تظاهرة سابقة لأنصار مرسي

تستعد وزارة الداخلية المصرية، لتظاهرات الجمعة، التي دعا لها أنصار الرئيس السابق محمد مرسي، وقامت بإعطاء تعليمات إلى جميع أقسام الشرطة بعمل احتياطات الأمنية اللازمة، والحث على التصدي لأي شخص يهاجمهم والحفاظ على أرواحهم والانتباه جيدًا وعدم التعرض لأي متظاهر سلمي، فيما استعدت أقسام ومراكز شرطة القاهرة الكبرى، بوضع أجوال من الرمال أمامها للحفاظ على رجالها. وناشد المثقفون المصريون بعض القوى الثورية التي تعتزم النزول إلى الشارع، الجمعة، أن تمتنع عن المشاركة، وقالوا في بيان أصدروه الخميس، "إن النزول لن يصب إلا في مصلحة أعداء الثورة المصرية، سواء في الداخل أو في الخارج، وهذه القوى التي تحسب نفسها على الثورة المجيدة لا يُعقَل أن تنقلب عليها هكذا على هذا النحو الذي يدعو إلى التساؤل، ولقد ثبت أن الإجراءات التي اتخذتها الحكومة ورئيس الجمهورية كانت من أجل المصلحة العليا للوطن، ومن أجل الحفاظ على الأمن القومي المصري من انتهاكات جماعات مأجورة ومموَّلة من الخارج، وأن هذه الجماعات ليست سوى أداة لإنفاذ مؤامرة دولية كبرى تديرها أميركا وإسرائيل وبعض القوى الغربية والعربية، من أجل تفتيت مصر والعبث بأمنها القومي وسلامة حدودها وأراضيها، وأن نزول أي قوى في هذا اليوم الذي قرَّرت أن تنزل فيه الجماعة المحظورة لن يؤدِّي إلا إلى إعاقة عمل أجهزة الأمن المصرية، وهو ما يصبَ في مصلحة جماعات التطرف والإرهاب المتآمرة على هذا الوطن، والتي تستهدف إشاعة العنف والفوضى على امتداد البلاد، ولقد أثبتت كل الممارسات التي اقترفتها هذه الجماعة المحظورة ومن يدعمونها من قتل وحرق وتدمير لمنشآت الدولة ومؤسساتها، أن هذه الجماعة الضالة الخائنة تعمل ضد مصالح الوطن والمواطنين، ومن ثم لا يُعقل بأي حال من الأحوال أن تقوم أي جماعة تحسب نفسها على الثورة، بدعم جماعات إرهابية متطرفة تقتل المصريين وتحرقهم بدم بارد في وضح النهار".
وقد وقّع على البيان كل من: بهاء طاهر، أحمد عبدالمعطي حجازي، وعبدالرحمن الأبنودي، جمال الغيطاني، سيد حجاب، خالد يوسف، مجدي أحمد علي، يوسف القعيد، سعيد توفيق، طارق النعمان، محمد الخولي، أحمد مجاهد، محمد هاشم، أحمد زكريا الشلق، فتحية العسال، سلوى بكر، أحمد بهاء الدين شعبان، أحمد النجار، بثينة كامل، فاتن النواوي، حياة الشيمي، أحمد عبدالعزيز، عبدالمقصود عبدالكريم، سعيد المصري، السماح عبدالله، أنور مغيث، محمد العدل، كريم العدل، ريم العدل، رمزي العدل، جمال العدل، محمد جمال العدل، جمال بخيت، شوقي حجاب، ثريا رمضان.
وأصدرت "حركة شباب ضد الانقلاب" بيانًا، دعت فيه شباب ثورة كانون الثاني/يناير إلى المشاركة في تظاهرات الجمعة، والبدء في أيلول/سبتمبر لاستعادة الثورة المخطوفة، حيث قالت الحركة في بيانها، "الثورة في خطر، لا يستطيع أن ينكر أحد الآن ذلك، بعد كل هذه الأحداث الدامية والقمع الأمني الإرهابي للمعارضين للنظام العسكري الحالي الغاشم بغطاء شعبي مصطنع كان في 30 حزيران/يونيو، وبدعم الفلول والدولة العميقة وإطلاق الزمام للدولة الأمنية البوليسية لتعود في أشرس صورها في مصر الحديثة، نناشد شباب مصر الذين ينعقد عليهم الأمل في بناء وطن حر يسوده مناخ من الحريات للرأي والتعبير، أن يفيق من حالة الاختطاف الإعلامي التي مارسها الانقلابيون على الشعب بأموال الخليج المتواطئ لتحجيم دور مصر، نناشده النزول والحشد في 30 أغسطس في جمعة (استعادة الثورة) لننطلق معًا كلنا لنبدأ رحلة استرداد ثورتنا المعتقلة والمختطفة في فعاليات يومية للشعب المصري تستمر في كل المحافظات والمدن والقرى والمراكز حتى إسقاط الانقلاب الإرهابي الحالي والاستمرار في الميادين، حتى عملية التطهير الشاملة للمؤسسات الفاسدة والمفسدة والقصاص من رؤوس الانقلابيين جميعها، وإعادة هيكلة الجهاز الأمني القمعي وغيرها من مطالب الثورة".
وأكدت "حركة شباب ضد الانقلاب"، في بيانها، على نقاط عدة منها:
1. المطلب الرئيس هو إلغاء خارطة الطريق، وإسقاط الحكم العسكري.
2. دعوة الشعب المصري لكسر حظر التجوال المقيد للحريات، والذي أثر على دخل الأسر المصرية الكادحة، بصورة نهائية، معربين عن تقديرهم لجهود شباب ضد الانقلاب في المحافظات على حملات التشجيع لكسر الحظر بدورات كرة القدم وحملة (التخبيط في الحلل).
3. مناشدة الفصائل كافة من اليمين واليسار والوسط، وقف مخطط الانجرار المخابراتي المتعمد لتعميق الخلاف المتبادل بين تلك الفصائل، وإلهائها بخلافاتها البينية عن خلافها الرئيس مع الحكم العسكري الدموي.
4. التأكيد الدائم والتام على سلمية التحركات كافة الرافضة لـ"الانقلاب الإرهابي" منذ 2 تموز/يوليو، مع التأكيد على المتظاهرين وقف أية تصرفات فردية تعبر عن عنف لفظي أو خطاب استقطابي يعمق الخلاف الطائفي، وعدم السماح لـ"بلطجية العسكر" المندسين بين المسيرات لتشويه التحركات السلمية.
5. إعرابهم عن أمنياتهم عن أن يجدد  التحالف الوطني لرفض الانقلاب من دمائه وضم التيارات الجديدة كافة الرافضة للانقلاب والتغيير الأمثل والإبداعي للخطاب السياسي الحالي بما يصب في مصلحة استعادة الثورة.
6. التنويه عن بدء حملات شعبية للدعوة لعصيان مدني بصورة مرحلية ومتدرجة لرفض "الانقلاب الإرهابي"، والتأكيد على أن طلاب مصر في الجامعات المصرية وأساتذتهم من أعضاء هيئة التدريس لن يسمحوا بعودة الدراسة تحت ظل هذا الانقلاب، وسيتم الإعلان في وقتها عن حملات الإضراب عن الدراسة والتدريس في الجامعات المصرية.
7. دعوة الشعب المصري وأحزابه وتياراته لنزع الشرعية، التي يحاول أن يكتسبها الانقلاب لخريطة الطريق الحالية التي لن تنتج إلا رئيسًا شبه عسكري وديمقراطية ديكورية مزيفة بمقاطعة تلك الخطوات "الانقلابية" غير الشرعية والبدء من الآن في حملات مقاطعة الاستفتاء على الدستور والانتخابات جميعها.
8. دعوة الشعب المصري لشلّ حركة "الانقلاب" الأمنية بسحب أموال الشعب من البنوك التي تمول عمليات استيراد الأسلحة والمدرعات التي يقتل بها السيسي الشعب.
9. توجيه رسالة من القلب إلى ضباط وجنود الجيش المصري، بأنهم لم يفعلوا كل ذلك من تحركات سلمية، إلا خوفًا على الجيش من تغيّر عقيدته العسكرية من أن العدو الأول هو "الكيان الصهيوني" إلى عدو مختلق وهمي تحت غطاء "الحرب على الإرهاب".
10. نحن لا نستعجل نصرًا، وسيأتي اليوم بالتأكيد الذي يقدره الله وحده لنستعيد فيه تلك الثورة ليدير الشعب مقدراته بإرادته الحرة لا بتفويض وهمي، "إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم".
وقام بعض المتظاهرون، الأربعاء، في حي العمرانية في محافظة الجيزة بتنظيم مسيرة من أمام مسجد التقوى، عقب صلاة العشاء، لرفض ما سموه بـ"الانقلاب"، والمطالبة بإسقاط النظام العسكري، تحت شعار "الشعب يقود ثورته"، تعالت هتافات المتظاهرين المنددة باستمرار سلطات الانقلاب والتي أطلقت سراح المخلوع، ودانت الثوار الحقيقيين، مرددين: "قتلوا إخواتي في الميادين, وأدّوا براءة للمخلوع, يلا يا مصري خد قرارك, قول متخافشي العسكر لازم يمشي"، فيما رفع المتظاهرون في مسيرتهم الليلية، التي كسرت حظر التجوال، أعلام "رابعة العدوية"، وصور للرئيس السابق محمد مرسي.