الإسماعيلية ـ يسري محمد
قالت مصادر لدى هيئة "قناة السويس" أن الانفجار الذي وقع على متن سفينة حاويات ترفع علم بنما، أثناء مرورها في المجرى الملاحي، السبت، كان بسبب قذيفة صاروخية "آر بي جي"، أطلقها مجهولون على السفينة، لغرض استهدافها، والتأثير على حركة مرور السفن في القناة، لافتة إلى أن القذيفة سببت أضرارًا طفيفة للغاية، بعد ان أصابت أحد الأعمدة الحديدية بالسفينة، وأحدثت فتحة صغيرة.وأوضحت المصادر أن القذيفة
أطلقت من الضفة الغربية للقناة، عند الكليو 28,5 بترقيم القناة، قرب محطة "التينة" في القطاع الشمالي لقناة السويس، مضيفة أنه حتى لو أصابت القذيفة السفينة فأن تأثيرها سيكون محدودًا للغاية، لأنها قذيفة صغيرة الحجم، والغرض منها إحداث نوع من الفرقعة الإعلامية، مشيرة إلى أنه تم رصد صوت الانفجار من قبل مرشد السفينة المصري، التابع لإدارة القناة، والذي كان يرافق السفينة أثناء مرورها ضمن قافلة الجنوب الآتية من البحر الأحمر في طريقها إلى البحر المتوسط.
وبينت مصادر أمنية أن إدارة القناة تلقت بالفعل خلال تموز/يوليو الماضي تهديدات عدة باستهداف السفن المارة في قناة السويس، وأنه تم رفع درجة الاستعداد من خلال زيادة عدد القوات، وزيادة عدد الطلعات الجوية، التي تنفذها طائرات حربية مصرية، لهدف تمشيط المجرى الملاحي، بدءًا من المدخل الشمالي في بورسعيد وحتى المدخل الجنوبي للقناة على البحر الأحمر في السويس، مضيفة أن "جسر السلام"، الذي يمر فوق "قناة السويس"، لا زال مغلقًا لما يزيد عن 50 يومًا، بعد أن قامت قوات الجيش بإغلاقه، فيما صرح الجيش الثاني أنه يمتلك معلومات بشأن إمكان حدوث عمليات إرهابية تستهدف المجرى الملاحي من خلال بعض السيارات والشاحنات المفخخة.
وأكدت مصادر أمنية أخرى رفعية المستوى أنه تم عمل منطقة عازلة لمسافة مائتي متر في بعض المناطق القريبة من المجرى الملاحي، كما تم تشديد الإجراءات الأمنية على جميع "المعديات"، التي تعمل بين ضفتي القناة، من خلال فحص السيارات بصورة دقيقة، من خلال استخدام أجهزة الكشف عن المفرقعات، والتدقيق في هويات راكبي السيارات، لاسيما الذين يحملون جنسيات غير مصرية، وتابعت أنه تم تعزيز هذه الإجراءات أيضًا عند نفق "الشهيد أحمد حمدي"، أسفل قناة السويس في القطاع الجنوبي للقناة.
وانتشرت مدرعات للجيش المصري في محيط مبنى الإرشاد، وهو المركز الرئيسي لإدارة حركة السفن في الإسماعيلية، كما تم رفع جميع الجسور المؤدية إلى المبنى الرئيسي، ونشر الأسلاك الشائكة في محيطه، ومنع الاقتراب منه لغير العاملين، وذلك منذ 30 حزيران/يونيو الماضي، كما أغلقت جميع المدقات الترابية المؤدية للمجرى الملاحي في منطقة الإرسال، فضلا عن نشر مدرعات الجيش ووحدات للبحرية المصرية عند مبنى إدارة قناة السويس في بورسعيد عند المدخل الشمالي، ونشرت الأسلاك الشائكة في محيطه.
وقال الجيش المصري، في تموز/يوليو الماضي، إنه تحرى تقارير عن وقوع انفجار قرب قناة السويس، إلا أنه لم يعثر على أي دليل يؤيد صحة هذه التقارير، وكان المتحدث باسم القوات المسلحة أحمد علي قد قال وقتها أن الجيش فتش المنطقة ولم يعثر على أي شيء، مضيفًا أن الملاحة تسير بصورة عادية في الممر المائي، فيما قال شهود أنهم سمعوا انفجارا عند الفجر، قرب منطقة سكنية، على بعد نحو كيلومتر واحد من القناة.
وأعلنت أدارة قناة السويس، الأحد، أن الملاحة في القناة منتظمة، على الرغم من المحاولة الفاشلة التي استهدفتها، السبت، وأن 51 سفينة بحمولات 2مليون و401ألف طن عبرت قناة السويس، الأحد، من الاتجاهين الشمالي والجنوبي، وقال بيان الملاحة اليومي في قناة السويس أن عدد السفن الآتية من اتجاه الشمال 26 سفينة، بحمولات مليون و349 ألف طن، وأن عدد السفن الآتية من اتجاه الجنوب 25 سفينة، بحمولات مليون و 52 ألف طن، مضيفًا أن أكبر السفن الآتية من اتجاه الشمال سفينة الحاويات الإنجليزية، وحمولاتها 179 ألف طن، آتية من مالطا متجهة إلى الإمارات، وأن أكبر السفن الآتية من الجنوب سفينة الحاويات البنمية، حمولاتها 156 ألف طن، آتية من سنغافورة ومتجهة إلى البرتغال.
وصرح رئيس هيئة قناة السويس الفريق مهاب مميش أن "أحد العناصر الإرهابية قام بمحاولة فاشلة للتأثير على حركة الملاحة في قناة السويس، من خلال استهداف إحدى السفن العابرة، وهي السفينة COSCO ASIA التي ترفع علم بنما"، وأضاف في بيان لإدارة القناة أن المحاولة فشلت تمامًا ولم تحدث أي أضرار بالسفينة أو الحاويات المحملة عليها، وأنه تم التعامل مع الموقف بكل حسم من جانب القوات المسلحة، واستأنفت السفينة رحلتها بسلام إلى ميناء الوصول، وأن الملاحة تسير بصورة طبيعية في المجرى الملاحي"، لافتًا إلى أن القيادة العامة للقوات المسلحة أصدرت أوامرًا لتكثيف إجراءات التأمين على طول المجرى الملاحي لقناة السويس والطرق المؤدية إليه.