عنصرين تابعين للجيش المصري

دخلت الحملة المصرية المتواصلة ضد أنفاق التهريب بين قطاع غزة والأراضي المصرية مرحلة جديدة أكثر حسمًا خلال اليومين الماضيين، بعد أن شرع سلاح الهندسة المصري ولأول مرة منذ قرابة عام، بتفجير عدد من الأنفاق التي عثر عليها.وهز دوي انفجارات كبيرة منطقة الشريط الحدودي الفاصل بين قطاع غزة ومصر، وأحدثت دويًا في مدينة رفح الفلسطينية نتيجة لجوء الأمن المصري لأسلوب جديد يقوم على تفجير أنفاق التهريب المقامة أسفل الحدود بالقنابل.ووصلت إلى مدينة العريش في شمال سيناء، مساء الجمعة، تعزيزات قوية من الأفراد والمعدات الخفيفة قادمة من الجيش الثاني الميداني في الإسماعيلية، لدعم القوات التي تقوم حاليًا بعمليات مداهمة واسعة لعدة مناطق في سيناء، وسط تحليق مكثف لطائرات الـ "أباتشي" فوق العريش ورفح والشيخ زويد، وشعر أهالي رفح بأصوات انفجارات شديدة في مناطق الأنفاق على الشريط الحدودي بين مصر وغزة، وتبين أن سلاح المهندسين يفجر حاليًا عدة أنفاق اكتشفت مؤخرًا في رفح، وأكد مصدر أمنى وصول التعزيزات العسكرية وتفجير وتدمير الأنفاق.وقال شهود عيان من السكان الفلسطينيين القاطنين على مقربة من الحدود أن دوي انفجارات كبيرة سمع في منطقة الأنفاق منذ مساء الأربعاء، تصاعدت بعدها أعمدة دخان، ناجمة عن تفجير الأمن المصري لعدد من الأنفاق التي تستخدم في إدخال مواد البناء والوقود، إضافة إلى منزل أحد السكان المصريين القريب جدًا من منطقة الحدود.
وتفيد المعلومات أن الجيش المصري الذي ينفذ حملة أمنية لتدمير الأنفاق منذ أكثر من شهرين لجأ مؤخرًا لاستخدام أسلوب وضع الألغام في الأنفاق وتفجيرها، خلافًا لطريقته السابقة المتمثلة في ردمها أو سكب المياه العادمه في داخلها، للقضاء نهائيًا على أنفاق التهريب المقامة على شكل ممرات أرضية، إذ لا مجال بعدها لأي عمليات ترميم لهذه الأنفاق المستهدفة.
وساهمت عمليات الجيش المصري الخاصة بالتضييق على حركة تهريب البضائع من مصر بوجود نقص كبير في العديد من السلع أهمها الوقود ومواد البناء في أسواق قطاع غزة الذي يعتمد عليها في تسيير حياته.
ولجأ الغزيون لتشييد هذه الأنفاق أسفل الحدود وعددها بالمئات عقب فرض إسرائيل حصارًا محكمًا على غزة قبل أكثر من 6 أعوام، منعت بموجبه مرور العديد من السلع وبخاصة المواد الخام للسكان.
وقالت إحصاءات لمنظمات دولية أن عمليات الجيش المصري الأخيرة أدت إلى تدمير 80% من أنفاق التهريب، ويواجه عمال إدخال البضائع مهام صعبة على عكس الفترة السابقة خلال التهريب.
وطالبت الحكومة المقالة التي تديرها حركة "حماس" في غزة، بإيجاد بديل لهذه الأنفاق بأن يفتح مثلاً منطقة تجارية مع مصر، أو فتح معبر تجاري داخل معبر رفح، قبل أن يتم تدمير أنفاق التهريب.
ووفقاً للمصادر المتعددة، فإن قوات كبيرة من الجيش وحرس الحدود المصري، مدعومين بعربات تابعة لسلاح الهندسة تنتشر على طول الحدود المصرية الفلسطينية منذ مساء الخميس الماضي، وأكد شهود عيان أن عمليات بحث وتمشيط مكثفة تجريها القوات المصرية، في مناطق واسعة على الشريط الحدودي.
وأوضح العديد من العاملين في الأنفاق أن فرق الهندسة التي تعمل على طول المنطقة الحدودية، وتقوم باكتشاف وتدمير الأنفاق، باتت تحظى بحماية وحراسة مضاعفة من قبل قوات الجيش.
وأكد مواطنون يقطنون مناطق جنوب المدينة وقوع عدد من الانفجارات الكبيرة في الجانب المصري من الحدود وتحديدًا قرب حي السلام، مؤكدين أنها نجمت عن تفجير السلطات المصرية أنفاق عثرت عليها في المنطقة.
ووفقا لروايات الشهود من سكان المنطقة، فإن دوي انفجارين كبيرين على الأقل سمعا، مساء الجمعة، كما سمع انفجار آخر في المنطقة نفسها، صباح السبت، قبل أن تشاهد أعمدة من الغابر تتصاعد في المنطقة، موضحين أن قوات مصرية كبيرة مدعومة بعربات عسكرية وناقلات جند مصفحة، شوهدت في منطقة الإنفجارات، والتي لم تتسبب في وقوع ضحايا أو إصابات، نظرًا لتأكد القوات المصرية من خلو الأنفاق المستهدفة من الأشخاص قبيل تفجيرهما.
وتستعين السلطات المصرية بأجهزة حديثة وكاميرات مراقبة، وكذلك كلاب بوليسية للمساهمة في الكشف عن الأنفاق.
واشتكى العديد من المواطنين من سكان المناطق الحدودية جنوب محافظة رفح، من إغراق السلطات المصرية الأنفاق في المناطق السكنية والمأهولة، ما يؤدي إلى حدوث انهيارات أرضية للتربة، وبالتالي يضر بالمساكن المجاورة للأنفاق.
وأكد ملاك أنفاق وعمال، حدوث تراجع ملحوظ في إمدادات الوقود السائل التي تصل قطاع غزة خلال الفترة الماضية، وبخاصة وقود البنزين، وأكدوا أن الحواجز المصرية المكثفة، وانتشار قوات الجيش في مدينة رفح المصرية والمدن المجاورة، بات يصعب وصول الشاحنات المحملة بالوقود، مؤكدين أن الكميات التي ينجح التجار في إدخالها انخفضت للنصف تقريبًا.
وتوقعوا استمرار النقص وأن ثمة جهود واتصالات مكثفة تجرى مع التجار المصريين، لتأمين كمية أكبر من الوقود للقطاع.
ولوحظ شح الوقود وبخاصة البنزين من المحطات، حيث ينفذ هذا النوع من الوقود بعد وقت قصير من وصوله المحطة.
وأكد بعض ملاك المحطات أن النقص المذكور لم يصل لدرجة الأزمة بعد، لكنهم أكدوا أن تزايد النقص سيخلق أزمة كبيرة.