بيروت - رياض شومان
تعيش مدينة طرابلس في شمال لبنان رغم الهدوء الامني الحذر، حالة من القلق والخوف لدى الأهالي من احتمال تجدد المعارك بين منطقتي "باب التبانة" السنية و"جبل محسن" العلوعية، في ظل المصير الذي ستحدده قوى الأمر الواقع لها، خصوصا بعدما أصدر قاضي التحقيق العسكري رياض أبو غيدا مذكرة جلب بحق النائب السابق علي عيد، والحديث المتنامي
عن انطلاق جولة العنف رقم 18 اليوم الجمعة لتنفيس الاحتقان الذي بلغ حدودا غير مسبوقة على هذا الصعيد، لا سيما بعد منع مسيرة أبناء الجبل الى طرابلس، وفي ظل استمرار الاعتداءات على أبناء جبل محسن والتي ترجمت باستهداف ثلاثة أشخاص أمس الخميس باطلاق نار وآلات حادة. هذا التأزم دفع وزير الداخلية مروان شربل الى زيارة طرابلس وعقد سلسلة اجتماعات مع المفتي السني مالك الشعار في منزله، ومع وزراء ونواب المدينة، ومع عدد من مسؤولي المجموعات المسلّحة في التبانة بهدف البحث في سبل المعالجات، وحماية المدينة من جولة عنف قد لا تتوقف عند حدود جبل محسن بل يمكن أن تطال مختلف أحياء طرابلس ومناطق شمالية أخرى، ولا تستثني الجيش.
وقد تم خلال الاجتماع إعادة إحياء الخطة الأمنية، حيث أكد شربل أن الجيش وقوى الأمن الداخلي سيدخلان الى كل مناطق التبانة وجبل محسن التي لم يدخلاها من قبل. وأشار مصدر عسكري الى أن الجيش يسعى لتشكيل زنار عسكري حول محاور القتال، وتثبيت نقاط له في أماكن يدخلها للمرة الأولى، مع إقامة تحصينات اسمنتية، مشددا على أن القيادة العسكرية لن تسمح بالفلتان الأمني مهما كلفت التضحيات، ولفت المصدر الانتباه الى أن الجيش يضع عدة خطط للتدخل منذ انتهاء الجولة 17، وهو ما يزال بالخطط العسكرية التي لا تهدد أحدا، إلا من يحاول اللعب بأمن وسلامة المواطنين.
وفي هذا الاطار قامت قوة من الجيش مساء الخميس، بتمشيط المنطقة الواقعة بين ضهر العين وابي سمراء بحثا عن مسلحين اثر معلومات وردت عن وجود مجموعة في المنطقة، ولم تسفر العملية عن العثور على اي شخص مشتبه به.