قصف جوي ومدفعي لقرى جبل الأربعين

اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن توجيه ضربة إلى سورية سيؤجل قد مؤتمر السلام لمدة طويلة، "إن لم يكن للأبد"، وأن الأدلة التي قدمتها أميركا بحق سورية غير مقنعة، فيما أطلق الرئيس الأميركي باراك أوباما ومعاونوه، حملة تعبئة مكثفة لإقناع أعضاء الكونغرس المترددين بالموافقة على قراره توجيه الضربة العسكرية، في حين قال الأمين العام لحلف "الناتو" أندرس فوغ راسموسين، إنه لا يمكن تجاهل الهجوم الكيميائي ضد المدنيين في سورية، ويجب الرد بشكل حازم وقوي على تلك الجريمة حتى لا تتكرر.
وقال راسموسين، "إن عدم الرد بقوة يعني السماح للأنظمة الديكتاتورية بالتمادي في قتل الشعوب، وأن الوضع في سورية معقد جدًا، وبالتالي الإجراءات فيها معقدة، وأن هناك أدلة كافية تدين الحكومة السورية وتؤكد تورّطها في استخدام الغازات السامة في الغوطة في ريف دمشق، وأنه على قناعة شخصية بأن حكومة دمشق مسؤولة عن الهجوم الكيميائي، الذي راح ضحيته المئات من القتلى بينهم الكثير من النساء والأطفال"، مشددًا على أهمية تكثيف العمل الدولي لمنع استخدام الأسلحة الكيميائية مستقبلاً، معتبرًا أن "الهجوم على أية دولة في حلف (الناتو) هو اعتداء على الحلف بأكمله".
وأفاد مسؤول كبير في البيت الأبيض، أن الرئيس باراك أوباما ومعاونوه، أطلقوا الأحد، حملة تعبئة مكثفة لإقناع أعضاء الكونغرس المترددين في الموافقة على قراره توجيه ضربة عسكرية إلى حكومة الرئيس السوري بشار الأسد، .
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن المسؤول الأميركي، الذي طلب عدم ذكر اسمه، قوله "إن أوباما ونائبه جو بايدن وكبير موظفي البيت الأبيض ضاعفوا جميعًا عدد المكالمات الهاتفية مع أعضاء مجلسي النواب والشيوخ في الكونغرس".
وقطع نحو سبعين عضوًا إجازاتهم وتجمعوا في أروقة مبنى الكونغرس (الكابيتول) في واشنطن، الأحد، حيث أطلعهم فريق أوباما لشؤون الأمن القومي على بعض المعلومات الاستخباراتية بشأن سورية، ولم يبد على بعض النواب المترددين، عند خروجهم من مبنى الكابيتول بعد ثلاث ساعات تقريبًا، أنهم بدَّلوا رأيهم الرافض للضربة، حسبما ذكرت "رويترز".
وقالت عضو الحزب "الديمقراطي" في الكونغرس عن ولاية كاليفورنيا جانيس هاهن، بعد خروجها من جلسة الاستماع إلى الإيجاز الاستخباراتي، "إنني جد قلقة من جرّ أميركا إلى خوض حرب أخرى ضد دولة لم تهاجمنا، وأن النواب الحاضرين انقسمت آراؤهم بالتساوي إزاء منح أوباما الموافقة التي يريد، ومع ذلك فإن معظم أعضاء الكونغرس بدوا مقتنعين بأن سورية ضالعة في حرب كيميائية".
وأكدت عضو الحزب "الديمقراطي" في الكونغرس دبيورا وازرمان شولتز، أن "الصور الصادمة للأطفال الموتى وهم مصفوفون على الأرض لم تبارح ذهني حتى الآن"، فيما أوردت وكالة "أسوشيتد برس" في تقريرها، أن "هناك تباينًا حادًا في وجهات النظر بين أعضاء الكونغرس، بشأن ما إذا كان بالإمكان منح الرئيس أوباما الضوء الأخضر للمضي قدمًا في طلبه شن ضربة عسكرية انتقامية ضد حكومة الأسد".
ومن المنتظر أن يستقبل أوباما في البيت الأبيض، في وقت لاحق الإثنين، السيناتور الجمهوري النافذ جون ماكين، الذي قال، الأحد، "إنه غير واثق مما إذا كان سيدعم قرار توجيه ضربة محدودة إلى حكومة الأسد"، علمًا بأنه يطالب بتدخل عسكري واسع النطاق، كما سيجري البيت الأبيض، الإثنين، سلسلة اتصالات هاتفية فردية بأعضاء في الكونغرس، إضافة إلى اجتماع مع برلمانيين ديمقراطيين".
وأطلق وزير الخارجية الأميركي جون كيري، في وقت سابق، حملة لإقناع الكونغرس بالموافقة على شنّ ضربة عسكرية ضد سورية، وقال "إن واشنطن لديها أدلة على أن الحكومة السورية استخدمت غاز السارين في هجوم 21 آب/أغسطس الماضي في الغوطة في ريف دمشق".
ودعا كيري الكونغرس إلى الموافقة على تلك الضربة العقابية، مؤكدًا أن "العالم لا يمكنه أن يتغاضى عن استخدام الحكومة السورية أسلحة كيميائية، وأن عينات الشعر والدم التي حملها عمال الطوارئ الذين هرعوا إلى مكان الهجوم الشهر الماضي في ريف دمشق، والتي تم تقديمها بشكل مستقل إلى الولايات المتحدة، تظهر آثارًا لغاز السارين القوي"، وذلك عقب قرار الرئيس أوباما بشن ضربة على سورية وطلبه موافقة الكونغرس على ذلك.
وقال كيري، لشبكة "إن بي سي" التلفزيونية، "إن رئيس الولايات المتحدة لا يعتزم ولا يريد أن تتحمل واشنطن مسؤولية الحرب الأهلية السورية، وأن ما يريد القيام به هو تنفيذ قواعد الميثاق الدولي لحظر استخدام الأسلحة الكيميائية".
وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن توجيه ضربة إلى سورية سيؤجل عقد مؤتمر السلام "لمدة طويلة، إن لم يكن للأبد"، معتبرًا أن "الأدلة التي قدمتها الولايات المتحدة لتأكيد استخدام حكومة الرئيس السوري بشار الأسد أسلحة كيميائية في هجوم وقع في غوطة دمشق غير مقنعة إطلاقًا".
وأعرب لافروف عن استغرابه من إعلان نظيره الأميركي جون كيري، أن موسكو تجاهلت أدلة زودتها بها واشنطن تُثبت استخدام حكومة دمشق الأسلحة الكيميائية، موضحًا أن "الأدلة التي قدمتها واشنطن إلى روسيا غير محددة وغير مقنعة، حيث لم تتضمن إحداثيات جغرافية أو أسماء أو أي أدلة تُشير إلى أن العينات أخذها خبراء، كما لم تتضمن أي تعليقات على تشكيك الخبراء في ما يتعلق بأشرطة الفيديو التي نشرت في الإنترنت في هذا الشأن".
وقالت الصين، الإثنين، "إن الولايات المتحدة شرحت لها أدلتها على استخدام أسلحة كيميائية في سورية"، لكن المتحدث باسم الخارجية في بكين هونغ لي، لم يفصح عن موقف بلاده من تلك الأدلة، بيد أنه أعرب عن قلق بكين العميق من أي تحرك عسكري منفرد ضد سورية، بعد أن أرجأ الرئيس الأميركي الرد العسكري إلى حين إجراء اقتراع عليه في الكونغرس، معتبرًا أن "أي تحرك من قبل المجموعة الدولية يجب أن يحترم ميثاق الأمم المتحدة، ويتلافى حصول تعقيد إضافي في الأزمة السورية، ويمنع وقوع كارثة في الشرق الأوسط".