عناصر من الجيش الحر

حلب – هوازن عبد السلام سقط 60 قتيلاً في صفوف الجيش السوري ومليشيات "حزب الله" والحرس الثوري الإيراني، في حلب، حيث استحوذت المعارضة على عددٍ من الآليات وأعطبت أخرى، في ما سُمي بمعركة "والعاديات ضبحًا"، في حين سيطرت على ثامن قرية في ريف المدينة. وتسود أجواء من الهدوء الحذر مدينة أعزاز شمال حلب قرب الحدود السورية التركية، بعد انتهاء المهلة المتفق عليها بين لواء "عاصفة الشمال"، وتنظيم "دولة العراق والشام" (داعش) التابع لتنظيم "القاعدة"، من دون الإفراج عن كل المحتجزين لدى التنظيم، بحسب اتفاق الهدنة المبرم بين الجانبين، حيث أكدت مصادر من أعزاز، لـ"مصر اليوم"، أن قلب المدينة لا يزال تحت سيطرة "داعش"، مع بقاء أكثر من 30 معتقلاً من لواء "عاصفة الشمال"، بينهم الناشط محمد نور من "مركز أعزاز الإعلامي"، وقد انتهت المهلة المنصوص عليها في اتفاق الهدنة بين لواء "عاصفة الشمال" وتنظيم "دولة العراق والشام"، من دون الإفراج عن كل الرهائن المحتجزين لدى التنظيم، فيما كان من المقرر أن يُفرج عن بقية المعتقلين، وتحلّ حواجز "داعش" منذ السبت في تمام الساعة 12 ليلاً.
وأشارت المصادر نفسها، إلى أن الشيخ عبدالرحمن الكويتي، طلب تمديد المهلة حتى نهاية الشهر الجاري، بعد أن وعد بالإفراج عن المعتقلين لدى "داعش"، الأحد، فيما انعقد اجتماع بين الشيخ الكويتي وقيادي في لواء "العاصفة" يُدعى أبو علي سجو، استمر لمدة أربع ساعات، في معبر أعزاز الحدودي، للوصول إلى تنفيذ بنود الاتفاق من دون جدوى.
وينص اتفاق الطرفين المتنازعين "داعش" و"عاصفة الشمال"، على وقف الاشتباكات، والإفراج عن معتقلي وممتلكات الطرفين، بعد معارك أسفرت عن قتلى وجرحى، فيما خفتت الأخبار الواردة من أعزاز في هدوء قد يسبق تنفيذ "عاصفة الشمال" لوعدها بتوجيه ضربة إلى معاقل التنظيم في المنطقة، إذا أُخلّ بالاتفاق، فبعد نصب لواء "التوحيد"، الوسيط بين الطرفين، حواجزه بينهما، إلى حين انتهاء المشكلة، ومع الإفراج المنقوص عن تسع رهائن من أصل أربعين، يبدو أن الأوضاع ذاهبة في اتجاه المزيد من التوتر بين الجانبين، وربما على محاور أخرى فوق رقعة الأراضي السورية.
يأتي ذلك بعد تكرر الحوادث والمواجهات المسلحة خلال الأشهر الأخيرة، بين مجموعات بين كتائب تابعة للجيش الحر المعارض، وأخرى متطرفة تضم في صفوفها عدد من المقاتلين غير السوريين، وكان الاتفاق قد وقّع برعاية لواء "التوحيد"، المنضوي تحت إمرة الجيش الحر، لوقف إطلاق النار في أعزاز القريبة من الحدود التركية، بعد يومين من سيطرة التنظيم المرتبط بـ"القاعدة" على المدينة، إثر معركة خاطفة مع لواء "عاصفة الشمال".
ووجه الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، انتقادات غير مسبوقة إلى "داعش"، على إثر الهجوم، تبعه إنذار من الجيش الحر إلى جميع المسلحين الأجانب بضرورة مغادرة البلاد.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، الأحد، أن قوات المعارضة تمكنت من السيطرة على قرية عين العصافير الإستراتيجية، بالقرب من حي الشيخ سعيد في ريف حلب الجنوبي، وأن المعارضة ستتمكن من خلال هذه الخطوة، من قطع أحد خطوط إمداد القوات الحكومية بين مطار حلب ومعامل الدفاع بالقرب من الراموسة، مشيرًا إلى سقوط 20 قتيلاً من القوات الحكومية واللجان الشعبية الموالية لها، خلال الاشتباكات العنيفة التي درات، مساء السبت، في ريف حلب الجنوبي.
وأعلنت كتائب المعارضة في حلب، قبل يومين، بدء معركة "العاديات ضبحًا"، للسيطرة على ما تبقى من الريف الحلبي، وقطع طرق إمداد الحكومة الرئيسة، حيث سيطرت الكتائب خلال المعارك على قرى رسم الشيح، ورسم عكيرش، وديمان، والتل الموجود فوق ديمان، وخربة الحلو، والبرزانية، في ريف حلب الجنوبي على طريق معامل الدفاع.
وأكد صحافي ميداني مستقل، أن معارك تدور منذ السبت بين المعارضة المسلحة وقوات الجيش الحكومي، في عدد من القرى الإستراتيجية في حلب، أهمها قرى عزيزة وعين عسال والعدنانية، وأن قوات المعارضة المسلحة أوقعت 60 قتيلاً في صفوف الجيش الحكومي ومليشيات "حزب الله" والحرس الثوري الإيراني، فضلاً عن استحواذها على عدد من الآليات وإعطاب أخرى.
وذكرت مصادر المعارضة، أن الجيش السوري الحر دمّر ست دبابات، وقتل جميع عناصر قوات الحكومة في قرية الحمام، كما تم استهداف قوات لـ"حزب الله" في قرية العدنانية بالدبابات والمدافع من عيار 120 ملم، وسيطر على الطريق الذي يصل بلدة خناصر بمعامل الدفاع، والتي تعتبر أقوى نقطة تجمّع لقوات الحكومة في حلب، ومركز تزويدهم بالأسلحة، وفي قرية عزيزة اقتحم الجيش الحر عدد من المباني تابعة لقوات الحكومة، وقتلوا 20 عنصرًا، وسيطر على عدد من الحواجز في قرية عين العصافير، كما استحوذ بشكل كامل على مداجن جبل عزان في الريف الجنوبي، وأن حصيلة قتلى العناصر الحكومية يُقدر بأكثر من 30 عنصرًا، أما قتلى "الحر" فهم لا يتعدون الـ 5 قتلى، في المحاور جميعها، وأن الأخير اغتنم عددًا كبيرًا من الأسلحة والدبابات