ميقاتي يترأس اجتماعا أمنيًا

بيروت – جورج شاهين كشفت خدمة "سايت" لمراقبة المواقع على "الانترنت" ومقرها الولايات المتحدة، عن أن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي ألقى باللوم على "حزب الله" في التفجيرين اللذين وقعا في مدينة طرابلس يوم الجمعة وهدد بالرد. ورغم ان "تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي لا ينشط في لبنان إلا أن بيانه يوضح كراهية إقليمية متزايدة من جماعات سنية تجاه حزب الله، وانقساما طائفيا أوسع وأعمق في منطقة الشرق الأوسط".
ونقلت "سايت" عن بيان تنظيم القاعدة قوله إن "على حزب الله أن يعلم أن العقاب سينزل به قريبا".
وعقدت "هيئة العلماء المسلمين" اجتماعا في منزل الشيخ سالم الرافعي صدرعنه بيان طالب فيه المجتمعون "ميليشيا حزب الله بسحب عناصرها من سوريا، وحذروا  من ان استمرار قتالهم في سوريا سينقل الازمة الى لبنان". و دعا اجهزة وزارة الداخلية الى "تفكيك البؤر في طرابلس المتحالفة مع النظام السوري وانزال اشد العقوبات بمن قام بتفجيرات الضاحية وطرابلس".
كما طلب البيان من وزارة الدفاع والجيش "اداء مهامهم في حفظ الامن وحماية المواطنين لا قتلهم كما يحصل في مصر وسوريا، وطالب أيضا "الدولة بالاسراع في محاكمة ميشال سماحة وافشال محاولة تمييع ملفه ، لان هذا التمييع شكّل حافزا للخلايا السورية في لبنان في تنفيذ مخططاتهم".
وقال الشيخ الرافعي الذي نجا من انفجار مسجد التقوى ان "الامن الذاتي مرفوض في الضاحية وكل مكان، واما ان تكون الدولة قادرة على تأمين كل الناس او ان تبيّن عجزها وتسمح للناس بحماية أنفسهم".
وكان رئيس الحكومة المستقيلة نجيب ميقاتي قد ترأس إجتماعا في منزله القريب من مكان أحد الإنفجارين للبحث في تداعيات الانفجارين اللذين استهدفا المدينة. وحضر الاجتماع وزير الداخلية في حكومة تصريف الاعمال مروان شربل، وزير المال في حكومة تصريف الاعمال محمد الصفدي، وزير الدولة في حكومة تصريف الاعمال احمد كرامي، وزير الشباب والرياضة في حكومة تصريف الاعمال فيصل كرامي، النائبان سمير الجسر ومحمد كبارة، رئيس فرع مخابرات الشمال العميد عامر الحسن، القاضي صقر صقر، المدعي العام التمييزي القاضي سمير حمود وعدد من ضباط قوى الامن الداخلي.
وبعد الاجتماع قال الرئيس ميقاتي "هناك 900 جريح و35 شهيدا، وطلبنا من المستشفيات استقبال الجرحى، وسيكون هناك لجان للقيام بعملية مسح بالسرعة المطلوبة، وسننقل الى فخامة الرئيس بعد ظهر اليوم طلباتنا لدعمها باي قرار اضافي. نحن متمسكون بالدولة وليس لنا خيار سواها".
وتابع: "تم توقيف احد المشايخ، ولم يرد اي شيء اساسي حتى الان، وهناك تعزيزات امنية مشددة، لتفادي اي حوادث مماثلة في المستقبل. وبالامس استعمل الجيش والقوى الامنية العقلانية على مسرح الجريمة فهو لم يواجه الناس، وانا متاكد ان الجيش سيكون له دور فاعل وقوي بعد تشييع القتلى".
اضاف: "فضلت بالامس عدم الكلام، واعتقد انه ليس من مجال للكلام، لنضع ايدينا بايدي بعض، يكفي خندقة، وليتق ِ السياسيون ربهم، وادعو وسائل الاعلام الى ان تتقي الله بخاصة في مدينة طرابلس والمهم ليس السبق الصحافي بل الامن. يكفي ضحايا ودما يسيل على الارض دون اي طائل ودون جدوى، الايادي نفسها هي التي وضعت انفجار الضاحية وانفجاري طرابلس وهناك الكثير من المستفدين من هذا الوضع".
وفي الختام وجه ميقاتي نداء الى اهالي طرابلس بـ "عدم ترك العصبيات تعمل، والتماسك وعدم اللجوء الى الامن الذاتي".
وبعد ذلك توجه ميقاتي والوزراء لتفقد مكان انفجار مسجد التقوى،  حيث القيت تصريحات تدين الإنفجار وهول ما انتجه من خراب ودمار، فيما كانت فرق الأشغال تقوم برفع الأنقاض من ارض الإنفجار والمنازل التي تضررت.
وقال وزير الشباب فيصل كرامي من امام مسجد السلام: "لا خيار لدينا سوى الدولة والجيش ونريد اجراءات حقيقية لحماية اللبنانيين والبلد".
اما وزير المال محمد الصفدي فقال بعد تفقده موقع الانفجار قرب مسجد السلام: "المستهدف هو امن لبنان ككل وليس فقط طرابلس، والقوى الامنية تعمل بشكل جاد ولديها معلومات نأمل ان تحصل على اثرها توقيفات".
من جهته كشف وزير الداخلية مروان شربل عن "محاولات تبذلها القيادات السياسية على اختلاف طوائفها لامتصاص غضب الشارع ووأد الفتنة التي تستهدف الوطن ككل وليس منطقة دون سواها"، داعيا الى "تدارك الامور سريعا قبل انتشار الفوضى التي قد يترتب عليها مظاهر خطرة تنتهي بتقسيم لبنان".
وشدد شربل على "ان التنسيق متواصل على اعلى المستويات كما ان الاتصالات مستمرة مع القيادات والقادة الميدانيين في طرابلس للحد من ردود الفعل، والكل على يقين أن أي خلل أمني في طرابلس من شأنه أن يلحق الضرر بالجميع في المدينة"، مشيرا الى "أن التجاوب ليس كاملا لكن مع الوقت نلقى النتيجة الايجابية التي نريد كما قال".
وفي الشأن الحكومي، رأى شربل "أن تأليف الحكومة تخطى ارادة اللبنانيين وبات متعلقا بالارتباطات الاقليمية"، داعيا المسؤولين الى "عمل ما في وسعهم من أجل مصلحة لبنان لابعاده عن المخطط الخطير المرسوم لتقسيم الدول العربية المحيطة باسرائيل".
واستنكر "حزب التحرير" في بيان، تفجير طرابلس. وقال: "بعد انفجار الرويس الآثم، تتعرض طرابلس الشام لانفجارين فظيعين، أوديا بحياة مصلين خارجين من بيوت الله تعالى عدا عن عدد كبير من الإصابات".ورأى ان "الغاية من هذه التفجيرات، فوق معاقبة طرابلس، إشعال فتنة طائفية في لبنان تثبت قدرتها على توسيع رقعة النار والحريق في المنطقة".
واستنكر مؤسس "التيار السلفي" في لبنان داعي الاسلام الشهال انفجاري طرابلس، وقال في بيان: "لقد فجعنا اليوم باستهداف خبيث وجبان تمثل بتفجيرين لمسجدي التقوى والسلام في طرابلس أثناء تأدية صلاة الجمعة ليرتقي نتيجتهما عشرات الشهداء بإذن الله إلى جوار ربهم ومئات الجرحى، ويأتي هذا العمل الجبان بعد كم هائل من التحريض المشبوه والممنهج على طرابلس، تارة بوصفها معقلا للارهاب، وتارة أخرى بزعم وجود الآلاف من المقاتلين على أرضها، وحينا آخر بوصفها إمارة إسلامية خارجة عن الدولة".
واضاف: "ان إرهاب اليوم يعيدنا لخطة النظام السوري التي اعترف بها ميشال سماحة بنيته تفجير الإفطارات الرمضانية التي تجمع الصائمين، واليوم تم استهداف المصلين داخل المساجد، فبصمات النظام السوري وملحقاته واضحة للجميع دون أي لبس، وكل ذلك لأن طرابلس وقفت مع عكار وعرسال وصيدا إلى جانب الحق منذ بداية الثورة السورية ولأنها شكلت ولا تزال بإذن الله سدا بوجه المؤامرات الهادفة للسيطرة على لبنان وإلحاقه بمشاريع إقليمية معروفة للجميع".
وحمل الشهال "النظام السوري وملحقاته في لبنان مسؤولية التفجيرات في لبنان عموما بغية إحداث الفوضى وحرف الأنظار عما يجري من مجازر دموية في سوريا وآخرها في الغوطة" معربا عن أسفه "لكل ضحية سقطت ونسأل الله تعالى أن يتقبل الشهداء ولكن ما جرى لن يحرفنا عن قول الحق، ولن نخشى في الله لومة لائم، وسنبقى معتزين بديننا واقفين بوجه الظالم بإذن الله".
ورأى لقاء الجمعيات والشخصيات الإسلامية في لبنان أن "من وضع العبوة في الضاحية الجنوبية لبيروت، والعبوات أمام المساجد في طرابلس، هم مجموعات إرهابية تعمل على نشر الفتنة بين المسلمين، وبالتالي القضاء على صيغة العيش المشترك بين جميع اللبنانيين".
وناشد اللقاء "السياسيين أن يتقوا الله بأبناء هذا الوطن، وألا يراهنوا على الخارج، فالأعمال الإرهابية تهدف الى إيقاع الفتنة، وهي من صنيعة أعداء لبنان، واللبنانيون جميعا مدعوون إلى توحيد الصف، والوقوف وقفة وطنية لمواجهة هذا الوحش الإرهابي، بعيدا عن المزايدات والإتهامات، لتجنيب لبنان الأحداث الأليمة التي تعصف بمنطقتنا العربية والإسلامية، فالإرهاب واحد والمخطط واحد لا يفرق بين منطقة وأخرى".