القاهرة – محمد الدوي
القاهرة – محمد الدوي
تنظر محكمة جنايات القاهرة، الأحد، محاكمة مهندس الاتصالات الأردني الجنسية بشار أبو زيد (محبوس)، وضابط في جهاز المخابرات الإسرائيلي يدعى أوفير هيراري (هارب)، في قضية التخابر لصالح دولة أجنبية (إسرائيل)، بهدف الإضرار بالمصالح القومية لمصر. وكانت نيابة أمن الدولة العليا قد أسندت إلى المتهمين قيامهما بتمرير المكالمات الدولية المصرية إلى داخل إسرائيل، بهدف السماح لأجهزة
الأمن والاستخبارات الإسرائيلية بالتنصت عليها والاستفادة بما تحمله من معلومات، ورصد أماكن تواجد وتمركز القوات المسلحة وقوات الشرطة وأعدادها وعتادها وإبلاغها إلى إسرائيل، على نحو يضر بالأمن القومي المصري.
وكانت قد كشفت التحقيقات في هذه القضية أن المتهم الإسرائيلي أوفير هراري طلب من المتهم الأردني بشار أبوزيد توفير أعداد كبيرة من شرائح التليفونات لشركة موبينيل لخدمات المحمول المصرية، بغرض استخدامها في عملية تمرير المكالمات الدولية المصرية عبر مواقع إلكترونية موجودة في إسرائيل، وكذا تجهيز البعض منها برامج فنية متخصصة تسمح بالتنصت على جميع المكالمات التي تجري عليها وذلك من خلال شبكة الإنترنت.
كما تبين من التحقيقات أن المتهم الأردني قام بإرسال طرود عبر شركات البريد السريع الدولي تحتوي على وسائل إخفاء ومنها دمية لعبة أطفال بداخلها شرائح تليفونات محمولة تابعة لشركة موبينيل المصرية، بحيث تم ضبطها وتفريغ الشرائح التي كانت تحتويها وعددها 300 شريحة تليفون دون بيانات، وجميع الشرائح المذكورة مخالفة لقانون الاتصالات رقم 10 للعام ،2003، وأرسل بعض الفلاشات المحملة بالمعلومات التي يقوم بتجميعها للإسرائيلي أوفير هراري في وسائل إخفاء حتي لا يتم اكتشافها. واعترف المتهم الأردني بشار أبوزيد خلال التحقيقات بأن عملية تمرير المكالمات الدولية المصرية عبر إسرائيل تمكنها من عمليات التنصت والتسجيل وكذلك تتبع ومراقبة خطوط وأرقام تليفونات بعينها ترد لها مكالمات من الخارج وتسجيل هذه المكالمات ويمكن الاستفادة بما تحتويه من معلومات.
كما أشارت تحريات هيئة الأمن القومي إلى أن "عملية تمرير المكالمات الدولية المصرية عبر إسرائيل هي أحد أساليب المخابرات الإسرائيلية الموجهة ضد مصر (عمليات فرز وتجنيد وغيره من أعمال تخريب اقتصادي يؤثر بالسلب على الدخل القومي المصري)، فضلا عن قيامهم بتصنيف تلك المعلومات، وحصول إسرائيل على معلومات في جميع المجالات وتقارير رأي عام عن المصريين والأوضاع السياسية والأحوال الاقتصادية داخل البلاد.وأوضحت التحقيقات في النيابة أن "الإسرائيلي أوفير هراري يعمل بالشبكات والأقمار الصناعية وفي مجال تمرير المكالمات الدولية لخدمة أهداف أجهزة المخابرات الإسرائيلية، من خلال قيامهم بتقديم معدات وأجهزة، وكذلك إنترنت إسرائيلي لتمرير المكالمات الدولية في منطقة الشرق الأوسط، في كل من: مصر، وسورية، والسعودية، واليمن، وليبيا، والجزائر، ولبنان، والعراق، من خلال شرائح تليفونات المحمول "بي" التي تعمل على شبكات شركة المحمول بتلك الدولة، كما حصل علي شرائح من المتهم الأول لشركة موبينيل لخدمات التليفون المحمول المصرية.
وتبين من خلال الفحص الفني للمعدات والمضبوطات التي كانت بحوزة المتهم الأردني بشار أنه يقوم بتمرير المكالمات المصرية الدولية الواردة عبر الإنترنت الإسرائيلي من خلال محطة التقوية التابعة لشركة موبينيل لخدمات المحمول في منطقة العوجة في شمال سيناء، وأنه يقوم بشحن الأرقام التي تستخدم في عملية التمرير والتابعة لشركة موبينيل لخدمات المحمول الموجودة في إسرائيل من التليفون الشخصي للمتهم الأردني.
كما ضبط مع الجاسوس بشار جهاز حاسب آلي محمول مرتبط بشبكة الإنترنت يستطيع التحكم في الأجهزة المسؤولة عن تمرير المكالمات الدولية عن بعد، وتسمح هذه الأجهزة بتركيب معدات التمرير داخل السيارات المتحركة، حتى يصعب اكتشاف وتحديد الأماكن التي يتم منها التمرير من خلال الأجهزة الرقابية، كما تبين من تحريات هيئة الأمن القومي قيام المتهم الأول والثاني بتمرير المكالمات الدولية المصرية عبر إسرائيل عن طريق برج التقوية الذي قامت شركة موبينيل بتركيبه في منطقة العوجة في شمال سيناء منذ عام 2006، وتبين أن هذا البرج مخالف للأبراج العادية رغم أن الكثافة السكانية لتلك المنطقة المحيطة بمحطة التقوية المذكورة من 400 إلى 600 شخص في محيط 50 كم مربع، كما أنها منطقة صحراوية نائية، ولا يوجد بها أية مبان بارتفاعات عالية، وتبعد تلك المنطقة عن منفذ العوجة البري بمسافة 2كم، وهو ما لا يتناسب مع طبيعة المنطقة.