واشنطن ـ يوسف مكي
أفادت شرطة ولاية بوسطن في الولايات المتحدة الأميركية بأن ثلاثة أشخاص قتلوا وجرح قرابة 144 حالات بعضهم خطيرة، في تفجيرين استهدفا خط الوصول في ماراثون المدينة، فيما تعهد الرئيس الأميركي باراك أوباما بسرعة ملاحقة المنفذين وتقديمهم للعدالة في أسرع وقت ممكن، في حين ذكر مسؤول أمني أميركي ان السلطات الفدرالية تتعامل مع التفجيرين اللذين وقعا عند خط نهاية مارثون بوسطن، على أنهما "هجوم
إرهابي"، ولكن لم يتحدد إن كان مضدره داخلياً أو خارجياً.
ونقلت شبكة "سي إن إن" الأميركية عن المسؤول الأمني مطلع على التحقيقات قوله إن السلطات الفدرالية الأميركية تصنف التفجيرين على انهما "هجوم إرهابي" يجري العمل على تحديد إن كان مصدره داخليًا أو خارجيًا.
وأضاف المصدر ان العبوتين اللتين انفجرتا عند خط نهاية ماراثون بوسطن صغيريتين، والاختبارات الأولية لم تظهر استخدام مادة "سي 4" أو أية مواد اخرى شديدية الانفجار.
وحصلت الشبكة على تقرير أمني يشير إلى أن المحققين أبلغوا الشرطة بان البحث يتركز في هذه القضية على رجل أسود أو بشرته داكنة مع احتمال أن تكون لكنته أجنبية، وقد شوهد وهو يضع على ظهره حقيبة سوداء ويحاول الدخول غلى منطقة ممنوعة قبل 5 دقائق من الانفجار الأول.
وقال رئيس شرطة بوسطن إيد ديفيس، إن السلطات عثرت على ما لا يقل عن عبوة ناسفة واحدة يجري العمل على تفكيكها.
واوضح ان التفجير الثالث الذي أفيد عنه في مكتبة جون كينيدي لم يكن ناجماً عن عبوةن ولا صلة له بالتفجيرين الآخرين، بل هو مرتبط بحريق، ولم يتسبب بأية إصابات.
وقدرت حصيلة التفجيرين حتى الساعة بـ3 قتلى بينهم ولد في الثامنة من العمر، بالإضافة إلى 144 مصابًا على الأقل بينهم 8 أطفال، و17 منهم في وضع حرج جداً و25 في وضع خطر.
وقال خبير في شؤون "الأرهاب" إن ما لا يقل عن 10 أشخاص بترت أطرافهم.
وتعهد الرئيس الأميركي باراك أوباما بكشف المسؤولين عن التفجيرات التي وقعت في مدينة بوسطن الأميركية مخلفة قتيلين وعشرات الجرحى، ومحاسبتهم، مؤكداً متابعة الوضع لإيجاد الأجوبة على كل الأسئلة ومن بينها من يقف وراء هذا الهجوم.
وعقد أوباما مؤتمراً صحافياً مقتضباً في البيت الأبيض بعد تلبغه بالتفجيرات في بوسطن، فقال إنه وجه كل طاقات وموارد الحكومة الأميركية لتوفير الأمن في جميع أنحاء البلاد والتحقيق في هوية الجهات التي تقف خلف تفجيرات ماراثون بوسطن.
ووعد أوباما بكشف المسؤولين عن التفجيرات ومحاسبتهم، وقال أوباما "نتابع مواكبة الوضع.. ليس لدينا كل الأجوبة بعد، ولكن نعرف أن هناك العديد من الجرحى، وبعضهم حالته خطرة".
وتقدم بالتعازي من عائلات الضحايا، مشيراً إلى أنه أخطر قادة الكونغرس من الحزبين، الجمهوري والديمقراطي.
وأضاف "نحن لا نعرف بعد من يقف وراء هذا الهجوم أو لماذا"، داعياً إلى عدم التكهن بشكل مسبق حول ذلك، ولكنه شدد على أنه ستتم معرفة كل شيء، "ولا تخطئوا، سنتمكن من معرفة الفاعل، ولماذا فعل ذلك، وكل من هو مسؤول، من أشخاص أو مجموعات، عن هذه التفجيرات سيشعر بقوة وطأة العدالة."
وتحدث ديفيس من قبل أن البحث مستمر عن قنابل أخرى، طالباً من الناس التزام منازلهم وعدم مغادرتها.
وأضاف ديفيس أن وحدات تفكيك المتفجرات قد تقوم بعمليات تفجير خلال الساعات المقبلة، وذلك في إطار سعيها للتعامل مع أجسام مشبوهة.
وذكر أن عدداً كبيراً من الذين غادروا موقع الماراثون تركوا خلفهم أمتعتهم، مؤكداً ان الشرطة ستتعامل معها على انها "أجسام مشبوهة"، داعياً إلى التبليغ عن أية نشاطات غير طبيعية.
أما المتحدثة باسم شرطة بوسطن نيفا كوكلي فردت على ما يتردد عن اعتقال شخص سعودي الجنسية لتورطه بالتفجيرات، فقالت "لا أعرف من أين أتت هذه التقارير.. ليس لدينا أي شخص موقوف".
وتبلغ الرئيس أوباما بما حصل من مستشارة الأمن القومي ليزا موناكو وغيرها من أفراد طاقمه، وقال مسؤول في البيت الأبيض انه اتصل برئيس بلدية بوسطن توم مينينو وحاكم ماساتشوستس ديفال باتريك "معبرًا عن قلقه على وضع المصابين والتوضيح بأن إدارته مستعدة لتقيم الدعم خلال الاستجابة لهذا الحادث".
وأوعز أوباما لإدارته تقديم أية مساعدة ضرورية للتحقيق والرد على ما حصل في بوسطن.
وقال حاكم ماساشوستس "إن بوسطن تشهد يوماً رهيباً، مشيراً إلى أن السلطات تركز على ضمان سلامة وأمن المنطقة.
وعززت الإجراءات الأمنية في مختلف أنحاء الولايات المتحدة ومن بينها إغلاق شبكة المترو في المدينة، وإغلاق المداخل المؤدية إلى البيت الأبيض تحسبًا لأي خلل أمني.
واتصل وزير العدل الأميركي إيريك هولدر بمدير مكتب التحقيقات الفدرالي "إف بي آي" روبرت مويلر وأوعز إليه استخدام كل الموارد الموجودة في وزارة العدل للتعامل مع الحادث في بوسطن.
ونشرت شرطة نيويورك قوات مكافحة الإرهاب حول المواقع الرئيسية في المدينة، حيث تم رفع حالة التأهب.
وأظهرت صور التلفزيون عدائين ومتفرجين تسيل منهم الدماء وهم يتلقون العلاج، في مكان الانفجار.
وذكرت شرطة بوسطن أن انفجارًا ثالثا وقع في مكتبة كنيدي، ويجري التحقيق بشأنه.
وقال الرئيس باراك أوباما في كلمة عبر التلفزيون إن المسؤولين عن التفجير "سيواجهون العدالة".
ولكنه أشار إلى أن التحقيق لم يكشف عن هوية منفذي التفجير، ولا دوافعهم.
وأضاف أن الحكومة ستعزز التدابير الأمنية عبر البلاد، حسب ما تقتضيه الضرورة، من دون أن يوضح ما إذا كان البيت الأبيض يعتبر هذا الحادث جزءا من مخطط أوسع.
وأفاد متحدث باسم مستشفى ماساشوست العام بأن 19 مصابًا في التفجيرات يتلقون العلاج هناك.
ومنعت هيئة الطيران المدني التحليق فوق المنطقة، كما عززت التدابير الأمنية حول المواقع المهمة في العاصمة واشنطن وفي نيويورك.
وقطع نائب الرئيس جو بايدن اتصالاً كان يجريه مع لجنة تعديل قانون حمل السلاح، ليعبر عن مواساته لعائلات الضحايا، وتعاطفه مع المصابين.
وقال ضابط الشرطة روبن باتستجيان، الذي سمع دوي الانفجار بمجرد أن فرغ من السباق، "هُرعت إلى مكان الانفجار فوجدت الناس ملقين في كل مكان".
وأضاف "هناك على الأقل 25 إلى 30 شخصًا بترت أرجلهم".
وقد وقع الانفجار الأول في الساعة الثانية وخمسين دقيقة، أي بعد ساعتين تقريبًا من اجتياز الفائزين خط الوصول.
وسُمع دوي انفجار هائل من جهة شارع بويلستن قبيل خط الوصول، فألقى ببعض المتسابقين على الرصيف، ثم سُمع الانفجار الثاني وتصاعُدُ أعمدة الدخان من الموقع.
ونقل المصابون أولاً إلى خيمة مخصصة للعناية بالعدائين، ثم وصلت فرق الإسعاف إلى مكان الانفجار، وأغلقت المنطقة بعدها مباشرة.
وحوّل المنظمون المتسابقين المتجهين نحو خط الوصول عن منطقة الانفجار.
وقال مايك ميتشل وهو عداء من فانكوفر في كندا أكمل السباق إنه نظر إلى خط الوصول خلفه فرأى "انفجارًا ضخمًا".
وبعدها اندلع حريق في مكتبة كينيدي على بعد أميال من خط الوصول، ولكن لم يتبين للشرطة أنه مرتبط بالتفجير.
وشهد ماراثون بوسطن هذا العام مشاركة 23 ألف متسابق، وتابعه عشرات الآلاف من المتفرجين.
وكانت شرطة بوسطن أكدت مقتل شخصين وإصابة ما لا يقل عن 82 بجراح جراء الانفجارات التي وقعت عند خط النهاية بماراثون المدينة، وعمد رجال الأمن إلى إخلاء فندق "لينوكس" تحسباً لأي تطورات أمنية.
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز على موقعها على الإنترنت أن الجرحى تم علاجهم تحت خيمة كانت أقيمت لاستقبال العدائين، فيما نقلت وكالات الأنباء عن الشرطة وشهود عيان أن انفجارًا واحدا على الأقل وقع بالقرب من خط نهاية ماراثوان بوسطن، ووقع الانفجار بعدما أنهى الآلاف من العدائين المشاركة في النسخة 117 من الماراثون وكان المشجعون يقفون لتحية الرياضيين عند خط النهاية.
وقال العدّاء الكندي مايك ميتشيل من فانكوفر إنه بعدما أنهى السباق كان ينظر الى خط النهاية ورأى "انفجارا ضخما"، وأضاف أن الدخان ارتفع قرابة 15 مترًا في الهواء وبدأ الناس يركضون ويصرخون وسادت حالة من الفزع.
وفي أول تعليق له على الانفجارين الكبيرين في ولاية بوسطن الأميركية, قال نائب الرئيس الأمريكي، جو بايدن، نتمنى ألا يكون هذا الانفجار عملاً إرهابياً.
وتابع بايدن: "ليس لدي أي تفاصيل عن الانفجار وفقط يجب أن نرفع الصلوات للضحايا ونأمل ألا يكون هناك أي ضحايا جدد".
وحسب ما أذاعته قناة سكاي نيوز عربية كان الانفجار الأول وقع في الساعة 2.50 دقيقة والثاني بعده بـ 15 ثانية، مشيرة إلى أن الانفجار الأول وقع قرب فندق قريب من المارثوان ولم يصب أحد من المشاركين, لافتة إلى أن الإصابات لأشخاص كانوا موجودين داخل الفندق ومحيطه .
وأشارت القناة إلى أن الانفجار كان قوياً جدًا حتى أنه سمع على بعد أمتار بعيدة عن مكان الانفجار، و مُنع الصحافيون من الوجود في المكان.
في غضون ذلك انتشرت الشرطة السرية الأميركية في محيط البيت الأبيض وفقًا لشهود العيان في خطوة لتعزيز تأمين الرئيس الأميركي باراك أوباما تحسبًا لأي هجمات ربما إرهابية غير متوقعة بعد حادث تفجيري بوسطن.
كما قلت حركة السياح الذين يمرون في محيط البيت الأبيض عقب سماع أنباء تفجيري بوسطن، كما تمت إقامة حاجز أمني في محيط البيت لمنع الاقتراب منه، وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" إرسال مزيد من قوات الحرس الوطني لتأمين الحماية في بوسطن.