القاهرة – محمد الدوي
القاهرة – محمد الدوي
أثار الموقف السياسي الذي اتخذته المملكة العربية السعودية بالاعتذارعن قبول عضويتها في مجلس الامن الدولي، الكثير من ردود الفعل، والتعليقات، والتحليلات السياسية المتباينة، التي أتى أغلبها مؤيدًا لموقف المملكة. فقد أعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي "تأييده للموقف الذي اتخذته المملكة العربية السعودية بالاعتذار عن ترشيحها للعضوية غير الدائمة في مجلس الأمن".
وأعرب الأمين العام للجامعة العربية، في بيان صحافي، عن "أمله في أن يدفع القرار السعودي الجهود التي تبذل منذ أعوام، لتطوير وإصلاح مجلس الأمن".
وشدد "العربي" على "أهمية ما جاء في بيان المملكة بشأن عجز مجلس الأمن عن حل عدد من القضايا الحيوية، مثل القضية الفلسطينية أو وضع حد للمأساة الإنسانية في سورية، أو جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل".
وثمّن عضو الهيئة العليا لحزب "الحركة الوطنية" المهندس ياسر قورة موقف المملكة العربية السعودية التاريخي، والمتمثل في اعتذارها عن عضوية مجلس الأمن، قائلًا: المملكة دولة كبيرة في المنطقة، وموقفها موقف مُحترم جدًا، في ظل الازدواجية التي يتعامل بها مجلس الأمن مع القضايا الحساسة في المنطقة وفي العالم كله"، موضحًا أن "القرار فريد من نوعه ويعد سابقة في تاريخ المجلس".
وأكد قورة لـ "مصر اليوم"على أن "موقف السعودية ليس غريبًا عليها وعلى قادتها الذين ضربوا ويضربون أروع الأمثلة في الانتصار للقضايا العربية والدفاع عن حقوق العرب والمسلمين في جميع بقاع الأرض، قائلًا: رغم أن السعودية هي عضو مؤسس في منظمة الأمم المتحدة وتلتزم بالمواثيق الدولية المختلفة، إلا أنها اعتذرت بصورة قطعية عن الانضمام لمجلس الأمن، بسبب ازدواجية المعايير داخل المجلس الدولي، والتي حالت دون أداء واجباته وتحمل مسؤولياته تجاه حفظ الأمن والسلم العالميين".
وأشار قورة إلى أن "موقف السعودية جاء انتصارًا للقضايا العربية العالقة، كالقضية الفلسطينية والقضية السورية"، لافتًا الانتباه إلى أن "المملكة أكدت على إخفاق المجلس في حل القضية الفلسطينية والصراع في سورية، وإخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية، وبالتالي فالمجلس عاجز عن وضع الحلول المناسبة، ومن ثم اعتذرت عن الانضمام إليه".
ونوّه قورة إلى أن "السعودية بذلك الموقف التاريخي تواصل التزامها بدورها ومسؤوليتها التاريخية إزاء الأمة الإسلامية والعربية، وإزاء الشعوب المتطلعة إلى السلام".
وقال قورة: إن الدبلوماسية السعودية تتميز بالرصانة والصرامة والحزم في التعامل مع القضايا الدولية الشائكة، وتؤكد دومًا على أن المملكة دولة كبيرة وتتعامل بالعمق المطلوب في معالجة القضايا الحساسة على الساحة، وترفض أن تكون شريكة في عبث جماعي يُمارس ضد قضايا عربية وإقليمية.