لندن - سليم كرم
نسبت مصادر صحافية بريطانية إلى السفير المصري أشرف الخولي في لندن قوله "إن الهجوم الذي تشنه قوات الأمن المصري بقيادة الجيش على المعارضة من أنصار مرسي لا تختلف عن الهجوم الذي شنته قوات الأمن البريطانية على أعمال الشغب التي نشبت في لندن عام 2011، ولكن الهجوم أخذ
الطابع الدموي عندما بادرت جماعة "الإخوان" المسلمين بإطلاق النار على قوات الأمن"، فيما أشار السفير أن جماعة "الإخوان" وضعت مصر أما اختيار قاسي إما استخدام القوة أو فرض نفسها بالعنف، وكانت الجماعة قد دخلت في مواجهة مع الحكومة المؤقتة التي يدعمها الجيش بعد أن قام الجيش بعزل رئيسها المنتخب محمد مرسي.
وقال السفير في حديث خاص إلى صحيفة "الديلي تلغراف" البريطانية "إنه لا يوجد اختلاف بين ما فعله رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في التعامل مع التظاهرات في لندن وما يحدث في مصر الآن"، مضيفًا "إنه لو كان المتظاهرين لا يحملون سلاحًا لاستطاعت الشرطة أن تصل إليهم وتحتجزهم دون تعرضهم لأي أذى إلا أن ما حدث هو أن الشرطة كانت تدافع عن نفسها أمام المسدسات والبنادق التي كان يحملها المتظاهرون، وإن هذا هو الاختلاف بين ما حدث في لندن عام 2011 وبين ما حدث مؤخرا في مصر".
وقارن الخولي بين فترة حكم مرسي التي استغرقت سنة وبين الحكومة الإسلامية في إيران بعد ثورة 1979 قائلا "إن أيديولوجية الإخوان المسلمين تشبه الأيديولوجية النازية وأنها كانت تسعى إلى الهيمنة على المجتمع المصري، أيضا و مرسي بعد انتخابه سعى إلى أخونة الدولة، وإن الحضارة المصرية على مدى 5 آلاف سنة كانت عبارة عن مزيج من الأديان والحضارات والتي كان الإسلام واحد من مكونات الشخصية المصرية".
وأضاف الخولي" إن خارطة الطريق التي قدمتها الحكومة المؤقتة للعودة بالبلاد إلى المسار الديموقراطي لم تلغى وأنه في الوقت الذي قد يتم فيه حل جماعة "الإخوان" إلا أن جناحها السياسي المتمثل في حزب "الحرية والعدالة"، يمكن أن ينافس في الانتخابات".
وكان عضو البرلمان البريطاني كريسبن بلانت قد طالب بطرد السفير المصري من بريطانيا بسبب تصريحاته التي قال فيها "إن المتظاهرين قتلوا على أيدي جماعتهم. ووصف رد فعل الحكومة البريطانية بأنه عقيم كما قال أن تجاهل الحكومة المصرية التحذيرات قد أكد عدم جدوى الحفاظ على قنوات الاتصال الطبيعية معها، وأنها جعلت من نفسها حكومة غير شرعية". يذكر أن بلانت وهو وزير عدل سابق كان قد زار مصر في الشهر الماضي.
و تابع الخولي "إن تصريحاته كانت تمثل وجهة نظره الشخصية بشأن ما يحدث في مصر وأنه شعر بأن الشعب البريطاني تصله صورة خاطئة بشأن المسؤولية في إراقة الدماء".
وأكد علىى "إن التغطية الإعلامية لما يحدث في مصر غير متوازنة الأمر الذي يتطلب الكشف عن الأفلام التي تصور هجمات الإخوان المسلمين والتي لم تشر إليها القنوات التليفزيونية. وطالب وزارة الخارجية البريطانية بنظرة موضوعية إلى الأحداث في مصر مع الآخذ في الاعتبار المصالح المشتركة على المدى البعيد وعدم الاندفاع نحو فرض عقوبات".
و أوضح أن أوروبا تمثل ضمير العالم وأنه لا يوجد أحد يقر بالعنف ولكن لابد من اعتراف الحكومات الأوروبية بأنه هناك ما يسمى بالفعل ورد الفعل الذي يؤدي إلى مزيد من الخسائر في الأرواح.
وكان وزير الدفاع الـأميركي هيغ قد اعترف بأن الخيارات المتاحة أمام حكومته إزاء ما يحدث في مصر محدودة وقال "إن قدرة التأثير البريطانية قد تكون محدودة وأن مصر قد تشهد سنوات من الاضطراب والتمرد. وأن واجب بريطانيا أن تبذل أفضل ما لديها لتشجيع بناء مؤسسات ديموقراطية وحوار سياسي ودعم الإيمان بالأغلبية المصرية التي تريد لبلدها السلام والاستقرار".
وأضاف " إن ما يحدث في الشرق الأوسط الآن هو أهم أحداث القرن الواحد والعشرين حتى مع مقارنته بالأزمة المالية العالمية وتأثيرها على العالم".
وتابع " إن استقالة البرادعي من الحكومة المصرية المؤقتة كان بمثابة ضربة ومؤشرا سيئا أثار مخاوف بريطانيا حول العنف واستخدام القوة في تفريق المتظاهرين. وقال أن التوجهات البريطانية قد تغيرت وأنها تدين مثل هذه التصرفات".