بيروت ـ رياض شومان
يدعو شادي حميد وبيتر ماندفيل في ورقة مركز “بروكنجز” الجديدة إلى مراجعة شاملة للسياسة الأميركية تجاه مصر، في الوقت الذي أصيبت فيه المرحلة الانتقالية في مصر بحالة من الجمود بعد الانقلاب العسكري، ووصلت المشاعر المعادية للولايات المتحدة الاميركية إلى مستويات عالية، اضمحلّت الآمال بأن تلعب واشنطن دوراً إيجابياً في رعاية الديمقراطية المصرية. وفي ظلّ تأثير واشنطن المحدود ونقص مواردها، لجأت الولايات
المتحدة منذ بداية الربيع العربي إلى نهج يشبه نهج "المساومات الاستبدادية" الذي اعتمدته في السابق.تشير هذه الورقة بعنوان: "انقلاب اللاعودة: الولايات المتحدة أمام إعادة ترتيب أولوياتها في مصر"، إلى أنّ الانقلاب الذي حصل في مصر وحملة القمع التي تبعته يمثّلان فرصة مهمّة لاستعراض الأساس المنطقي للعلاقات الثنائية. ثمّة حاجة إلى التشكيك في الاعتقاد السائد منذ زمن بأنّ المساعدات العسكرية الأمريكية هي الثمن الذي يجب دفعه مقابل ضمان امتثال القاهرة لاتفاق كامب دافيد، بحيث سيكون تجاوز أسطورة كامب دايفد بمثابة الخطوة الأولى لإعادة تصوّر العلاقة بين الولايات المتحدة ومصر ولترسيخ هذه العلاقة على أسس صلبة على المدى الأطول.ويرى حميد وماندفيل أن "النفوذ التي تتمتّع بها الولايات المتحدة تجاه مصر هي أكبر بكثير من الظن السائد، وأنّ على واشنطن استخدامَ هذه النفوذ لتهدئة تجاوزات الجيش المصري، والسعي من أجل تحقيق عملية سياسية شاملة. وتبحث الورقة أيضاً خيارات لإدارة السياق الإقليمي الصعب، حيث يعمل حلفاء مقربون للولايات المتحدة في الخليج على أغراض تتضارب مع المصالح الأمريكية في مصر
تقديم المؤلفان
يشغل شادي حميد منصب مدير الأبحاث بمركز بروكنجز الدوحة وزميل بمركز سابان لسياسات الشرق الأوسط في معهد بروكنجز. ويشغل بيتر ماندافيل منصب مدير مركز علي فورال آك للشرق الأوسط والدراسات الإسلامية بجامعة جورج ميسون وزميل أول غير مقيم بمعهد بروكنجز. عمل سابقاً كعضو في طاقم تخطيط السياسات لوزيرة الخارجية الأمريكية حيث ركّز عمله على ردود الفعل الأمريكية على الثورات العربية