اجتماع للحكومة اللبنانية

أكد الرئيس اللبناني ميشال سليمان، استياءه البالغ وقلقه الشديد جراء استهداف منطقة الهرمل بالصواريخ، وطلب من قيادة الجيش كشف مصدر إطلاق النار ومعالجته بالوسائل المناسبة.وقال سليمان، "إنه في الوقت الذ يستنفر فيه الداخل اللبناني الأمني والقيادي والسياسي لوضع مقررات المجلس الأعلى للدفاع موضع التنفيذ وبدأت الإجراءات تُعطي ثمارها، يُفاجأ لبنان بأعمال أمنية كإطلاق الصواريخ، في محاولة باتت مكشوفة لتوتير الوضع ونقل الصراع إلى الداخل اللبناني، وهو ما سيتم التصدي له واتخاذ كل الإجراءات الكفيلة بحماية الاستقرار والسلم الأهلي ".
وتناول الرئيس اللبناني، في المقر الرئاسي الصيفي في قصر بيت الدين، الإثنين، الوضعين السياسي والأمني، ودور المجلس الأعلى للدفاع، مع وزراء الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل، والسياحة فادي عبود، والعدل شكيب قرطباوي، الذين رفعوا إليه مجموعة اقتراحات لمعالجة موضوع النازحين من سورية، تخفيفًا للعبء عن كاهل لبنان واللبنانيين.
وانتقل الوفد من بيت الدين إلى السرايا الكبير، للقاء رئيس الحكومة المستقيل نجيب ميقاتي، وقال باسيل بعد اللقاء، "كان الاجتماع مخصصًا لعرض تصور (تكتل الإصلاح والتغيير) بالنسبة لموضوع النازحين السوريين والفلسطينيين من سورية إلى لبنان، وقد بدأنا جولة على المسؤولين والمعنيين في هذا الموضوع، استهلت بلقاء رئيس الجمهورية، والآن التقينا ميقاتي وعرضنا الطرح الذي تقدمنا به، لكي نكون جميعنا أمام مسؤولياتنا، لاننا نعتبر أنها أزمة وطنية وجودية كيانية لا يجوز إهمالها بعد الآن، لقد سمعنا كما سمعنا قبل ذلك، تفهمًا لهذا الموضوع، واستشعارًا بالخطر، وركزنا الإثنين، على أهمية وجود خطة عمل وإجراءات معينة تؤدي إلى تراجع عدد النازحين وليس زيادته، لأن الجميع يُبشّر بأن العدد الرسمي إلى تزايد، ونأمل بأن تتخذ إجراءات عملية، نتيجة طرحنا، من قبل المسؤولين، وفي طليعتهم رئيسا الجمهورية والحكومة، فيكون للدولة من رأسها وصولاً إلى كل أجهزتها، ومنها السلطات المحلية والبلديات وغيرها، وجود وعمل فعلي، فنصل إلى تراجع في عدد النازحين يُمهّد لإنهاء أزمة وجود النازحين السوريين.
وأضاف جبران، "إن من يُسمي العمل الذي ندعو إليه عنصريًا، اعتقد أنه يجب أن نصل إلى مرحلة يتم فيها تقديمه إلى المحاكمة، لاتهامه زورًا أناسًا يقدمون أفكارًا وطنية للحفاظ على وطنهم، والمؤسف أنه يتم استعمال كلمة (عنصرية) لتدمير البلد بشكل كامل وإنهائه، نحن  أمام خيار يجب علينا اتخاذه، وهو أن نكون وطنيين وإنسانيين في الوقت ذاته، وأن يكون تركيزنا الأول على الإنسان اللبناني، وألا يكون لأي إنسان من أي جنسية أخرى أولوية على الإنسان اللبناني".
وعرض الرئيس اللبناني، مع وفد من حزب "الطاشناق"، ضم الأمين العام للحزب هاغوب خاجيريان، والنائب آغوب بقرادونيان، والوزير السابق سيبوه هوفنانيان، وأعضاء في الحزب، للأوضاع السياسية والأمنية الراهنة، وأهمية تضافر جهود القوى والفاعليات السياسية للمساهمة في الخطوات التي تساعد في توفير أجواء الأمن والاستقرار، فيما بحث مع الوزير السابق جوزف الهاشم، في الشؤون المطروحة على الساحة الداخلية أمنيًا وسياسيًا.
واطّلع سليمان من رئيس الأركان في الجيش اللبناني اللواء وليد سلمان، على التدابير التي يتخذها الجيش في عدد من المناطق وعلى الحدود لضبط الوضع، وكذلك اطّلع من رئيس بعثة لبنان الدائمة لدى الامم المتحدة ومجلس الأمن السفير نواف سلام، على التحضيرات لانعقاد الجمعية العمومية هذا العام، وأبرز المواضيع المدرجة على جدول الأعمال، إضافة إلى متابعة الشكوى اللبنانية ضد الخرق الإسرائيلي الأخير في اللبونة، وكذلك الاتصالات الجارية في شأن انعقاد مؤتمر "أصدقاء لبنان" على هامش الجمعية العمومية.
واستقبل رئيس الجمهورية، رئيس الصندوق المركزي للمهجرين فادي عرموني، الذي وضعه في صورة عمل المجلس في موضوعي التعويضات والمصالحات، تمهيدًا لإغلاق هذا الملف بشكل نهائي.