القاهرة ـ أكرم علي
اقتحم عدد من المتظاهرين المصريين، الإثنين، المقر الرئيس لجماعة "الإخوان المسلمين" في منطقة المقطم، "غرب القاهرة"، وأشعلوا النار في الطوابق العليا من المقر، بعدما توقفت اشتباكات الأحد التي أسفرت عن 5 قتلى وأكثر من 60 جريحًا، فيما دعا المرشد العام للجماعة محمد بديع الشعب المصري
إلى رفع الغطاء عن العنف ومستخدميه ومروجيه.
وأكد شهود عيان، لـ"مصر اليوم"، أن سيارة خاصة نقلت شباب "الإخوان" الذين كانوا في داخل المقر، ولم يتمكن أحدهم من اللحاق بهم في السيارة، ووقع في أيدي المتظاهرين الذين سلموه إلى الشرطة.
وأشعل المتظاهرون النيران، في الطوابق العليا بمقر المركز العام لجماعة "الإخوان المسلمين" والذي يُعرف باسم "مقر الإرشاد"، في حين أعدّ عدد آخر من المتظاهرين عددًا كبيرًا من زجاجات المولوتوف الحارقة، لإلقائها على المقر، لإشعال النيران في محتوياته كافة.
وقد توقفت الاشتباكات في محيط مقر "الإخوان" في المقطم، فجر الإثنين، بعدما استمرت أكثر من 8 ساعات، واحترق جزء كبير من المقر، وسط إطلاق خرطوش ورصاص حي بين أعضاء "الإخوان" والمتظاهرين.
وأكد شهود عيان، في حديث إلى "العرب اليوم"، أن الأحداث بدأت بتفجير أنبوبة بوتاجاز في سور مبنى المقر، ثم تصاعدت ألسنة اللهب في الدور الأول لتمتد إلى الأدوار الباقية، وتصاعدت الأحداث، وبدأ تبادل الطلقات النارية وطلقات الخرطوش، والتي أسفرت عن 5 قتلى وأكثر من60 مصابًا، وفقًا لتأكيد جمعية "أطباء التحرير".
وقال شهود العيان، "إن سيارات الإسعاف لم تتوقف عن نقل المصابين منذ منتصف الليل، نظرًا إلى تزايد عددهم وصعوبة وصول سيارات الإسعاف إلى موقع الأحداث، لسبب قطع الطريق من قبل المتظاهرين، وأن عددًا من الشباب يقومون بنقل المصابين بواسطة دراجاتهم البخارية إلى سيارات الإسعاف.
وأفاد المتحدث الإعلامي لجماعة "الإخوان المسلمين" ياسر محرز، في تصريحات صحافية، أن "هناك العديد من الإصابات بين "الإخوان" المحاصرين داخل مكتب الإرشاد في المقطم، وأن المتظاهرين قاموا بإلقاء أسطوانتي بوتاجاز أدى انفجارهما إلى إصابة العديد من المحاصرين داخل المقر، وأن قوات الشرطة لم تحمي مقر الإرشاد، مما أدى إلى سهولة الهجوم عليه"، متهمًا إياها بـ"التقاعس".
وطالب المرشد العام لجماعة "الإخوان المسلمين" محمد بديع، جموع الشعب المصري بالمحافظة على دماء المصريين، ورفع الغطاء عن العنف ومستخدميه ومروجيه، مشيرًا إلى أن "الدم المصري كله حرام".
ودعا بديع في تغريدات على حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، جموع الشعب المصري إلى الوقوف مع الشرعية المنتخبة، وحماية مصر من الارتداد عن الديمقراطية، ومحاولة إعادة إنتاج النظام المخلوع، مطالبًا المصريين بالدعاء بإخلاص بأن "يرفع الله عن مصر البلاء والضَراء"، وقال "لندع الله أن يحمىِ مصر وشعبها ومؤسساتها من كل من أراد بها الشر، بإخلاص النوايا لله، والوحدة، والحوار البناء".
ودعت حملة "تمرد" عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" المتظاهرين إلى عدم التظاهر أو التواجد في المقطم، قائلة "المقطم وجميع المباني الحكومية لا تساوي قطرة من دمك، وجودك هناك لا معنى له ولا فائدة فيه للثورة، لا تكرر الخطأ، لا مهاجمة لسفارات أو داخلية أو عسكر، فأي عنف يؤدي إلى تفريغ الميدان من المتظاهرين فورًا، والسلمية هي سر نزول الملايين التي أطاحت بمبارك، وما يرعب النظام هو نزول الملايين إلى الميادين والشوارع سلميًا، وإصرارها على عدم مغادرتها قبل رحيل النظام وليس العنف".
ودانت حركة شباب "6 أبريل"، جميع مظاهر العنف والإساءة أو الاعتداء على أي مصري أيًا كان دينه أو انتماءه السياسي، مؤكدة أن "الدم المصري غالي"، وناشدت جميع المصريين الالتزام بالسلمية التي لازمت الثورة المصرية، ومن أهم سماتها منذ قيامها في 25 كانون الثاني/يناير 2011.
وطالبت الحركة، في بيان لها صدر الإثنين، الجهات الأمنية القيام بدورها في حماية الأرواح والممتلكات بعيدًا عن الأهواء السياسية، مجددة تأكيدها على دخولها في اعتصام من مساء الأحد في ميادين مصر في العديد من المحافظات، مطالبة الشعب المصري المشاركة بقوة في الاعتصام، والدخول في إضراب عام من اليوم حتى سقوط النظام والدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة، كمطلب شعبي مستحق لملايين المصريين.
وأعلنت وزارة الصحة المصرية ارتفع عدد ضحايا ليلة 30 حزيران/يونيو، إلى 15 قتيلاً ونحو 700 مصاب، إثر اندلاع اشتباكات بين مؤيدي ومعارضي الرئيس محمد مرسي أمام مقر مكتب الإرشاد لجماعة "الإخوان المسلمين" وعدد من المحافظات.