عناصر من الجيش السوري الحر

وصل عدد القتلى في سورية الاثنين إلى 145، معظمهم في ادلب وحلب ودمشق، فيما اشتبك الجيش الحر مع قوات الحكومة في 145 نقطة، كان أعنفها في حلب، وتمكن من السيطرة على خناصر وأريحا في ريف حلب، وغنم عددًا كبيرًا من الأسلحة، وفي غضون ذلك أكدت واشنطن أن أسلحة كيميائية استُخدمت في سورية ، وذلك بعد أن أنهى المفتشون الدوليون أول يوم من مهمتهم في التحقق من استخدام هذه الأسلحة في الغوطة في ريف دمشق، فيما توعدت الدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة برد فعل قوي على المتسبب في ذلك، مع تلويح مباشر باستخدام القوة العسكرية وسط رفض من جانب روسيا وإيران وتحدّ سوريّ.
واستطاعت لجان التنسيق المحلية في سورية توثيق 145 قتيلاً، مع انتهاء يوم الإثنين، بينهم ثمان عشر سيدة، سبعة عشر طفلا، وثلاثة تحت التعذيب، أربعة وخمسين في إدلب معظمهم في أريحا، أربعين في حلب، أربعة وعشرين في دمشق وريفها، تسعة في حمص، ثمانية في حماه، خمسه في درعا، أربعه في دير الزور، وقتيل في اللاذقية.
وأحصت اللجان 487 نقطة للقصف في سورية، غارات الطيران الحربي في 48 نقطة كان اعنفها اريحا، البراميل المتفجرة سجلتت في الدانا، كفرلاته، اريحا، وكورين بادلب، صواريخ ارض ارض استهدفت حي الفرودس بحلب، والمعضمية بريف دمشق، القنابل الفوسفوريه في أورم الكبرى في حلب، القنابل العنقودية في سلمى وقروجة في اللاذقية، القصف الصاروخي في 167 نقطة، تلاه القصف المدفعي في 141 نقطة، والقصف بقذائف الهاون في 119 نقطة.
فيما اشتبك الحر مع قوات الحكومة في 145 نقطة، كان أعنفها في حلب، حيث تمكن الجيش الحر من قتل أكثر من عشرين مجندًا من قوات الحكومة وجرح عدد آخر بعملية نوعية في حي السويقة وقلعة حلب، كما تمكن "الحر" من السيطرة على بلدة خناصر على طريق معامل الدفاع-حماه وسيطر على أربعة دبابات، مدفع فوزليكا، رشاشين دوشكا، مضادات طيران، و500 صاروخ ميتس، ومستودع للذخيرة فيه ذخائر للأسلحة الخفيفة والدوشكا وقواذف آر بي جي، وتمكن "الحر" من السيطرة على مدينة أريحا بعد اشتباكات عنيفة مع قوات الحكومة، واستهدف مطار كويرس العسكري بقذائف.
وفي دمشق وريفها استهدف بأربعة صواريخ غراد تجمعات لقوات الحكومة في مساكن الديماس، واستهدف في حي جوبر ثكنة كمال مشارقة وتجمعات لقوات الحكومة في حارة الجباوية وحقق إصابات مباشرة.
وفي دير الزور استهدف الحر بقذائف الهاون تجمعات لقوات الحكومة بالقرب من المشفى العسكري وحقق إصابات مباشرة.
وفي حماه اقتحم "الحر" تجمعات لقوات الحكومة بالقرب من قرية المفكر وسيطر على دبابتين.
وفي اللاذقية استهدف "الحر" تجمعات لقوات الحكومة في قرية البهلولية.
من جهة أخرى وفي خطاب له في واشنطن أكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن أسلحة كيميائية استُخدمت بالفعل في قصف الغوطة في ريف دمشق، الأربعاء الماضي، معتبرا أن هذا العمل يعتبر "وقاحة أخلاقية"، ودعا لمحاسبة المسؤولين عن هذا العمل، كما أتهم الحكومة السورية بـ"طمس الأدلة"، بسبب تأخره في السماح للمفتشين الدوليين بالتحقيق، واستمراره في قصف المنطقة ذاتها.
وفي وقت لاحق، أكد البيت الأبيض أن استخدام الأسلحة الكيميائية من قِبل الحكومة السورية أمر لا يمكن إنكاره.
وأنهى المحققون الدوليون أول يوم من التحقيقات في المعضمية بريف دمشق بحثا عن أدلة حول استخدام الأسلحة الكيمياوية التي استخدمت في قصف هذه المنطقة، الأربعاء الماضي، وأودت بحياة المئات، حيث قاموا بإجراء فحوصات وسحب عينات من الضحايا، بحسب طبيب في المدينة التي يسيطر عليها الثوار، فيما اتهمت الحكومة السورية المعارضة بإطلاق نار على موكب المفتشين أثناء توجهه إلى المناطق التي تعرضت للهجوم الكيميائي.
وقال متحدث باسم الأمم المتحدة إن قناصة مجهولين أطلقوا النار على سيارة يستخدمها مفتشون تابعون للأمم المتحدة في دمشق أثناء توجههم لموقع يشتبه بتعرضه لهجوم بالغاز السام.
وعاد مفتشو الأمم المتحدة إلى مقر إقامتهم في العاصمة دمشق، ومن المقرر أن يواصلوا عملهم في أماكن أخرى خلال الأيام المقبلة.
في غضون ذلك تشهد الساحة الدولية تحركات مكثفة بشأن سورية، وتزايدت المؤشرات على احتمالات تدخل عسكري ضد الحكومة السورية بعد اتهامه بأنه كان وراء هجوم الأربعاء.
وفي آخر التطورات، قال مصدر حكومي في لندن إن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون سيقطع عطلته ليترأس اجتماعًا لمجلس الأمن الوطني البريطاني لبحث كيفية الرد على تقارير عن استخدام الأسلحة الكيميائية في ريف دمشق.
فيما رفض المتحدث باسم مسؤولة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون التعليق على تكهنات بضربة عسكرية محتملة ضد سوري. وقال المتحدث اليوم الاثنين في بروكسل "لن نعلق على افتراضات وتكهنات  في وسائل الإعلام".
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول أميركي طلب عدم كشف اسمه قوله "لو لم يكن للحكومة السورية ما تخفيه، ولو أرادت أن تثبت للعالم أنها لم تستخدم أسلحة كيميائية في هذا الحادث لكانت أوقفت هجماتها على المنطقة، وسمحت للأمم المتحدة بأن تصل فورًا إليها قبل خمسة أيام".
وفي هذه الأثناء، تعهد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بكشف حقيقة ما جرى في غوطة دمشق، فيما حذرت ألمانيا بلسان وزير خارجيتها من أنه ستكون هناك "تبعات" على حكومة الرئيس السوري بشار الأسد في حال ثبوت استخدامه غازات سامة.
وقال الوزير غيدو فيسترفيله في مؤتمر لسفراء ألمانيا في وزارة الخارجية في برلين "إذا تأكد استخدام تلك الأسلحة فإنه سيتعين على المجتمع الدولي التصرف، حينها ستكون ألمانيا ضمن الذين يرون أن العواقب ستكون ضرورية".
وفيما أعلنت فرنسا أنها متأكدة من استخدام النظام السوري أسلحة كيميائية في قصف الغوطة، الأربعاء الماضي، قال وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل، الأحد، إن وزارته مستعدة للخيار العسكري في سورية إذا تلقت أمرًا من الرئيس باراك أوباما بذلك.
وقالت بريطانيا على لسان وزير خارجيتها وليام هيغ، الإثنين، إن هناك إمكانًا للرد على الهجوم بالأسلحة الكيميائية، من دون أن يكون هناك إجماع على ذلك في مجلس الأمن، في حال لم تُجدِ الضغوط الدبلوماسية نفعًا مع الحكومة السورية.
من جانبها، أعربت تركيا عن استعدادها للمشاركة في تحالف عسكري دولي بغية التصدِّي لحكومة الرئيس الأسد.
ونقلت وسائل إعلام تركية اليوم الاثنين عن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو قوله إنه رغم تأييد بلاده للتصرف بناء على قرارات من الأمم المتحدة فإن البدائل ستكون مطروحة على الطاولة حال عدم اتخاذ مجلس الأمن أي قرارات، على حد تعبيره.
وأعربت اليابان هي الأخرى عن الأمل في أن يتمكن فريق المفتّشين من كشف الحقيقة سريعًا بشأن استخدام السلاح الكيميائي أخيرًا في ريف دمشق.
ونقلت هيئة الإذاعة والتلفزيون الياباني (NHK) عن المتحدث باسم الحكومة يوشيهيدي سوغا قوله للصحافيين، الإثنين، إن اليابان تشعر بقلق عميق بشأن مزاعم استخدام السلاح الكيميائي، وستراقب التطورات.
وعلى صعيد المواقف الداعمة لحكومة دمشق، حذرت روسيا الولايات المتحدة من التدخل العسكري في النزاع السوري، لكن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف شدَّد على أن روسيا لن تدخل حربًا مع أحد في سورية.
وقال وزير الخارجية الروسي في مكالمة هاتفية مع نظيره الأميركي جون كيري: إن التدخُّل سيُدمِّر مساعي السلام.
وطالب لافروف الولايات المتحدة في البيان الذي نشر، الإثنين، بشأن فحوى المكالمة بعدم الانزلاق إلى "استفزازات"، مضيفًا أن الاستخدام المحتمل لغازات سامة بالقرب من دمشق قد يكون مدبرًا من ثوار.
وأكد لافروف خلال الاتصال أن احتمال حدوث تدخل عسكري في سورية ستكون له عواقب وخيمة بالنسبة إلى الشرق الأوسط.
وحذرت إيران من أي تدخل دولي في سورية، وقال نائب رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية الجنرال مسعود جزائري: إن "أميركا تعلم حد الخط الأحمر للجبهة السورية"، مضيفًا أن أي تجاوز لهذا الخط من قبل واشنطن "ستكون له عواقب وخيمة على البيت الأبيض".
أما الصين فقالت إنها تؤيد إجراء تحقيق دولي مستقل وموضوعي في مزاعم استخدام أسلحة كيميائية في سورية.
وقال وزير الخارجية الصيني وانغ يي في بيان، الإثنين: إن الصين تعارض تمامًا استخدام أسلحة كيميائية أيًا كان الطرف الذي يستخدمها.
وتتزامن هذه التحركات وردود الفعل الدولية مع اجتماع انطلق في وقت متأخر، الأحد، في الأردن بشأن سورية، في حضور رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية الجنرال مارتن ديمبسي، ورؤساء هيئات الأركان في كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وكندا والسعودية وقطر وتركيا، لبحث تداعيات الأزمة السورية وتأثيراتها، خصوصًا بعد المجزرة الكيميائية في ريف دمشق.