبناني".
فيما تواصل قوات النظام والجيش السوري الحر حشد قواتهما على جبهة مدينة القصير، التي تحاصرها منذ 13 يومًا قوات النظام ومقاتلون من "حزب الله".
ومن جانبه أكد المركز الإعلامي السوري قيام عدد من كتائب الثوار بفتح جبهة جديدة في الرستن (شمال القصير) لتخفيف الضغط عن المدينة.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن القتال يدور داخل القصير وفي القرى المحيطة بها التي تسيطر على معظمها قوات النظام، في وقت عززت قوات النظام المواقع التي تقدمت إليها شمال المدينة وبينها مطار الضبعة العسكري والجوادية والبساتين في المنطقة.
وأشار "المرصد" إلى استمرار استقدام تعزيزات لقوات النظام قبل هجوم محتمل على باقي المناطق الخاضعة لسيطرة الثوار، وإلى وجود "15 دبابة وكاشفات ضوئية وصواريخ حرارية موجهة يمكن أن ترصد أي سيارات تتحرك وتضربها".
هذا وقد حاول الثوار أيضا مهاجمة مطار الضبعة الذي سيطر عليه جيش النظام يوم الأربعاء، وقاتلوا الجيش النظامي وعناصر حزب الله في محيط قرية الضبعة، وسط تقارير تحدثت عن سقوط خسائر بشرية في صفوف الطرفين.
من جهته قال "المركز الإعلامي السوري" "إن بعض كتائب الثوار المسلحة فتحت جبهة جديدة في الرستن لتخفيف الضغط على المدينة. وأضاف أن الكتائب سيطرت على خمس نقاط عسكرية لقوات النظام هناك".
ومن جانبها قالت إحدى كتائب الثوار المعروفة باسم جبهة التوحيد في ريف حمص الشمالي "إنها بدأت معركة باتجاه الحواجز الشمالية لمدينة الرستن وكتيبة الهندسة، وقالت إن هناك عشرة حواجز ضخمة، سقط منها خمسة وأصيب الباقي، في عملية قالت إنها تهدف إلى لفت أنظار النظام، وتشتيت قواه عن المحاصرين في مدينة القصير".
وكان قد قتل 28 مقاتلاً من المعارضة السورية الليلة الماضية في معركة في ريف حمص الشمالي، وفق ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، وقال المرصد في بريد الكتروني "استشهد 28 عنصراً من الكتائب المقاتلة أمس اثر كمين واشتباكات مع القوات النظامية في بساتين قرية كفرنان التي يقطنها مواطنون من الطائفة العلوية والواقعة بريف حمص الشمالي وبين الشهداء اثنان من قادة الكتائب المقاتلة". وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن "قرية كفرنان الواقعة بين مدينة تلبيسة التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة ومنطقة الحولة التي يتواجد في أجزاء كبيرة منها أيضا المعارضون محاصرة منذ فترة من الكتائب المقاتلة التي حاولت مساء أمس التقدم نحوها". وأضاف "إلا أن المقاتلين تعرضوا لكمائن من جانب قوات النظام تسببت بمقتل ما لا يقل عن 28 منهم".
كما أشار المرصد إلى "هجوم نفذه مقاتلو المعارضة على حاجز الملوك التابع للقوات النظامية عند طرف مدينة تلبيسة في ريف حمص الشمالي أيضا، ما تسبب بمقتل ستة عناصر من الحاجز على الأقل. إلا أن المقاتلين لم يتمكنوا من السيطرة على الحاجز". وتحاصر قوات النظام تلبيسة منذ أكثر من سنة.
ورجح عبد الرحمن أن "يكون مقاتلو المعارضة يحاولون عبر فتح هذه المعارك في ريف حمص الشمالي تخفيف الضغط على مدينة القصير الواقعة في ريف حمص الجنوبي".
في حين قتل 15 مسلحا في الاشتباك شرقي بلدة بعلبك في سهل البقاع اللبناني، إلا أن العدد الفعلي لن يتضح إلا بعد انتشال الجثث من المنطقة الواقعة على بعد نحو كيلومترين من الحدود، حيث وقع الاشتباك مساء السبت الأحد بين مجموعة من حزب الله اللبناني قدمت من منطقة بعلبك في شرق لبنان، وأخرى من الجيش السوري الحر في منطقة سورية حدودية محاذية للمنطقة بعلبك، بحسب ما أفاد مصدر أمني لبناني وكالة فرانس برس، وكان قد سبق الاشتباك الليلي سقوط صواريخ عدة انطلقت من هذه المنطقة الحدودية، بحسب المصدر الأمني، على بلدات في قضاء بعلبك الذي يملك فيه حزب الله نفوذا واسعا.
فيما يذكر أنه هي المرة الأولى التي تطاول فيها الصواريخ منطقة بعلبك، وكان الجيش الحر استهدف خلال الأسابيع الماضية بلدات في منطقة الهرمل القريبة من بعلبك ردا على تدخل حزب الله العسكري إلى جانب القوات الحكومية في منطقة القصير في محافظة حمص.
وفي السياق ذاته، قال المرصد إن "القوات النظامية تمكنت من إعادة السيطرة على بلدة الزغبة التي يقطنها مواطنون من الطائفة العلوية في ريف حماة الشرقي وذلك إثر انسحاب مقاتلي الكتائب المقاتلة منها بعد أسابيع من السيطرة عليها".
وكانت قوات النظام السوري استعادت السبت السيطرة على بلدتي الطليسية والجنينة ذات الغالبية العلوية في المنطقة نفسها. وأوضح المرصد أن السكان العلويين كانوا هجروا هذه البلدات بعد دخول مقاتلي المعارضة إليها.
وفي حماة أيضاً شنت قوات النظام، الأحد، حملة دهم للمنازل واعتقالات في مدينة حلفايا، حسب شبكة شام الإخبارية.
أما في حلب قالت شام "إن اشتباكات عنيفة في حي الراشدين بين الجيش الحر وقوات النظام، وقصف عنيف برجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة على بلدات معارة وكر حمرة والمنصورة وكفرداعل وقبتان الجبل وقرى جبل شويحنة واشتباكات عنيفة عند بلدة البوز بريف السفيرة".
كما تجدد القصف العنيف بالمدفعية الثقيلة في درعا على أحياء طريق السد ومخيم درعا وأحياء درعا البلد، وقصف من الطيران الحربي على بلدة أم المياذن وقصف عنيف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة على مدن وبلدات تل شهاب والنعيمة وناحتة والحراك وبصرى الشام والمليحة الشرقية والمليحة الغربية واشتباكات في محيط بلدة النعيمة وفي محيط اللواء 52 بالحراك.
وأعلن مصدر أمني أردني رفيع أن "قوات الدرك فرقت مظاهرة وتصدت لأعمال شغب افتعلها لاجئون سوريون يقطنون في مخيم الزعتري الكائن في صحراء محافظة المفرق شمال شرق البلاد".
وقال المصدر إن "عناصر من قوات الدرك أطلقوا قنابل الغاز المسيل للدموع على مظاهرة وأعمال شغب افتعلها لاجئون سوريون في مخيم الزعتري الكائن في صحراء محافظة المفرق شمال شرق البلاد".
وأوضح أن "أعمال الشغب إندلعت بعد قيام وكالة الإغاثة النرويجية بتوزيع مساعدات عينية على اللاجئين السوريين، الذين طالبوا بمساعدات مالية بدلا من العينية".
وأشار المصدر إلى أن "قوات الدرك تعاملت مع أعمال الشغب وأطلقت على مفتعليها قنابل الغاز المسيل وفرقتهم"، غير أنه لم يشر إلى وجود إصابات بين الطرفين.